آثار فرعونية في مصر
آثار فرعونية في مصر
الأربعاء 18 أكتوبر 2017 / 14:09

البراكين أنهت عصر الفراعنة في مصر

24 - إعداد: محمود غزيّل

كشفت دراسة حديثة أن أعمال الشغب التي تحركت على خلفية سلسلة من البراكين والتغيير المناخي، قد تكون السبب بالإطاحة بالفراعنة واختفائها من التاريخ.

وبحسب الدراسة التي تحاول الإضاءة على أهمية التغيير المناخي في تحوّل الشعوب، والتي نشرها جوزيف مانينغ من جامعة "ترينيتي كولغ دبلن" في ايرلندا، فإن تسربات بركانية من المرجح أنها تسببت في توقف سريان نهر النيل، الذي كان عاملاً حيوياً من أجل الزراعة، مشيرة إلى أن النتائج المناخية للتسربات البركانية ربما ساعدت على تضاعف أعمال الشغب ضد الضرائب، وكذلك الاضطرابات المجتمعية مع انتشار رقعة الفقر.

وتشير جانيفر مارلون، شريكة مانيغ في الدراسة، بحسب ما نشره موقع "اكسبرس" البريطاني، إلى أن الدراسة تظهر "ندرة أن يكون لدى العلم والتاريخ أدلة قوية ومفصلة توثق كيفية استجابة المجتمعات للصدمات المناخية في الماضي".

واستخدم فريق الباحثين نماذج عن ثوران البراكين، وسجلات الفيضانات، إضافة إلى التعمق على أكبر قدر ممكن في المعلومات عما حصل في منطقة النيل التي كانت محكومة من قبل الفراعنة.

وترى الدراسة التي نشرت في "نايتشر كومنيكايشن" إلى أن ندرة المياه في نهر النيل، نتيجة العوامل البركانية في المنطقة، قد تكون أثرت بشكل سلبي على قدرات الدولة الفرعونية في تجهيز وصيانة قدرات الجيش لشن الهجمات، أو الدفاع عن الأراضي المسيطر عليها، كما أن موجات الجفاف والمجاعة أحدثت في نهاية المطاف اضطرابات وتغييرات سياسية واقتصادية بين السكان.

ويشير مشارك آخر في الدراسة، فرانسيس لودلوو، إلى الضرائب، إلى جانب التوترات العرقية التي ازدادت بشكل واسع، مع المشكلات التي سببها غياب المياه وانخفاض المحصول الزراعي.

وأضاف لودلوو أن عدداً كبيراً من البراكين تثور كل عام، ولكن لا تؤدي إلى تغيير النظام المناخي بالشكل الذي كانت عليه في السابق، موضحاً أن آخر أكبر ثوران لبركان أدى إلى تغيير في النظام المناخي بشكل واسع بالتاريخ الحديث كان جبل بيناتوبو في الفلبين عام 1991".

واستغل الباحثون مجموعة متنوعة من الإحصائيات الناجمة عن علم المناخ المعاصر مقارنة مع مخطوطات الكتب القديمة لاستكشاف الطريقة التي ضربت بها الثورات البركانية التدفق النهري من النيل، مما قلص من ذروة الفيضانات الصيفية التي اعتمد عليها المصريون في زراعتهم.

وفي كل عام، كانت الأمطار الموسمية تجلب فيضاناً صيفياً يساعد على نمو المحاصيل ودعم المجتمع، وعندما تلفت المحاصيل، بدأت الاضطرابات المجتمعية في الاندلاع.

وخلصت الدراسة إلى أن الأنشطة البركانية تسببت في تغيير مناخي مما أحدث إرباكاً لمناطق رئيسية من المجتمع.