قوات عراقية في كركوك.(أرشيف)
قوات عراقية في كركوك.(أرشيف)
الأربعاء 18 أكتوبر 2017 / 13:17

المواجهة العراقية- الكردية تفتح الباب لتوسّع النفوذ الإيراني

24- زياد الأشقر

تناول الباحثان روبي غرامر وبول ماكليري في تقرير بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، تداعيات الاشتباك العراقي-الكردي واحتمال فتح الباب أمام مزيد من توسع النفوذ الإيراني، لافتين إلى أن الولايات المتحدة تحشد قواها من أجل نزع فتيل الاحتقان بين حليفين يقاتلان داعش وانقلب واحدهما على الآخر، مما سيؤدي إلى فوضى في السياسة العراقية وسفتح الباب أمام مزيد من النفوذ الإيراني في هذا البلد.

استغلت إيران المواجهة لتعميق انخراطها في السياسة العراقية. وانضمت الميليشيات المدعومة من إيران إلى القوات التي أرسلتها بغداد إلى كركوك

وليل الأحد، اشتبكت قوات عراقية مدربة أمريكياً مع قوات كردية مسلحة ومدربة أمريكياً أيضاً بسبب نزاع على مدينة كركوك. وبحلول الإثنين أعلنت القوات العراقية سيطرتها على المدينة ومطار عسكري وحقول النفط الرئيسة فيها بينما فر آلاف من السكان شمالاً.

"البنتاغون"

سارع مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكية إلى تقليل حجم عنف المواجهات ليل الأحد، مشيرين إلى أن سببها "سوء تفاهم" بين الجانبين. وقال ضابط للمجلة الأمريكية إن التقارير عن قتال جرى تضخيمها من قبل عناصر "متطرفين" في الجانبين، وباستثناء القتال الذي اندلع في عطلة نهاية الأسبوع "فإن الأمور يجري التنسيق فيها نسبياً". (وحاول البنتاغون لاحقاً إدراج تحرك القوات في سياق القتال ضد داعش).

"دفع ثمن باهظ"
على رغم تراجع القتال، استمرت الحرب الكلامية. واتهمت الحكومة العراقية في بيان بعض الأكراد بشن "حملة تشوية إعلامي منسقة" ل"التغطية على أعمالهم الشريرة" لعرقلة مهمة قوات الأمن العراقية التي أُرسلت للسيطرة على منشآت النفط في كركوك. وفي المقابل، هدد مسؤول في حكومة حيدر العبادي ب"دفع ثمن باهظ" بسبب عملياتها العسكرية.

داعش وإيران
ولفت الباحثان إلى أن مسؤولين كباراً رفيعي المستوى في الإدارة الأمريكية يعتقدون أن داعش وإيران سيكونان المستفيدين الأكبرين إذا استمرت المواجهة. وقال مسؤول في مجلس الأمن القومي إنه يتعين على "كل الأطراف ضبط النفس وعدم القيام بأية أعمال استفزازية أو تصعيدية. أكبر الرابحين من مزيد من التوتر سيكون داعش والحرس الثوري الإيراني-وهذه نتيجة نريد جميعنا تفاديها". وقد استغلت إيران المواجهة لتعميق انخراطها في السياسة العراقية. وانضمت الميليشيات المدعومة من إيران إلى القوات التي أرسلتها بغداد إلى كركوك. وتحدثت تقارير عن أن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، وصل إلى كركوك لإجراء محادثات مع مسؤولين أكراد عراقيين.

شكوك عميقة
وتوقع الباحثان أن تزيد المواجهات السجال الناجم من الشكوك العميقة بين بغداد وإربيل مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني، منذ إجراء الاستفتاء في 25 سبتمبر (أيلول)على رغم جوقة من الاحتجاج من قبل بغداد وواشنطن والحلفاء الأوروبيين. وتبدو الولايات المتحدة التي اتخذت موقفاً حيادياً خلال تفاقم الأزمة، ميالة إلى عدم التدخل في ما يرى كثيرون أنه أزمة قتال عراقي داخلي. وقال الرئيس دونالد ترامب ان الولايات المتحدة "لن تنحاز إلى أيٍ من طرفي النزاع طرفاُ" في النزاع.

السلاح الأمريكي
واتخذ بعض المشرعين الأمريكيين مواقف أقسى بحق بغداد، خصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار كمية السلاح الأمريكي التي منحت لبغداد في سياق الحملة على داعش. وقال السناتور جون ماكين رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس السيوخ:" لا يخطئن أحد. ستترتب نتائج خطيرة إذا ما استمررنا في رؤية السلاح الأمريكي يُساء استخدامه".
ونقلا عن المحلل في "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" مايكل نايتس، أن المواجهة بين الحكومة العراقية المركزية ومنطقة كردستان، تمثل فشلاً ديبلوماسياً لواشنطن.