عناصر جماعة التبليغ والدعوة (أرشيفية)
عناصر جماعة التبليغ والدعوة (أرشيفية)
الأربعاء 18 أكتوبر 2017 / 20:46

مصر: الأمن الوطني يستدعي قيادات جماعة "التبليغ والدعوة" بسبب "تحركات مريبة"

24 - القاهرة - عمرو النقيب

كشفت مصادر خاصة، أن جماعة "التبليغ والدعوة" بالقاهرة، أعدت حملات دعوية داخل محافظات الجمهورية، لتوسيع انتشارها خلال المرحلة الراهنة، بهدف استغلال حالة الركود التي تمر بها الحركات الإسلامية داخل مصر، على مستوى التيارات السلفية بتنوعاتها، إضافة للانحصار التام لتنظيم الإخوان الإرهابي، وللجماعة الإسلامية، وكيانها السياسي حزب "البناء والتنمية" التي تمت إحالة قياداته للتحقيق من قبل النائب العام بتهمة دعم الإرهاب.

وأشارت المصادر لـ24، إلى أن قطاع الأمن الوطني، قام باستدعاء عدد من قيادات جماعة "التبليغ والدعوة"، للتحقيق في حالة الانتشار التي تتم من قبل عناصر الجماعة، خاصة أمام السينمات والمولات التجارية، والساحات العامة، بهدف استقطاب العناصر الشبابية الجديدة، ونشر رؤيتها والتغلغل في الأوساط والتجمعات السكانية، والظهور كبديل إسلامي.

وأوضحت المصادر، أن جماعة "التبليغ والدعوة"، تعتبر أحد أهم اسباب انضمام الكثير من الشباب للتنظيمات الجهادية المسلحة، والاتجاه للتطرف، لكونها تمثل مرحلة مهمة فى تهيئة الشباب لقبول الفكرة الاسلامية، مما يسهل انجرافهم نحو الكيانات التي تنادي بالجهاد، والدخول في معترك الصدام مع الدولة، باعتبار أنها كافرة ويجب محاربة رموزها.

وأضافت المصادر، أن جماعة "التبليغ والدعوة"، تمثل مخزوناً استراتيجياً للتنظيمات التكفيرية، لاسيما أنها تستقطب الشباب بعد تخديرهم، عن طريق عملية الشحن العاطفي، وتشكيل القناعات نحو الفكرة الاسلامية، ما يدفعهم للتشدد، وتبني جاهلية المجتمع، وتكفيره بفعل المعصية، وبعدها يتم استقطابه للعمل المسلح، والانخراط في الكيانات الأكثر تطرفا بهدف تحقيق مشروع "دولة الخلافة".

وأكدت المصادر، أن الكثير من الشخصيات الجهادية المسلحة التي تورطت في العنف، كونت انحرافها الفكري من خلال الانتماء لجماعة "التبليغ والدعوة"، في البداية، فخلال التحقيقات الواسعة التي أجرتها النيابة مع قادة فصائل الجهاد الإسلامي عقب إغتيال رئيس الجمهورية السابق محمد أنور السادات، تبين أن الكثيرين منهم بدأ التزامه الديني عبر جماعة "التبليغ والدعوة"، مثل عبود الزمر.

ونوهت المصادر، إلى أن مؤسس جماعة "التبليغ والدعوة" بالقاهرة، إبراهيم عزت، قد ألمح لمحمد عبدالسلام فرج المتهم الأول باغتيال الرئيس الأسبق السادات، ومؤلف كتاب "الفريضة الغائبة" بأنه مؤمن بمنهج تنظيم الجهاد، ولكنه لأسباب عديدة لا يمكنه الانضمام لتنظيم الجهاد، ولكن يمكن لتنظيم "الجهاد" أن يستقطب أعضاء "التبليغ والدعوة"، للعمل في صفوف تنظيم "الجهاد"، وكان نص كلامه حسب هذه الرواية "أنا أحضر لكم الناس من الشارع للمسجد، وأنتم تتولون الباقي".

يذكر أن جماعة "التبليغ والدعوة" في مصر، أسسها إبراهيم عزت، أواخر ستينيات القرن الماضي، الذي أعلن انشقاقه عن تنظيم الإخوان الإرهابي، وانطلقت من مسجد أنس بن مالك في مدينة الحوامدية بمحافظة الجيزة.

ويتولي إمارة جماعة "التبليغ والدعوة"، في مصر، حاليا طه عبد الستار، وتعتبر قرية "طموه"، بمركز "أبوالنمرس" بالجيزة، المركز العام للجماعة، التي تبعد ما يقرب من 30 كيلومترا عن القاهرة، حيث تنطلق منها وفود، قوافل الجماعة إلى الصعيد ومحافظات الوجه البحرى.

 وتقسم جماعة "التبليغ والدعوة"، مصر إلى سبع مناطق، تضم كل منطقة مجموعة حلقات، وكل حلقة تضم مجموعة مساجد، فيتم اختيار أمير لكل تشكيل أو مجموعة، ثم يتم توزيع التشكيلات على مناطق غير المناطق التي يسكنون فيها، فتذهب تشكيلات القاهرة مثلا إلى الصعيد، وتذهب تشكيلات الصعيد إلى الوجه البحري.

وتركز هذه الجماعة على استقطاب الشباب، والاعتكاف داخل المساجد، ونشأت في الهند على يد الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي عام 1926، وانتشرت منها إلى باكستان وبنغلادش التي يقام فيهما المؤتمر السنوي للجماعة ويحضره الملايين من مختلف دول العالم.