قطر تدمن التزوير ضد مصر!

أسوأ لقطات ومشاهد عن مصر تجدها على شاشة قناة "الجزيرة" كصورة مصاحبة لما يُقال إنها متابعات للشؤون المصرية، خبر أو تعليق أو رأي أو مناقشة، وكل المعروض لا يخرج عن اكتظاظ بشرى فقير، وزحام أمام الأفران ومنافذ توزيع الخبز، وشجار وفظاظة، وطوابير ممتدة لسيارات أمام محطات بنزين في انتظار الدور الذى يطول انتظاره، وفوضى مرور، وأتوبيسات وميكروباصات مزدحمة، وعربات كارو تجرها الدواب، وشحّاذين، وعشوائيات سكنية مخيفة، ونساء يتعاركن أمام صنابير مياه عمومية.. إلخ إلخ.

هذه هي المشاهد التي تفضل قناة الجزيرة أن تعرضها عن مصر، في حين يعلم كل مصري، وكل من يعرف مصر، أن معظم هذه البضاعة من زمن سابق، بل إن بعضها من عهد حكم الإخوان الذى تتباكى عليه قطر!، الاكتفاء بهذه المادة وحشرها عمداً، بالتزوير وانعدام الحيدة، هو انتهاك صارخ لمواثيق العمل الإعلامي!، وما يؤكد سوء النية، أن بعض العاملين في "الجزيرة" ممن كانوا يغطون لها الأحداث من مصر، شهدوا بأن بعض عملهم كان يتعرض لتزوير فاضح، فيتحول الشريط المسجل في القاهرة والمرسل معه تعليق موضوعي عن، مثلاً، مظاهرات ضد الإخوان، فإذا به يعرض بتعليق مناقض على أنه لمظاهرات مؤيدة للإخوان!

ومنذ يومين فقط، وبينما كانت وكالات الأنباء تنقل أخباراً عن أزمة عالمية حقيقية تتصاعد ضد قطر، بخصوص شبهات قوية عن تورط بعض مسؤوليها في دفع رشاوى لتنفرد إحدى قنواتهم الرياضية باحتكار البث التلفزيوني عبر العالم لبطولات كأس العالم حتى 2030، تتجاهل الجزيرة تفاصيل هذه الأخبار وتكتفي بنشر عناوينها فقط، لتعطى إيحاء بموضوعيتها المهنية، في حين تخفي التفاصيل المهمة.

وهذا أيضاً انتهاك لأبسط القواعد المهنية، ولا تشير الجزيرة بكلمة واحدة إلى خبر آخر مهم عن أزمة دولار في قطر، نتيجة للمقاطعة التي فرضتها على قطر الدول العربية الأربع، وأن الأزمة وصلت إلى تعذر توفير الدولار لتمويل عمليات استيراد سلع مطلوبة، ولكن الجزيرة بدلاً من هذا تخصص في نفس اليوم فقرة مطولة للحديث عن الأزمات الاقتصادية التي تمرّ بها مصر!