حشود عسكرية تركية تتجه إلى سوريا.(أرشيف)
حشود عسكرية تركية تتجه إلى سوريا.(أرشيف)
الخميس 19 أكتوبر 2017 / 12:46

لماذا تتدخل تركيا في سوريا؟

وصف الصحفي جيمي ديتمر في مقال بموقع "فويس اوف أمريكا" التحركات العسكرية التركية الأخيرة في سوريا بأنها أكبر توغل من قبل الأتراك في سوريا منذ العام الماضي، إذ أرسلت أنقرة المزيد من القوات الخاصة ووحدات الكوماندوز إلى إدلب كجزء من الاتفاق "شديد الخطورة" مع موسكو وطهران لإقامة منطقة تخفيف التصعيد في المقاطعة السورية الشمالية الغربية التي يسيطر عليها بشكل رئيسي فرع تابع لتنظيم القاعدة.

هذا التدخل سيكون له تداعيات شديدة الخطورة بالنسبة لتركيا، وإذا نجح الأتراك في تهدئة إدلب (مع الأطراف الأخرى المشاركة في هذه العملية) فإن التحدي الأبرز سيكون تقويض هيئة تحرير الشام

ويلفت كاتب المقال إلى أن الولايات المتحدة تعتمد الآن على كل من أنقرة ووحدات حماية الشعب الكردية لطرد مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي من الحدود التركية بمحافظة حلب المجاورة. ويرى المحللون أن التوغل العسكري التركي الأخير ينطوي على عدة أهداف تشمل تطويق الجيب الكردي الذي تخشى تركيا من اتحاده مع بقية الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد في أقصى الشرق، كما يدلل على الجهود العميقة التي تبذلها موسكو وأنقرة وطهران لتشكيل نهاية للصراع الطويل الأمد في سوريا، بغض النظر عن أولويات الدول الغربية أو حتى مشاركتهم.

تدفق اللاجئين السوريين
وصرح المسؤولون الأتراك بأن التدخل في إدلب هو جزء من اتفاق تم التوصل إليه الشهر الماضي مع روسيا وإيران للحد من الاشتباكات بين قوات المعارضة المتمركزة في إدلب والنظام السوري؛ إذ تعتبر تركيا أن وقف الاشتبكات بين المعارضة بما فيها هيئة تحرير الشام (التابعة للقاعدة) من شأنه أن يقود إلى تراجع تدفق اللاجئين إلى الحدود التركية؛ لا سيما أن أكثر من مليوني شخص يعيشون في محافظة إدلب، وقبل الاتفاق على إنشاء منطقة لتخفيف التصعيد، شنت الطائرات الروسية والسورية هجمات شرسة أسفرت عن مقتل مئات المدنيين، وبحسب المحلل سينجيز تومار بجامعة مرمرة في اسطنبول، فإن الهدف الأساسي لأنقرة هو "منع تدفق موجة جديدة من اللاجئين السوريين".

لا اعتراضات روسية

وعلى الرغم من اعتراضات دمشق على التدخل التركي، فإن روسيا (حليفة الأسد الرئيسية) لم تعترض وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مناطق تخفيف التصعيد، وهي أربعة أجزاء في جميع أنحاء البلاد، تم الاتفاق عليها في محادثات استانا بمشاركة الدول الثلاث الضامنة؛ روسيا وتركيا وإيران.

ويلفت المقال إلى أن التوغل التركي في إدلب يمثل تهديداً لمصالح الأكراد السوريين الذين ينتمون إلى وحدات حماية الشعب الكردية، ويمنعهم من ربط الأراضي التي يسيطرون عليها على طول الحدود التركية التي استولوا على بعضها من ميليشيات الجيش الحر والجهاديين؛ حيث هددت أنقرة بطرد القوات الكردية الموجودة في عفرين (منطقة كردستان الأتراك التي تم قصفها بشكل دوري). وأعلن أردوغان مؤخراً أن "لا تسامح مع أصغر خطأ في عفرين".

تداعيات خطيرة
ويخلص المقال إلى أن هذا التدخل سيكون له تداعيات شديدة الخطورة بالنسبة لتركيا، وإذا نجح الأتراك في تهدئة إدلب (مع الأطراف الأخرى المشاركة في هذه العملية) فإن التحدي الأبرز سيكون تقويض هيئة تحرير الشام المعروفة سابقا باسم جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة. وشكك الباحث الأمريكي آرون لوند في "سينتشيري اونديشن" في قدرة تركيا على تنفيذ "تخفيف التصعيد" لأن الجزء الأكبر من إدلب يقع تحت سيطرة الجماعة الإرهابية هيئة تحرير الشام. وحتى الآن سحبت الأخيرة مقاتليها مما سمح للأتراك والحلفاء بالتدخل. كما ساعدت هيئة تحرير الشام القوافل التركية الأولى خلال الأسبوع الماضي في تحصين عفرين، الأمر الذي دفع الأكراد إلى اتهام أنقرة بالتعاون الوثيق مع الجماعة الإرهابية.