متظاهرون أتراك يرفضون الدروس الدينية في الجامعات.(أرشيف)
متظاهرون أتراك يرفضون الدروس الدينية في الجامعات.(أرشيف)
الخميس 19 أكتوبر 2017 / 13:34

جامعات تركيا تتحول إلى مدارس دينية باكستانية

لفتت آهو أوزيورت، كاتبة عمود سياسي في صحيفة "حريت" التركية، لمحاولات تبذلها تركيا للتصدي لعدة أزمات دولية ومشاكل محلية، معتبرة أن آخر ما يحتاج إليه الشعب التركي هو نقد ديني لاذع، واستهانة مطلقة بكل ما تبقى من قيم علمانية.

تركيا تقترب بسرعة نحو لحظة السقوط في ظلمة العصور الوسطى. ومع ابتعاد ساسة وأكاديميين عن الحقيقة والعلم والمستقبل، لا تستطيع أية دولة تحقيق تقدم

والعجيب بحسب الكاتبة أنه ما إن يُسأل أي من أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم (آي كي بارتي)، أو أي من رؤساء الجامعات المعينين، عن قضية ما، تأتي الردود من نوعية تلك الانتقادات والتعليقات الدينية.

دعوات ومؤتمرات
وتشير الكاتبة لجامعة أولوداغ التركية التي كانت يوماً مركزاً للأبحاث والتقدم العلمي، وتمثل مدينة جامعية صغيرة، وتقوم حالياً باستضافة دعاة لإلقاء محاضرات، وكأن ذلك هو الشيء الوحيد الذي كان ينقص المنهج التعليمي. وفيما تعذر حجز قاعة ميت جنكيز للمؤتمرات في الجامعة لإقامة حفل موسيقي سنوي، سيلقي مصطفى أوزيمسكلر، أحد زعماء الطائقة النقشبندية، في ذات القاعة، محاضرة بعنوان "الشباب ويوم البعث"، في 20 أكتوبر (تشرين الأول).

بيان صارخ
وتلفت آوزيورت إلى ما قاله البروفوسور مصطفى طلحة غونولوي، رئيس جامعة آديامان التركية، وحيث عبر عن رأيه بالنساء بطريقة فجة عندما قال إن "مصافحتك لأيدي النساء أسوأ من وضع يدك في النار". وبعد صدور ردود أفعال غاضبة من قبل أنصار حقوق المرأة، ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، لم يتراجع غونولوي قيد أنملة عن رأيه، بل زعم أن من عارضوه هم "جميعاً معادون للإسلام".

إبعاد الشباب والصغار
وترى الكاتبة أن الأتراك بحاجة لإبعاد شبابهم وصغارهم عن تلك النوعية من التفكير، لأن أمثال هؤلاء الأكاديميين هم الذين حولوا أفغانستان إلى بلد يسيطر عليه طالبان. تلك هي العقلية التي تحول بلد من كونه مرشحاً مؤهلاً للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إلى بلد فاشل. وأخطأ الأكاديميون الأتراك فيما مضى، ولكن منذ الانقلاب في 15 يوليو (تموز) 2016، تحولت الجامعات التركية إلى ما يشبه مدارس دينية باكستانية.

وقبل أسبوعين، قال حسين سيهان أوغلو، عميد جامعة ديجلي، شيئاً لافتاً على شاشة قناة سي إن إن ترك الخاصة، مشيراً إلى أن "سوريا تحولت إلى أفغانستان". ورد عليه مشاهد في سؤال سجله عبر تويتر "من هي باكستان؟ وفي الواقع، أصبحت تركيا باكستان في المنطقة.

نهج وهمي
وتقول الكاتبة: "يتعاطف بلدنا مع باكستان وله صلات به ومع زعمائه، ولكن كلا النخب التركية والباكستانية عرفوا باتباعهم نهجاً وهمياً حيال الإسلام السياسي والراديكالي. وإن إرسال أبنائهم إلى أفضل الجامعات في المملكة المتحدة أو في أمريكا، وإقامتهم جزئياً في لندن أو في أرقى المناطق القريبة من كراتشي ولاهور، وأنقره أو إسطنبول لن يجعل تلك النخب جزءاً من الشعب. وعما قريب، لن تكون أموالهم قادرة على شراء العلوم ولا التكنولوجيا أو النهضة التي تطلب إنتاجها سنين طويلة. إن تركيا تقترب بسرعة نحو لحظة السقوط في ظلمة العصور الوسطى. ومع ابتعاد ساسة وأكاديميين عن الحقيقة والعلم والمستقبل، لا تستطيع أية دولة تحقيق تقدم.

وترى الكاتبة في تبني الجامعات التركية سياسات محافظة بمثابة إهانة لابن خلدون وابن سينا، وخيار الأكاديميين يعطي مؤشراً عن مستقبل المنطقة.