أمير قطر الشيخ تميم يقبل رأس الداعية الإسلامي يوسف القرضلوي.(أرشيف)
أمير قطر الشيخ تميم يقبل رأس الداعية الإسلامي يوسف القرضلوي.(أرشيف)
الجمعة 20 أكتوبر 2017 / 10:30

منبوذون للأبد ... هذا حكم الإخوان وقطر على أنفسهم

عدّد الباحث في الشؤون الدولية سعيد المزروعي الأسباب التي أدت إلى تحول جماعة الإخوان الإرهابية وقطر أطرافاً منبوذة على الصعيد الدولي. وكتب في صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتيّة أنّ سلوك الإخوان على مرّ السنوات أدى إلى تدمير ذاتي لتنظيمهم الخاص الذي أنشأه حسن البنّا في مصر سنة 1928.

تفتّتت صورة قطر إلى أجزاء ولم يعد بالإمكان إصلاحها. فالمجتمع الدولي كله بات يعلم ما تفعله الدوحة وكيف تستغلّ أموالها لخلق الفوضى مستخدمة الإخوان كأداتها الخاصّة

 وبعد خلافهم مع الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر حول طريقة إدارة مصر، حاولوا اغتياله لكنّهم فشلوا. هذا الحادث أبرز كيف أنّ الإخوان كانوا بعكس ما ادّعوه من حرص على تأسيس حزب إسلامي معتدل، أي أنّهم كانوا مستعدين للجوء إلى القوة من أجل تحقيق أهدافهم الخاصة. ومنذ ذلك الحين نبذهم المجتمع.

ما فشلوا في تحقيقه مع عبد الناصر، نجحوا في تنفيذه مع الرئيس أنور عبد السادات الذي اغتالوه سنة 1981. وتم التأكد مرة أخرى من أنّهم لم يكونوا يمارسون ما يبشّرون به من اعتدال وسلميّة في العمل السياسي. وبعدها بدأ قادة الإخوان بمغادرة مصر قاصدين مناطق مختلفة من العالمين العربي والغربي.

توجّهوا إلى أعدائهم

كان هدف الإخوان من التوجّه إلى خارج مصر بناء استراتيجية لخلق المؤيدين والأتباع الذين قد يؤمّنون لهم البقاء على قيد الحياة وتأمين دعم ماليّ لهم إضافة إلى الملاذ الآمن خلال فترة اختبائهم في الخارج. لقد هربوا باتّجاه إيران ودول مجلس التعاون الخليجي وتركيا وأوروبا كما إلى أنحاء أخرى من العالم. قد يتفهمّ المرء توجه هؤلاء إلى دول عربية. لكنّ انطلاقهم إلى دول كانت يوماً تعدّ كعدوّة محتملة لهم مثل إيران وتركيا التي احتلت مصر والعالم لعربي ومثل أوروبا التي يتعبرها الإخوان "أرض الكفّار"، هو أمر سيطرح دوماً علامات الاستفهام.

استخدام الدين لتحقيق الأهداف

إنّ الأسئلة التي طُرحت حول نوايا الإخوان الإرهابيين الحقيقية حينها، تمّ الكشف عنها لاحقاً. لقد نجح هؤلاء خلال رحلتهم الطويلة في تثبيت موطئ قدم لهم في كل واحدة من تلك الدول. للأسف، تمكّن هؤلاء من التغلغل في عدد من الدول خصوصاً داخل العالم العربي لأنهم استخدموا الدين كأداة لتحقيق غاياتهم. ففي سبعينيات القرن الماضي، كانت عدة دول عربية لا تزال تكافح للتخلص من الاستعمار أو لإقامة أنظمتها الخاصة. لقد انتهز الإخوان الفرصة ونشروا طيفهم في كل دولة استطاعوا الوصول إليها ووضعوا أعضاءهم في منظمات حيوية وخصوصاً في القطاع التعليمي.

لصوص يريدون سرقة السلام
لفت الباحث النظر إلى أنّ الإخوان أصرّوا على العمل في الظل كي تنجح استراتيجيتهم وكي يكسبوا المؤيدين داخل كل مجتمع. وانطلاقاً من هذا المسار، بنى هؤلاء نظاماً هرمياً يخضع لمرشدهم الأعلى. وحتى التسعينات، سلكوا استراتيجية "الغمّيضة" وتفادوا الظهور علناً تحت الأضواء التي ستكشف أنهم لصوص يريدون سرقة السلام والاستقرار من كل الدول. لكن بعدها، بدأت دول عديدة تدرك تهديد الإخوان لاستقرارها فصنّفتهم على لائحة الإرهاب، بما فيها دول أجنبية مثل روسيا وكازاخستان أو عربية مثل الإمارات ومصر والسعودية. طبعاً كانت دول أخرى مترددة مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بسبب أجنداتهما الخاصة. وبرزت الأزمة الأخيرة مع الدوحة بعدما كشف الرباعي المناهض للإرهاب أنّ قطر كانت تتآمر مع الإخوان لتهديد استقراره الداخليّ.

كتبوا نهاية قصتهم الخاصة
في يونيو 2017، كانت دول الرباعي نفسها كشفت تصرفات الدوحة بعدما استهلكت جميع الجهود لإعادة قطر إلى التعقّل وقطع دعمها للإرهاب وتأمين ملاذ آمن للخارجين على القانون بمن فيهم قادة من الإخوان وطالبان والحرس الثوري والقاعدة. فالأخيرة كانت ترسل ملياراتها حول العالم في محاولة للقضاء على وجود جيرانها السلمي.

 لقد تفتّتت صورة قطر إلى أجزاء ولم يعد بالإمكان إصلاحها، كما يؤكد الباحث. فالمجتمع الدولي كله بات يعلم ما تفعله الدوحة وكيف تستغلّ أموالها لخلق الفوضى مستخدمة الإخوان كأداتها الخاصّة التي تمتّد فوق مختلف أنحاء العالم. ويشير المزروعي إلى أنّ ضيق أفق قطر أفشل الدوحة في توقع رد الفعل الدولي حين تمّ فضح سرها الصغير في وضح النهار. وختم قائلاً: "لقد كتبوا نهاية قصتهم الخاصة وحكموا على أنفسهم بأن يكونوا منبوذين للأبد".