مقاتلون أكراد في الرقة.(أرشيف)
مقاتلون أكراد في الرقة.(أرشيف)
الجمعة 20 أكتوبر 2017 / 11:09

بعد داعش...قمع الأشايس ينذر بتمرد جديد!

بعد تكبد داعش أكبر هزائمه في سوريا، حيث طرد، قبل يومين، من عاصمته المزعومة، الرقة، ترى مجلة إيكونوميست" البريطانية، أن الأكراد السوريين الذين قادوا ذلك التقدم، قد لا يحققون حلمهم المنشود بإقامة كيان لهم في شمال وشرق سوريا، وأن مهمتهم انتهت، وسوف تتشتت قوتهم.

باستثناء احتجاجات متفرقة، ليست هناك معارضة داخلية لسلطة واي بي دي. فالأسايش يقمعون بشدة أية معارضة، والسكان هناك أنهكتهم الحرب

وتشير المجلة لنهاية حكم الإرهاب والرعب، الذي شهدته الرقة، في السابع عشر من أكتوبر(تشرين الأول). فبعد أشهر من القتال الضاري، وصلت قوات سوريا الديمقراطية( قسد)، وهي مكونة من مقاتلين أكراد وعرب، إلى الساحة الرئيسيّة في المدينة، والتي شهدت، في عهد داعش، فظائع وتعليق مشانق لمن تجرؤوا على قتال التنظيم، أو رفضوا الانصياع لأوامره الجائرة، كحظر التدخين. وعلق مقاتلو قوة "قسد" أعلامهم الصفراء والخضراء، مكان تلك المشانق، وهللوا ورقصوا احتفالاً بانتصارهم الكبير.

قسد
وبرأي إيكونوميست، يسلط الاستيلاء على الرقة الضوء على كيفية تحول قوة قسد المدعومة أمريكياً، خلال السنوات الخمس الأخيرة، لتصبح أقوى قوة في الحرب على داعش في سوريا. وقد انبثقت هذه القوة عن حزب الاتحاد الديمقراطي(بي واي دي) اليساري، والذي يهيمن الآن على منطقة واسعة تشمل تقريباً شمال سوريا، ويطلق عليها اسم روغوفا.

فقد تمكن حزب بي واي دي، في العام الماضي، من السيطرة على المنطقة، وإقامة حكم ذاتي فيها. وتحت حكم الأسد، منع الأكراد من تعلم لغتهم، كما حرم مئات الآلاف منهم من الحصول على الجنسية السورية. ولذا ينظر معظمهم إلى روغوفا باعتبارها تجسد خطوة نحو إنهاء تمييز وحشي استمر عشرات السنين.

القمع محل الظلم
لكن، بحسب المجلة، يبدو أن زعماء مستبدين من المنطقة، مصممون على استبدال نظام قمعي بآخر. فقد دمر أو أفرغ رجال ميليشيات كردية، خلال السنوات القليلة الماضية، عشرات القرى في شمال سوريا، من سكانها العرب. كما جندوا المئات من المقاتلين ضمن قوة قسد.

في هذا السياق، تقول الأمم المتحدة، إن عدد الشباب العرب في مخيمات خاصة بالنازحين داخل سوريا، قليل جداً، بسبب خوفهم من الخدمة الإلزامية أو الإعتقال. كما لم يبد حزب بي واي دي أي تسامح حيال انشقاق بعض الأكراد عن الحزب. وفي مايو(أيار)، أغارت قوة شرطة تابعة للحزب، وتسمى قوة الأسايش، على مكاتب أحزاب كردية معارضة في القامشلي، العاصمة الفعلية للمنطقة، واعتقلت أكثر من عشرة ناشطين.

تدريس مناهج جديدة
ويؤكد ناشطون هروب حوالي نصف مليون كردي إلى دول مجاورة لكي لا يعيشوا تحت حكم بي واي دي. كما يعمل الحزب على غسل عقول الصغار. ففي الرقة، حيث معظم سكانها من العرب، ما زال المعلمون يدرسون المناهج السورية، رغم تمزيق صور عائلة الأسد الحاكمة من تلك الكتب. لكن، بعض المسؤولين الأكراد المحليين اقترحوا تدريس منهج جديد شبيه بالذي أدخله بي واي دي في مناطق أخرى خاضعة لسلطته. والمنهج الجديد سياسي يشجع على تبني وجهة نظر بي واي دي اليسارية عن العالم، وليس معترفاً به من قبل أية سلطة تعليمية. وقد احتج مدرسون عرب يعملون في الحسكة، شمال شرق سوريا، على ذلك التغيير.

عواقب
وبحسب "إيكونوميست"، باستثناء احتجاجات متفرقة، ليست هناك معارضة داخلية لسلطة واي بي دي. فالأسايش يقمعون بشدة أية معارضة، والسكان هناك أنهكتهم الحرب. لكن على المدى الطويل، يخشى أن يؤدي قمع بي واي دي لإشعال تمرد سني، بسبب تهميش العرب يكون شبيهاً بالذي قاد لظهور داعش في العراق.

في ذات السياق، قال ناشط من المنطقة إن بي واي دي لا يقرأ التاريخ، وإن تصرفاته ستسمح للمتطرفين بالعودة. وقد تتمزق أيضاً قوة قسد، خاصة بعدما انشق عنها عدد كبير من المقاتلين العرب.