جانب من الدمار الذي خلفته الحرب على داعش في سوريا (أرشيف)
جانب من الدمار الذي خلفته الحرب على داعش في سوريا (أرشيف)
الجمعة 20 أكتوبر 2017 / 18:03

بالفيديو والصور: هكذا بدت الشوارع بعد رحيل داعش

24 - حسين حرزالله

انتهت الحملات الطويلة ضد تنظيم داعش لاستعادة المدن التي سيطر عليها في العراق وسوريا، باحتفالات "واهية بالنصر"، فوق أنقاض المباني وهتافات مئات الآلاف من النازحين والمشرّدين من منازلهم، بعد معارك تركت دماراً هائلاً بأعرق المدن، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وعاد المئات من العراقيين والسوريين إلى مدنهم التي هجّروا منها، ليجدوها مدمرة تماماً "وتسكنها الأشباح"، وتفتقر للبنية التحتية ولأبسط معالم الحياة الطبيعية، وعليهم "وحدهم" التفكير في إعادة بنائها.

الرقة
طُرد مقاتلو داعش هذا الأسبوع من الرقة، أكبر معقل للتنظيم في سوريا، لكن يبدو أن المعارك لم تبق شيء في المدينة يمكن إنقاذه.



وأظهرت صور جوية وأخرى التقطت بالأقمار الصناعية، أميالاً من الشوارع المليئة بالأنقاض والمباني المتضررة والمعالم المدمرة.

وكانت الرقة في السابق موطناً لـ300 ألف شخص على الأقل، ولكن عشرات الآلاف هربوا عندما عزز تنظيم داعش سيطرته على المدينة في أوائل عام 2014، وبدأ في تنفيذ عمليات الإعدام العلني، وتضاءل العدد بسبب حكم التنظيم المتشدد، ولم يبق سوى حوالي 25 ألفاً فقط من السكان.

وقتل ما لا يقل عن ألف مدني في الغارات الجوية، إلا أن مسؤولين أمريكيين قدروا الخسائر في صفوف المدنيين بأقل من ذلك بكثير، مشيرين إلى أن ضربات التحالف قتلت نحو 735 مدنياً فقط في العراق وسوريا، منذ بدء العمليات ضد داعش عام 2014.

واحتفلت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أمريكا، بـ"الانتصار" على داعش في الرقة، ورفعت أعلامها في شوارع المدينة المحاطة بالمباني المدمرة والمتضررة بالقذائف.

الموصل
واحتفلت القوات العراقية مدعومة من التحالف الدولي ضد داعش، في يوليو (تموز) بتحرير المدينة وهزيمة داعش، إلا أن إعادة بناء وانتعاش الموصل، بمثابة حلم آخر.



ففي الجزء الشرقي من المدينة، عاد ما بين 80 و90 % من السكان الذين فروا خلال القتال إلى ديارهم، بينما جعلت 9 أشهر من المعارك في غرب الموصل، المنطقة غير صالحة للسكن.

وكانت الموصل موطناً لـ1.1 مليون شخص، ويقدر موظفو الأمم المتحدة أن مجرد استعادة الخدمات الأساسية هناك يمكن أن يكلف أكثر من بليون دولار، حيث مسحت أحياء بأكملها من على الخريطة، ودمرت المراكز الطبية والمساجد والأبنية العريقة، والبنية التحتية، فيما تضرر وأصيب ما بقي منها.

وقالت ممثلة وكالة الأمم المتحدة للاجئين في العراق ليلى جين ناصيف، إن الأضرار التي وقعت في الجزء الغربي من المدينة قد خلفت مئات الآلاف من النازحين، ومن غير الواضح متى سيتمكنون من العودة.

وأضافت ناصيف: "سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً لكي تكون البنية التحتية جاهزة، وكي يتمكن الناس من إعادة بناء حياتهم هناك، مع الكثير من المساكن التي تعرضت لأضرار".

الفلوجة
وفي الفلوجة، نجت مناطق كبيرة من المدينة، التي كان يقطنها حوالي 300 ألف شخص قبل سيطرة داعش عليها، من الأضرار الناجمة عن الضربات الجوية، لكن مقاتلي داعش فخخوا المباني ووضعوا قنابل كثيرة قبل هزيمتهم، مما يعقد جهود إعادة البناء.



وأشارت ناصيف إلى إن "هذا التكتيك استخدمه تنظيم داعش في العديد من المدن العراقية التي كانت تحت سيطرته، وتسببت القنابل، في الموت والدمار حتى بعد طرد التنظيم، كما تسببت في تأخير عودة السكان المشردين".

وحذر مسؤولون أمريكيون من نفس المشكلة في الرقة.

مدينة الرمادي
ولم يكن حال الرمادي، أفضل، حيث خلف تنظيم داعش الكثير من الخراب، بعد أن احتل المنازل وحفر الأنفاق وفخخ الكثير من الأبنية والمناطق بالألغام.



وتعرضت الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار، للقصف الجوي من قبل التحالف الدولي لعدة أشهر، قبل خروج التنظيم في يناير (كانون الثاني) 2016.

وقالت ناصيف: "إن حجم الدمار في المدن التي احتلها سابقاً تنظيم داعش، يعني أن الانتعاش لن يشمل فقط مساعدة الأسر الفردية على إعادة بناء منازلهم، بل يجب أن تكون هناك خطة منسقة لإعادة الخدمات الأساسية إلى تلك المنازل".

وأضافت: "إعادة بناء الطرق وشبكات الصرف الصحي والمرافق وما إلى ذلك، تتطلب جهداً كبيراً من جانب الحكومة"، مشيرة إلى أن الحكومة العراقية غير مجهزة للتعامل مع الدمار.

وكانت الأمم المتحدة بدأت تمويل الاستقرار في الفلوجة والرمادي، ووضعت خطة لإعادة بناء 30 ألف منزل بتكلفة 70 مليون دولار على الأقل، خلال مدة تستغرق 18 شهراً.

وقدمت تلك المدن، بحسب الصحيفة، لمحة عما ينتظرنا في تلك المناطق التي لم يتم تحريرها من داعش إلا مؤخراً.