الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي وقيادات  من الإخوان.(أرشيف)
الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي وقيادات من الإخوان.(أرشيف)
الأحد 22 أكتوبر 2017 / 14:50

الإسلاميون المعتدلون.. أجندات خفية وازدواجية تخفي أفكاراً راديكالية

برز مصطلح "الأسلمة" ومرادفه المخفف "الإسلام السياسي"، وذاع استخدامه بعد الثورة الإيرانية عام 1979، وتحول سريعاً إلى ثوابت دائمة الاستخدام في السياق السياسي المعاصر.

الإسلاميون يتمسكون بإديولوجياتهم، وأن أية تنازلات يقدمونها لصالح مبادئ أو مؤسسات علمانية ما هي إلا مجرد تكتيكات

وكتب أوليفييه روي، رئيس مركز روبرت شومان للدراسات المتقدمة لدى معهد الجامعة الأوروبية، ومؤلف كتاب "الجهاد والموت"، في مجلة "فورين أفيرز"، أن ذلك المصطلح استخدم لوصف ما زعم بأنها ظاهرة جديدة. وقد أُطلق على تلك الظاهرة اسم "حركات سياسية" يتزعمها مسلمون ممن سعوا لـ "إعادة أسلمة" دول غالبية سكانها مسلمون (إلى جانب جاليات إسلامية أينما وجدت)، والذين لم يعودوا، بنظرهم، إسلاميين حقيقيين.

مساران
ويلفت روي لدعوة تلك الحركات لتطبيق الشريعة عبر أشكال معاصرة من التجمعات الشعبية، منها، مثلاً، إنشاء أفرع خاصة بالشباب والنساء والعمال. وتبنى هؤلاء بنية تنظيمية هجينة، تقف ما بين الأخوة الصوفية التقليدية، والتي يتدرج أعضاؤها عبر مختلف المراتب، وبين حركات سياسية حزبية حيث يعين مجلس استشاري قائداً يشرف على عمل لجان تقنية تختص بمجالات سياسية محددة. وعمل الإسلاميون عبر مسارين: رعاية حركات اجتماعية تعمل بالتوازي مع منظمات مجتمعية وجمعيات خيرية تؤسس لحركات سياسية تتنافس في الانتخابات وتشجع أعضاءها على المشاركة في ديمقراطية الدولة.

ظاهرة قديمة
ويقول روي إن تلك الحركات لم تكن تمثل ظاهرة جديدة في السبعينات، بل كان تنظيم الإخوان الإرهابي، الذي تأسس في مصر في عام 1928، أقدم وأشهر جماعة إسلامية، وأسس لاحقاً فروعاً له عبر العالم العربي. وبمرور الوقت، نشأت منظمات مماثلة في كل مكان من العالم الإسلامي السني.

تقديم الإسلام السياسي
ولكن، بحسب الكاتب، ساعدت الثورة الإسلامية في إيران، والتي تأسست بعد خلع الشاه في عام 1979، على إيصال مصطلح الإسلام السياسي إلى المخيلة الشعبية، ولربما تحقق لهم هدفهم، بسبب كونهم أول إسلاميين يستولون على السلطة في دولة معاصرة. وقد ساعد ظهورهم على نشر مصطلح "الإسلام السياسي" في وسائل الإعلام وفي الجامعات، وبين أوساط رسمية أيضاً.

فريقان
ويلفت الكاتب لمجموعة من المقالات حول الموضوع، جمعها ونشرها الباحثان شادي حميد وويليام ماكانتس، خبيران أمريكيان بارزان. ويميز الباحثان بين أحزاب إسلامية تبدي استعداداً للعمل ضمن إطار مؤسسات سياسية، ومستعدة للعمل مع بنى الدول القائمة، ومنها أنظمة علمانية، وبين حركات تمارس الجهاد والعنف والقتل لفرض أجنداتها الإرهابية، كداعش والقاعدة، وجماعة "حسم" التي تحارب الجيش المصري، وتقول السلطات المصرية إنها جناح مسلح لجماعة الإخوان المسلمين.

ويقول روي إن الفريق الأول يرفض تكفير الآخرين، ولا يؤيد تمرد مسلحاً ضد الدولة، ولا يحمل السلاح إلا عندما يتعرض لهجوم.

أجندات خفية
ولكن، كما يشير الكاتب، هناك من يتهم هؤلاء "الإسلاميين المعتدلين" باتباع أجندات خفية، وبممارسة ازدواجية لإخفاء نواياهم ومعتقداتهم الأكثر راديكالية.

ويرى بعض الخبراء أن الإسلاميين يتمسكون بإديولوجياتهم، وأن أية تنازلات يقدمونها لصالح مبادئ أو مؤسسات علمانية ما هي إلا مجرد تكتيكات، وأن مشاركتهم في سياسات انتخابية نادراً ما تمنعهم من الدعوة للجهاد المقدس.

وبحسب وجهة النظر هذه، تتمحور فكرة الديمقراطية عند الإسلاميين حول مبدأ "رجل واحد، وصوت واحد لمرة واحدة فقط". كما يعتبر الإسلاميون صندوق الانتخاب ليس سوى ممر نحو السلطة. وحالما يستولون على الحكم يستبدلون الديمقراطية بثيوقراطية، حكومة رجال الدين.