مقاتلون من حركة مورو يستعدون لقتال العناصر المتطرفة (نيويورك تايمز)
مقاتلون من حركة مورو يستعدون لقتال العناصر المتطرفة (نيويورك تايمز)
الثلاثاء 24 أكتوبر 2017 / 14:26

الفلبين: الحرب على الإرهاب تتحوّل إلى معارك متشرذمة بانتظار ظهور داعش جديد

24 - إعداد: محمود غزيّل

مني الدواعش في الفلبين بخسارة قوية في الأيام القليلة الماضية، خاصة بعد إعلان القوات الحكومية مقتل زعيم داعش في البلاد، وتحرير مدينة ماراوي في جزيرة مينداناو من سيطرة الميليشيات المتطرفة، إلا أن نهاية إرهاب داعش يبقى بعيد المنال وسط استعدادات للمعارك المقبلة.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" على موقعها الإلكتروني، لا يزال الخوف من عودة الدواعش مسيطراً على المناطق المحيطة بماراوي، من بينها المناطق الجبلية الواسعة في جزيرة مينداناو.

ويشير تقرير الصحيفة إلى أن عناصر الانفصاليين المتطرفين الذين جابوا البلاد على مدى العقود الماضية، وقاتلوا الحكومة في أكثر من مناسبة، تحولوا إلى أرض خصبة لأيديولوجية داعش، بخاصة مع صعود نجم التنظيم من منطقة الشرق الأوسط إلى عدد كبير من الدول حول العالم وسط عملياته الإرهابية.

وترى الصحيفة أن هذه الخلايا المسلحة، يتم اليوم العمل على تقوية عودها وتدريبها وإمدادها بالدعم المطلوب من قبل شبكة داعش الدولية، الأمر الذي يبدي العديد من المخاوف في الداخل، من بينها تلك التي يعبر عنها بعض المسلحين الذين شهدوا على تطرف زملاء لهم وانخراطهم بصفوف داعش.



مسلحون بجانب الجيش ضد المتطرفين
إذ في تطور لافت، نجحت الحكومة الفلبينية في إجبار مجموعة مسلحة متطرفة تدعى "جبهة تحرير مورو الإسلامية" على توقيع اتفاقية سلام جعلت العناصر تقاتل إلى جانب الجيش الفلبيني ضد ما يعتقد أنه سيشكل تنظيم داعش الجديد في الأيام المقبلة، في ظل استمرار بعض هذه المجموعات الإسلامية المتطرفة في إغراء الشباب بالأموال والمغامرات الواسعة.

وينقل تقرير الصحيفة عن مقاتلين سابقين قولهم إنه حتى مع هزيمة هيكل تنظيم داعش في ماراوي والاقتراب من القضاء التام عليه، إلا أن تأثير أفكار تنظيم داعش لا يزال ينتشر في المناطق المحيطة، بمساعدة عملاء من منطقة الشرق الأوسط الذين ينشرون فيديوهات متقنة لحربهم الدينية المزعومة بالإضافة إلى ادعائهم النصر على القوات الحكومية والجيش الوطني على مدى الأشهر الماضية.

ويذكر التقرير حادثة وقعت في مناسبة عيد الميلاد منذ عامين، عندما أقدمت مجموعة منشقة من "جبهة تحرير مورو"، تطلق على نفسها اسم "حركة مقاتلي بنغسامورو الإسلاميين من أجل الحرية"، على الهجوم على المناطق المسيحية وقتل 11 مزارعاً.



وعلى الرغم من عدم ولاء "مقاتلي بنغسامورو" لتنظيم داعش، إلا أن السلطات تنظر إلى المسألة بشكل مغاير.

إذ أن "مقاتلي بنغسامورو" رحبوا بالحرب على داعش في مدينة ماراوي، بكونها تشتت الانتباه عن حركتهم المسلحة، وهذا ما لفت إليه متحدث باسم المجموعة "أبو مصري ماما" عبر محادثة هاتفية: "القتال في ماراوي مشتت جيد للانتباه. كل ما بامكاني قوله، إنهم لا ينتمون إلى مجموعتنا، التي لا تزال تكافح من أجل وطن منفصل. لكن عدو عدوي صديقي".

وفي منطقة ثانية أخرى من البلاد، تنشط حركة متطرفة أخرى، أعلنت الولاء لداعش، وتعمد اليوم إلى محاربة الحكومة بالإضافة إلى "جبهة تحرير مورو الإسلامية" بالقرب من داتو ساليبو.

ويرى مدير معهد الفلبيني للسلام والعنف وبحوث الإرهاب، روميل بانلاوي بأن المدن الجنوبية ترزح تحت خطر ازدياد الهجمات الإرهابية عليها من قبل العناصر المتطرفة والداعمة لتنظيم داعش.

ويقول إن "هذه العناصر ربحت المعركة الاستراتيجية من خلال إظهار مقاومتهم للعناصر الحكومية وقوتهم في الصمود، بالإضافة إلى أن ما استغلال من قتل في معارك ماراوي، عبر النظر إليهم على أنهم شهداء لإلهام الآخرين".

ويختم التقرير بالنظر إلى ما قاله مدير المعهد، بأن جزيرة مينداناو ستظل تعاني من تحديات الصراعات المسلحة والعنف بسبب العديد من القضايا المرتبطة "بنضال الشعب هناك من أجل تقرير المصير" الذي ما ترنو إليه المجموعات المسلحة المتطرفة، "بكل بساطة، تحولت المنطقة إلى أرض جديدة للجهاد".