رجال أمن يقتادون  متهمين بالمحاولة الانقلابية في صيف 2016 إلى السجن. (أرشيف)
رجال أمن يقتادون متهمين بالمحاولة الانقلابية في صيف 2016 إلى السجن. (أرشيف)
الأربعاء 25 أكتوبر 2017 / 11:58

الاستهانة بالدستور والديمقراطية قوّضت صعود تركيا

تساءل الكاتب السياسي التركي طه أكيول، في صحيفة "حريت"، عما إذا كانت تركيا تواجه فعلياً "تهديداً وجودياً"، أم أن حكومة بلاده تضخم المشاكل من أجل تبرير خطواتها التسلطية؟.

كيف حصرت تركيا سياساتها الضيقة في سوريا بدف وحيد تركز على "إبعاد الرئيس بشار الأسد "عن السلطة؟ وكيف فقدت تركيا عدداً من حلفائها في الشرق الأوسط؟ وما هو المنظور الذي أنتج كل تلك الأخطاء؟

ورأى أكيول أن القضايا التي تواجهها البلاد وصلت، بلا شك، إلى مستوى "وجودي". فقد باتت الحدود في الشرق الأوسط أكثر هشاشة، وخاصة في ظل سعي عدد من "الدول العظمى" لتحقيق مصالحها الذاتية.

مشاكل غير عادية
وبحسب الكاتب ليست مشاكل تركيا عشوائية ولا هي عادية. وهو يطالب بعدم تناسي حجم الدماء التي سفكت في أوساط الجيش والقوات الأمنية والقضائية، عقب المحاولة الانقلابية التي حصلت العام الماضي. وفيما يرى حاجة للحوار في تركيا، يتساءل إلى أي مدى يمكن لسياسات الحزب الحاكم مواجهة ذلك "الخطر الوجودي".

إصلاح أخطاء
ويطالب الكاتب حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان بعملية تدقيق ومراجعة صادقة، لافتاً إلى أنه في حال أصلحت أخطاء، ستستفيد البلاد والحزب الحاكم معاً. ولكن في حال تم استبعاد أي حوار أو انتقاد ومحاسبة، فإن الآمور سوف تشتد سوءاً.

من ثم يطرح أكيول أسئلة أخرى مثل كيف سمحت الحكومة لحزب العمال الكردستاني ( بي كي كي) بتجميع السلاح رغم دعوات بنزعه خلال عملية السلام المنهارة؟. وكيف أعطت ضوءاً أخضر لرئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني لإجراء استفتاء على استقلال الإقليم؟. وكيف حصرت تركيا سياساتها الضيقة في سوريا بدف وحيد تركز على "إبعاد الرئيس بشار الأسد "عن السلطة؟ وكيف فقدت تركيا عدداً من حلفائها في الشرق الأوسط؟ وما هو المنظور الذي أنتج كل تلك الأخطاء؟ وهو يرى حاجة ماسة لاتباع سياسات فكرية نقدية جادة.

وبرأي أكيول، كان لظهور اليمين المتشدد في أوروبا والولايات المتحدة، دوره في الإساءة إلى العلاقات مع تركيا. وبات من الواضح أن هناك تضارباً في المصالح مع الغرب بشأن الشرق الأوسط.

ولكن ما زالت هناك حاجة للحوار لحل جملة من القضايا، وللتساؤل عن الدور التركي في تلك الأخطاء، وما إذا كانت السياسات التركية صائبة أم خاطئة.

فرضيات
ويعود الكاتب ليسأل حكومته عما إذا ثبتت صحة فرضياتها وسياساتها، وعن دور "أعدائنا". ولماذا لم يكن لهم دور عندما كانت تركيا تعد "نجماً صاعداً" في المنطقة؟ وما هو الدور الذي لعبه كل من الديمقراطية والقانون والنظام في نهوض البلاد؟

ويستعيد أكيول سنوات كان فيها حزب ( آي كي بي) يتباهى بنهضة تركيا التي كانت تسعى لتطبيق معايير الاتحاد الأوروبي.
  
إنذار تاريخي
وقد حاول المـؤرخ التركي سوقرو هانيوغلو الإجابة على تلك الأسئلة، وحذر مؤخراً، عبر صحيفة "صباح" التركية، من جعل "الاستثناء هو القاعدة"، قائلاً إن السياسات يجب أن "تسير نحو التعددية".

وكتب هانيوغلو في 22 أكتوبر (تشرين الأول): "يجب أن نسعى لضمان مستقبل تركيا، ولا أعني بقولي مستقبلاً تكون فيه تركيا موجودة" فحسب، بل يجب أن يشمل ذلك تحولاً تركياً نحو نظام الدولة الليبرالية والديموقراطية التي يسودها القانون والنظام.

ويختم آكيول بأن الحكومة التركية لا بد أن تكون قد أدركت أن الاستهانة بالديمقراطية والقانون والنظام يقود لنتائج كارثية على المستويين الداخلي والخارجي.