ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يرفع هاتفين للدلالة على الفارق بين الماضي والمستقبل.(أرشيف)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يرفع هاتفين للدلالة على الفارق بين الماضي والمستقبل.(أرشيف)
الأربعاء 1 نوفمبر 2017 / 20:09

السعودية تعانق المستقبل بمشاريع جبارة

لتعزيز أفضل بيئة تنافسيّة وبنية تحتيّة رقميّة ومادية في العالم يجب أن نردم الهوة الاقتصادية الفاصلة والفجوة التقنية المتباطئة بين العرب والأمم المتحضرة

بوضوح يعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن بداية حقبة وانتهاء حقبة، فالمشروع الإصلاحي من أجل التغيير قد بدأ، وهو يكشف بوضوح عن رؤية عميقة ومتكاملة لمستقبل التنمية، وعلاماته تجلت عندما رفع الأمير محمد بيديه هاتفين، قديم وحديث، قائلاً إن الفرق بين الحاضر الذي نحن فيه والمستقبل الذي نريد أن نصنعه، هو تماماً كالفرق بين هذين الهاتفين، ليدشن بتلك الكلمة مرحلة جديدة قادمة لا محالة رغم أنف المثبطين والمتشددين، فالمشروع متكامل العناصر وقادر على تحقيق قفزة حضارية لافتة.

فالمنتدى العالمي "مبادرة مستقبل الاستثمار" الذي أعلن عن إطلاق مشروع "نيوم" يثبت أن القيادة الاستثنائية تدرك قيمة الاستثمار في المستقبل. وقد أدركت السعودية أنّ الوقت قد حان لتضع كل الآليات التي تمكّنها من تحقيق أهدافها المستقبلية، فالطموح إلى المستقبل عبر التطوير الاقتصادي غير المسبوق "نيوم" هدفه الوصول إلى "رؤية 2030" لاسيما أنه المشروع الوحيد بكل ثقله الاستراتيجي الذي يستهدف بناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة، ليؤكد للجميع أن المملكة اختارت طريق مواصلة العزم والإصرار بخطى ثابتة وواثقة لتنفيذ أجندتها الوطنية بحزمة من البرامج الرائدة تدف إلى تشكيل بنية تحتية مستدامة في عالم لا مكان فيه للمتأخرين، فقطار التميز والإبداع والابتكار يمرّ بسرعة فائقة يسحق من لا ينظر إلى الأمام، ولهذا أكد ولي العهد السعودي أن العبور إلى المستقبل لا بد له من "شركاء حالمين يريدون خلق شيء جديد في هذا العالم".

ولتعزيز أفضل بيئة تنافسيّة وبنية تحتيّة رقميّة ومادية في العالم يجب أن نردم الهوة الاقتصادية الفاصلة والفجوة التقنية المتباطئة بين العرب والأمم المتحضرة، لأنه الهدف الوحيد الذي يوحد دول المنطقة نحو المستقبل والتنمية، فالتأخر في هذه المعركة ستكون تكلفته وفواتيره باهضة.

تعتبر "مبادرة مستقبل الاستثمار" مفهموماً حداثياً يراد منه تغيير كثير من الأفكار البالية والبائسة للشباب الواعد الذي يشكل أغلبية كبيرة من مواطني المملكة، ولأنهم أقدر على خلق الحلول وصناعة التحديات، وتبنّي المعلومات المتقدّمة والإبداع والابتكار، وستنقل الشباب والمنطقة نحو آفاق جديدة في مجال الطاقة خاصة ومستقبل التنقل والتصنيع والغذاء، على الرغم من الصعوبة إلا أنه حتمًا سينتصر. فاستقطب هذا المشروع بكل إمكانياته الجبارة خلاصة من خبراء العالم سواء في الاقتصاد والابتكار، البرمجيات الذكية والروبوتات المتطورة، هو إعلان عن عهد حديث سيكون منصة لانطلاق مواهب الشباب وتفعيل أدواره، ورفد شريان الحياة بكلّ الموارد الحيوية داخل السعودية، لأن التعامل مع التقنيات الجديدة بحاجة إلى جيل نابض بالحياة يفسح المجال له لدخول السوق العالمية عبر موقع استراتيجي بين القارات الثلاث، لتشكيل اقتصاد وطني متعافٍ يتحمل الصمود إلى مرحلة ما بعد النفط .

فالبرنامج الإصلاحي أثار ارتياحاً شعبيًا في الأوساط العربية، خصوصاً عبر التأكيد أن لا مشروع لصناعة المستقبل دون مقارعة الإرهاب بالتنمية المستدامة، ومحاربة كل الأفكار التكفيرية الهدَّامة التي تستهدف فكر الإنسان المسلم، وحان وقت التخلّص منها عبر عملية نقد للموروث المتطرف وتدميره "فوراً وعاجلاً"، وبهذه العوامل الاساسية نستطيع وكما قال الأمير محمد بن سلمان "للقضاء على بقايا التطرف في القريب العاجل"، ومواجهة هذه الثقافة الجاهزة والمتخاذلة، فالشعوب في عالمنا العربي بحاجة إلى خلاص من ثقافتها البائسة، تماماً كما حدث للغرب على يد حكماء النهضة وصناع التنوير، فالإصلاح بحاجة إلى قائد يحدث الفرق في المفاهيم وانقلاباً في الرؤى وخلق الأفكار الخلاقة والأهم قهر الصعاب وعدم الاستسلام.