أمريكي يتدرب على قيادة مقاتلة.(أرشيف)
أمريكي يتدرب على قيادة مقاتلة.(أرشيف)
الخميس 2 نوفمبر 2017 / 13:14

سلاح الجو الأمريكي يدرّب طيارين للحرب المقبلة

24- زياد الأشقر

عندما توفي اللفتنانت كولونيل إريك "دوك" شولتز خلال طلعة جوية في سبتمبر (أيلول) في حقل تدريب في نيفادا، مرت ثلاثة أيام قبل أن يقر سلاح الجو الأمريكي بالحادث. وحتى الآن، هو يرفض القول أي نوع من المقاتلات كان شولتز يقود عندما قتل.

بعد غزو الكرملين لأوكرانيا عام 2014، باتت هناك حاجة أكبر للتدرب على التصدي للمقاتلات الأجنبية

وكتب بول ماكلير في مجلة "فورين بوليسي" أن رد الفعل الصامت عزز نظريات مفادها أن سلاح الجو لا يريد أن يكشف نوعاً جديداً من المقاتلات السرية. وراجت نظرية أخرى تقول إن القوات المسلحة تغطي على حادث تحطم مقاتلة شبح من طراز "إف-35"، الأمر الذي نفاه الجيش الأمريكي. وقد تراجع زخم هذه الافتراضات عندما برزت تقارير تفيد أن شولتز كان جزءاً من سرب في سلاح الجو مهمته تقويم مقاتلات أجنبية، ومن المحتمل أن يكون شولتز يقود مقاتلة روسية من طراز "سو-27" تستخدم لتدريب الطيارين على كيفية مقاتلة بعض الأنواع الجديدة من الطائرات القادمة من روسيا والصين.

مقاتلات روسية
وأشار ماكلير إلى أنه على مدى سنوات، التقط متتبعو الطائرات صوراً لمقاتلة واحدة على الأقل من طراز "سو-27" تحلق فوق قاعدة نيليس الجوية في نيفادا، حيث يتدرب طيارون أمريكيون على التكتيكات الروسية جنباً إلى جنب مع طيارين أمريكيين آخرين. ومع ذلك فإن عمليات سلاح الجو بمقاتلات روسية هي متواضعة حالياً مقارنة بتلك التي كانت تجري إبان الحرب الباردة. ففي السبعينيات والثمانينيات، شغّل سلاح الجو سرباً سرياً أطلق عليه الإسم الرمزي "النسور الحمر"، يتضمن قيادة مقاتلات روسية لتدريب الطيارين الأمريكيين على كيفية قتال أعداء محتملين. وفكِّك ذلك السرب عام 1990 . ومع ذلك تم نقل الطائرات المتبقية منه إلى أسراب أصغر حجماً، كان شولتز جزءاً منها.

غزو القرم
وبينما تم حل "النسور الحمر" فإن الحاجة إلى تشغيل مقاتلات أجنبية كجزء من سرب ناشط لم تتبدد تماماً. ومع التطورات الأخيرة في القدرات الروسية، والوضع بعد غزو الكرملين لأوكرانيا عام 2014، باتت هناك حاجة أكبر للتدرب على التصدي للمقاتلات الأجنبية، منذ تفكك الاتحاد السوفياتي. ونتيجة لذلك، أعلنت قيادة سلاح الجو أنها ستستكشف استخدام أسطول من الطائرات المملوكة لمقاولين لتشغيل ما يعرف ب"أجواء الخصم".

ونقل عن مدير برنامج "أجواء الخصم" ستيفن برانن، أنه بعد النظر في خيارات من أجل الحفاظ على طيران المقاتلات باكبر فترة ممكنة، فإن اللجوء إلى المقاولين "كان الأسرع إلى الميدان والأكثر فاعلية من حيث الكلفة". وقدر أن العقد سيكلف 500 مليون دولار سنوياً، لافتاً إلى أن "النقص في عدد طياريي المقاتلات" أبرز الحاجة إلى البرنامج.

مقاتلات أجنبية
ولفت إلى أن ما يقدر بمليارات الدولارات ستذهب إلى شركتين تحشدان قواهما من أجل شراء مقاتلات أجنبية في محاولة للفوز بالعقد. وليس موضوع المقاتلات الروسية هو ما يجري التهافت عليه. إذ أن شركة "إيربورن تكتيكال أدفنتج كومباني" التي تتخذ فيرجينيا مقراً لها، قد اشترت 63 مقاتلة ميراج فرنسية الصنع حديثة، بينما اشترت شركة "دراكين إنترناشيونال" 20 طائرة ميراج متقاعدة من إسبانيا.

وخلص ماكليري إلى أن سلاح الجو يتطلع إلى إبرام تعاقدات لنحو 37 ألف ساعة طيران من أصل 60 ألف ساعة تدريب على الطيران سنوياً، مما حمل قادة سلاح الجو إلى الاعتقاد أن ثمة حاجة إلى ما بين 150 و200 متعاقد جوي. ولن يكون في امكان شركة متعاقدة واحدة تلبية هذه الحاجية، مما يعني أن العرض سيقسم بين شركات عدة أبرزها "إيربورن تكتيكال أدفنتج كومباني" "دراكين إنترناشيونال".