جنود فيليبينيون في مندناو.(أرشيف)
جنود فيليبينيون في مندناو.(أرشيف)
الإثنين 6 نوفمبر 2017 / 14:17

مكاسب غير متوقعة من الحرب ضد داعش في الفلبين

في 23 أكتوبر ( تشرين الأول)، الأخير، أعلن ديلفن لورينزانا، وزير الدفاع الفلبيني، إنهاء العمليات القتالية في مدينة ماراوي، جنوب البلاد، بعد أن قاتل الجيش الفلبيني لمدة 154 يوماً إرهابيين إقليميين وإسلاميين، قبل أن يعلن الانتصار عليهم.

وجدت الحكومة الفيليبينية أرضية مشتركة مع متمردين سابقين وسلطات محلية، لمحاربة حركات إسلامية متطرفة، ما يمهد الطريق اليوم نحو الحصول على مكاسب سياسية واسعة للإقليم

وكتب في صحيفة "نيويورك تايمز"، مالكولم كوك، زميل بارز لدى "معهد يوسف إسحق" في سنغافورة، أنه كانت لذلك النصر نتيجة إيجابية كبيرة، تجسدت في تحقيق السلام في تلك المنطقة النائية من الفلبين.

مركز ديني

ويصف كوك ماراوي بأنها مدينة عرفت عن نفسها، في عام 1980، بأنها "مدينة إسلامية"، وهي عاصمة إقليم لاناو ديل سو، الواقع في جزيرة ميندناو، وتعيش فيها جالية مسلمة متماسكة من السكان الأصليين في الفلبين. وكانت مدينتا ماراوي ومارانو دوماً، ومنذ عقود، في واجهة حركة تمرد ضد الحكومة المركزية في مانيلا. ولكن برزت فيها، خلال السنوات الأخيرة، فصائل ساخطة، تبني بعضها إيديولوجيات إسلامية متطرفة.

ترويج للصمود
ويشير الكاتب لما جرى، في ديسمبر ( كانون الأول) الماضي، عندما هدد الرئيس الفلبيني، رودريغو دويرتي، بمواجهة إحدى تلك الفصائل، جماعة موتي، في ماراوي. وهذا ما تم في 23 مايو (أيار)، عندما وصلت تعزيزات عسكرية كبرى إلى المدينة.

ولكن تحالفاً من إرهابيين محليين مدعومين من تنظيم داعش تمكن من الصمود أمام الجيش الفلبيني لمدة خمسة أشهر، مما اعتبر بمثابة نصر دعائي للإرهابيين. كما شكلت المعركة الطويلة خطراً على الحريات الديمقراطية بعدما فرض دويرتي، وبدعم برلماني، قانون الطوارئ في جميع أنحاء إقليم مندناو، وهو موطن أكثر من خمس السكان، ومعظمهم من الأقلية المسلمة.

تخريب
ويلفت كوك لاستمرار تطبيق قانون الطوارئ في الإقليم، ولدمار هائل سببه القتال. كما أدى الحصار لتقويض قطاعات واسعة من ماراوي، أكبر مدن إقليم مندنانو، والذي حظي، منذ ثلاثين عاماً، بقسط واسع من الحكم الذاتي عن مانيلا. وتشير تقديرات رسمية فلبينية إلى تسبب القتال، داخل مندنانو وحولها، بنزوح ما يزيد عن 350 ألف شخص.

فرص غير متوقعة
ولكن، وبحسب الكاتب، وفرت الأزمة فرصاً مفاجئة، وخاصة لجهة التعاون في مكافحة الإرهاب، سواء في الداخل الفلبيني وإقليمياً، وللنجاح أخيراً في القضاء حركات متمردة قديمة تفاقمت ضمن المناطق الإسلامية في الفلبين.

فقد دفعت معركة ماراوي لقيام تعاون غير مسبوق، وإن كان محدوداً، بين القوات الفلبينية المسلحة وجبهة تحرير مورو الإسلامية، أكبر حركة متمردة في البلاد، والتي حاربت على مدار سنين لنيل الاستقلال والحكم الذاتي لمسلمي مندناو، وكانت تشتبك بصورة دورية مع القوات الحكومية.

وعندما استولت مجموعة موت في يناير ( كانون الثاني) 2016، على ماراوي، أعلنت جبهة تحرير مورو الإسلامية عن تشكيلها فرقة عمل لأجل محاربة مساعي تجنيد مقاتلين لصالح داعش. وفي سبتمبر ( أيلول)، شنت الجبهة عمليات ضد تنظيمات إرهابية مرتبطة بداعش في وسط مندناو، بمساعدة الجيش الفلبيني خصمها السابق.

أرضية مشتركة
وفي أغسطس ( آب)، وقع جميع رؤساء بلديات الإقليم، وعددهم 41، عريضة أعلنوا فيها أن جماعة موت هم "أعداء لشعب مارانو"، متهمين التنظيم بحصار ماراوي. كما أصدر رجال دين محليون فتوى قضت بإدانة أعمال إرهابيين محليين.

وهكذا وجدت الحكومة الفلبينية أرضية مشتركة مع متمردين سابقين وسلطات محلية، لمحاربة حركات إسلامية متطرفة، ما يمهد الطريق اليوم نحو الحصول على مكاسب سياسية واسعة للإقليم بعدما روج المتطرفون لرواية تقول إن مانيلا تعاديهم وتحرمهم حقوقهم، ما ساهم في إضعاف ثقة السكان بالحكومة المركزية.

ويرى الكاتب أن الفرصة مواتية اليوم لاستئناف عملية السلام الخاصة بإقليم مندنانو، والتي توقفت خلال السنوات الأخيرة، ما دفع بعض زعماء جبهة تحرير مورو الإسلامية للتحذير من خطر تحول شباب مسلمين نحو الإرهاب