من معرض الشارقة للكتاب.(أرشيف)
من معرض الشارقة للكتاب.(أرشيف)
الإثنين 6 نوفمبر 2017 / 20:04

الثقافة في الشارقة .. أكبر من مجرد مشروع

مشروع الشارقة ليس مجرد كتاب، إنه مشروع متسق مع الدور الذي تؤديه القوة الإماراتية الناعمة في الوطن العربي وفي العالم أجمع

تحار مفردات اللغة ومصطلحات التخطيط الإداري في توصيف الثقافة في الشارقة. إن كنا نتحدث عن "رؤية" ثقافية فالأمر تعدى الرؤية إلى الواقع، وإن كنا نعده "حراكًا" ثقافيًّا فهو أشمل من كونه حراكاً، وإن كنا نوصِّفه "بمشروع" ثقافي فقد طُبق وتعملق. والحقيقة أن مفردات رؤية وحراك ومشروع لا توفي ولا تصف ما أنجزه صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي في الشارقة.

ليست مناسبة هذه المقالة معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته السادسة والثلاثين، فالشارقة لم تعد بحاجة إلى مناسبة للحديث عنها، لقد أصبحت هي المناسبة، فهي أول عاصمة ثقافية للعرب في نهاية القرن الماضي، وكانت عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2014، وستكون غداً عاصمة عالمية للكتاب، وفي عام 2019 لن تحتفي بالكتاب، بل الكتاب سيحتفي بها.

وليس ما يقودنا للحديث اليوم عن الشارقة ما شهدناه قبيل معرض الكتاب من افتتاح هيئة الشارقة للكتاب في مدينة الشارقة للنشر، فالحدث وإن كان غير عادي، والفكرة وإن كانت غير مسبوقة عربياً، إلا أنها في الشارقة تكون مألوفة ومتوقعة من فكر القاسمي.

صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي وفي حواره الإعلامي الملهم لم يرض من محاوره كلمة "نشتري الكتب" مصوباً بأن الكتب أثمن وأقدس من أن تستخدم لها كلمة شراء، إنها لبست سلعة، إنها من النفائس التي تستصحب معها كلمة "نقتني". هذا الموقف يمثل فكر سلطان الفكر والثقافة والعروبة، الفكر الذي يبني أمة، بناء متفرداً يبدأ من المفردة، ولا يتوقف عندها، ويحلم بالرؤى ليطبقها، ويثير الحراك ليقوده، ويبني المشروع لينجزه.

لقد أصل مشروع الشارقة الثقافي كما رسمه الشيخ سلطان للفكر الإسلامي والتوجه العروبي والهوية الوطنية تأصيلاً أوصد الباب أمام أفكار الظلامية والرجعية والإقصائية. مشروع الشارقة ليس مجرد كتاب، إنه مشروع متسق مع الدور الذي تؤديه القوة الإماراتية الناعمة في الوطن العربي وفي العالم أجمع.
إن قدر لشخص أن يسمع لصاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي ويغرف من بحر فكره، فقد حظي بفرصة دخول مدرسة ليس لها نظير، وأن فاتته الفرصة فثمة رواق في معرض الشارقة يحمل اسم "منشورات القاسمي".

إن ما يحويه نفائس تقتني، وذخائر تجتبي. إنه منهج فكري وأدبي سُطِّر في كتاب ليأخذ سمة الخلود.