الأربعاء 8 نوفمبر 2017 / 11:24

الرئيس الفرنسي: الإمارات ركيزة لاستقرار الشرق وملتقى حقيقي للثقافات

أكد رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، أن دولة الإمارات وفرنسا ترتبطان بمثل إنسانية عُليا تتجاوز الأزمنة والأمكنة، ولطالما اعتبرت فرنسا الإمارات ركيزة لا غنى عنها لاستقرار الشرق الأوسط، كما أنها شريك اقتصادي استراتيجي لفرنسا.

وأفاد إيمانويل ماكرون الذي يزور الإمارات حالياً للمشاركة في افتتاح متحف اللوفر أبوظبي، بأن "افتتاح اللوفر سيمثل نقطة تحول حاسمة ليس فقط في العلاقة بين فرنسا والإمارات، وإنما أيضاً في الدور الذي تلعبه دولة الإمارات باعتبارها ملتقى حقيقياً للثقافات في المنطقة".

المثل الإنسانية

وأشار ماكرون في حوار مع صحيفة الاتحاد، إلى أن "فرنسا والإمارات ترتبطان بأكثر ما يميز البشرية على مستوى عالمي، ألا وهي المُثل الإنسانية العُليا، فهنا تتحاور كل الأزمنة وكل الأماكن في وقت يتغذى فيه الإرهاب على الانقسامات بين الشرق والغرب، وأيضاً داخل العالم الإسلامي"، وقال إن "متحف اللوفر أبوظبي هو متحف يشيد بالتعددية والحوار بين الثقافات، بينما تسعى بربرية تنظيم داعش لفرض رؤية جامدة للهويات والأديان".

وأضاف ماكرون "أنا على يقين بأن الفنون والثقافة تحمل رسائل ومشاعر عالمية، يجمعها الجمال، ولا يفرقها، جمال يدعونا إلى التواضع والاحترام. وستصبح أبوظبي مكاناً تجتمع فيه المهن والأفكار والمواهب الثقافية أكثر فأكثر، مكاناً يسوده الفكر المتفتح والغني".

حماية التراث 
وأشار إلى أن "فرنسا والإمارات أصبحا معاً مناصرتين للتراث العالمي، فقد أسستا معاً وفي سياق مشروع "اللوفر أبوظبي" مؤسسة التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع من أجل حماية التراث المهدد في مناطق النزاع المسلح. وهما الآن يتقاسمان رؤية مشتركة إزاء التراث المشترك للإنسانية، والأهم من ذلك أنهما يتخذان إجراءات ملموسة جداً للدفاع عنه".

وقال ماكرون عن العلاقات الاقتصادية بين البلدين إنه "لطالما اعتبرت فرنسا دولة الإمارات شريكاً اقتصادياً استراتيجياً. فمنذ إنشاء الاتحاد في عام 1971، تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة ركيزة لا غنى عنها للاستقرار في الشرق الأوسط، وبوابة مفتوحة على القارة الآسيوية. إن الحيوية الاقتصادية التي تتمتع بها الإمارات، لا سيما دبي، هي أمر رائع حقاً، وهي شاهد على قدرتها على الاستفادة المثلى من نقاط قوتها (مثل الموارد الطبيعية، والموقع الجغرافي، والشباب، والتاريخ، والنظام المالي). اليوم، تشكل دولة الإمارات اتحاداً عصرياً وحيوياً ومفتوحاً على العالم، على غرار معرض إكسبو دبي الدولي في عام 2020". مضيفاً "لقد تعززت العلاقات الثنائية الممتازة التي حافظت عليها فرنسا مع دولة الإمارات في السنوات الأخيرة. أذكر في هذا السياق، القمة الاقتصادية الفرنسية الإماراتية في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث يجتمع ما يقارب 400 شركة فرنسية وإماراتية لعرض ومناقشة مسائل تتعلق بالمعرض العالمي".

العلاقات الاقتصادية

وأضاف الرئيس الفرنسي أن "ثراء علاقاتنا الاقتصادية اليوم يتجلى في مشاريع شراكات وتعاون استثنائية التنوع منها: في مجالات الشركات الناشئة والتكنولوجيا والطاقات المتجددة والطيران وعلوم الفضاء ومكافحة الاحترار العالمي، تمثل علاقاتنا الاقتصادية فرصة جيدة لبلدينا، وسأكون حريصاً على مواصلة تعزيزها، من خلال التعاون المكثف والملموس في مجالات عديدة".

وعلى صعيد متصل أكد ماكرون أن "الإرهاب يتغذى على الانقسامات داخل العالم الإسلامي، وبين الشرق والغرب، وأن الحرب على الإرهاب لن تكون فاعلة دون تحقيق السلام والاستقرار، وحل الأزمات الإقليمية"، مؤكداً أنه منذ وصوله إلى قصر الإليزيه، أكد التزامه التام بحل هذه الأزمات، وهو يؤمن بأن الانتصار على "داعش" يجب ألا يوقف المواجهة الشاملة لتدمير جذور الإرهاب.

الأزمة القطرية
وحول الأزمة القطرية، أكد الرئيس ماكرون أنه يدعم الحوار والوساطة الكويتية لحل تلك الأزمة، كما يدعم التصدي بقوة لممولي الإرهاب أيّاً كانوا من أجل تجفيف منابعه، وقال بشأن عملية السلام المتوقفة بين الفلسطينيين وإسرائيل، إن "فرنسا تدعم بقوة الحل القائم على الدولتين، لكن هذا الحل أصبح محل شك بسبب التوسع الاستيطاني الإسرائيلي"، وفيما يتعلَّق بإيران، أكد الرئيس الفرنسي ضرورة أن يبقى المجتمع الدولي حازماً بشأن أنشطتها الإقليمية وبرنامجها الصاروخي.