الأربعاء 15 نوفمبر 2017 / 09:01

تميم وكذبة القيم

الحبيب الأسود- البيان

كلام تميم بن حمد في خطابه، أمس، عن تعرّض قطر لما سمّاه "الحصار الجائر المنافي لكل القيم والأعراف"، إضافة لما ينطوي عليه من كذب وتضليل، يستوجب العديد من الأسئلة. فعن أي قيم وأعراف يتحدث تميم؟ هل احتضانه للعناصر التخريبية، ودعمه للجماعات الإرهابية، وتسليحه للميليشيات المتطرّفة والتخريبية، وتحريضه على الدول الخليجية والعربية، وإحياؤه للنعرات المذهبية والطائفية، يدخل في منظومة القيم والأعراف؟

ثم.. هل التأمر على أشقائه في الدول الخليجية وبقية الدول العربية، وتسلله لضرب استقرار مملكة البحرين، وإشعال نار الفتنة في شرق المملكة العربية السعودية، ومحاولات التلاعب بأمن الكثير من الدول القريبة والبعيدة، والغدر بالتحالف العربي عبر تمكين الحوثيين من الإحداثيات التي تساعدهم على سفك دماء مناصري الشرعية والمدافعين عن عروبة اليمن في وجه المشروع التوسعي الفارسي، يعتبر من القيم والأعراف التي يؤمن بها نظام الدوحة؟

وهل التحريض ضد الجيش والدولة في مصر وإبداء الشماتة بهما كلّما نفذت الجماعات الظلامية عملاً إرهابياً ضدهما، واحتضان العناصر الفارة من العدالة، وتمويل جماعة الإخوان المسلمين وتسليح عناصرها المتمردة على القانون والمجتمع، يعتبر من القيم والأعراف؟

هل بث الفوضى في المنطقة العربية تحت ما سمي "الربيع العربي" والإطاحة بالأنظمة، وتدمير الدول، واختراق سيادتها، والتدخل في خيارات شعوبها، والعمل على فرض قوى الإسلام السياسي على مراكز السلطة، يعتبر من القيم والأعراف؟

هل نشر الإرهاب في ليبيا وسوريا والعراق، والوقوف وراء قتل مئات الآلاف من الأبرياء، وتشريد الملايين، وتدمير المدن والقرى، والعبث بالمقدرات، يعتبر من القيم والأعراف؟ وهل توجيه الخطاب الإعلامي، وتمويل الغرف المغلقة للإعلام الافتراضي لضرب السلم الأهلي في الدول الشقيقة، ودفع عشرات الملايين من الدولارات لمحاولة الإساءة للقادة والزعماء العرب الرافضين لمشروع النظام القطري في المنطقة، يعتبر من القيم والأعراف؟

هل التحالف مع إيران ضد الدول العربية، والاستقواء بالقيادة العسكرية التركية، والاعتماد على المرتزقة، ودفع الرشى لشراء المواقف حسب الطلب يعتبر من القيم والأعراف؟
إن المشكلة الحقيقية لنظام الدوحة أنه لا يؤمن بالقيم والأعراف إلا كما يراها يوسف القرضاوي وعزمي بشارة وكتائب «الإخوان» و«القاعدة» وداعش. وأحياناً كما يفسّرها اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وقادة إسرائيل.

وهي قيم وأعراف تبرر، للأسف، الكذب والنفاق والخداع والغدر والخيانة والتآمر والتلاعب بالحقيقة وتزوير الوقائع والتنكر للتعهدات، ولا ترى مانعاً من إلقاء التهم على الضحية سعياً إلى تبرئة الجاني.