الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الأربعاء 15 نوفمبر 2017 / 15:11

العلاقة الأمريكية-التركية...من سيئ إلى أسوأ

كتب ستيفن كوك، زميل رفيع المستوى لدى "مركز إيني إينريكو لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا"، عن تراجع العلاقات بين تركيا وأمريكا، معتبراً أنها بأنها تسير من سيئ لأسواً.

يبدو أن حكومة أنقرة عازمة على عدم الكشف عن أسباب اعتقالها لعاملين أتراك في سفارة وقنصليات أمريكا في تركيا، بسبب إحباطها من رفض واشنطن تسليم غولن

ولفت كوك لما ورد في رسالة بعثت بها، في 25 أكتوبر ( تشرين الأول) الأخير، مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، من كلا الحزبين الجمهوري والديموقراطي، وحيث عبروا عن "قلقهم العميق من غياب حقوق الإنسان وتردي القيم الديمقراطية في تركيا". وقد عكست الرسالة إحباطاً متنامياً في أوساط الكابيتول هيل بشأن سياسات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والحاجة لأن يتخذ الكونغرس موقفاً قوياً ضد تجاوزات الحكومة التركية.

تجاهل مبادئ الديموقراطية
وبحسب كوك، تحكم تركيا اليوم من قبل أكثر الأنظمة قمعاً. فإن عدد الأشخاص الذين سجنوا أو قتلوا هم بآلالاف، وقد بدأ تدهور حقوق الإنسان، وتجاهل القيادة التركية لمبادئ ديمقراطية منذ ما قبل الانقلاب الفاشل في يوليو( تموز) 2016، ورغم ذلك يستحق أعضاء مجلس الشيوخ التقدير لتسليطهم الضوء على مشاكل تفضل إدارة ترامب، ومن قبلها إدارة أوباما عدم معالجتها بصورة مباشرة وعلنية. وكان مجلس الشيوخ ينتظر تحرك البيت الأبيض، لحين اعتقال متين توبوز في 4 أكتوبر( تشرين الأول) الأخير.

خرق ديبلوماسي
ويقول الباحث إن توبوز يختلف عن آلاف اعتقلوا في تركيا. فالرجل ليس منشقاً ولا صحفياً، ولا محرراً أو سياسياً كردياً، ولا قاضياً أو محامياً. لقد أمضى القسم الأكبر من الثلاثين عاما ً الأخيرة يعمل في القنصلية الأمريكية في اسطنبول لصالح وكالة مكافحة المخدرات. وجاء اعتقاله بمثابة خرق ديبلوماسي كبير، ما دفع إدارة ترامب لوقف منح تأشيرات زيارة لغير المهاجرين من الأتراك، ما أدى لرد تركي مماثل.

لاعبون صغار
ويلفت كوك لتوقعات أثيرت عند زيارة رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم لواشنطن، من أنه يجري العمل للتوصل إلى صفقة حول القضية. لكن تبين، في الواقع، أن ما تم التفاوض عليه لا صلة له بأزمة التأشيرات، بل يرتبط بقضايا سياسية محلية تركية يتم التحقيق فيها داخل أروقة وزارة العدل الأمريكية في واشنطن، وداخل قاعة محكمة في مانهاتن. وليس توبوز وآخرون إلا لاعبين صغاراً في هذه الدراما، والتي إن تحقق فيها ما يتمناه قادة تركيا، قد يضعف حكم القانون في الولايات المتحدة.

وبحسب الباحث، قد لا يعلم معظم الأمريكيين أن البعثات الديبلوماسية الأمريكية حول العالم، لا تستطيع العمل دون مساعدة أبناء البلد المضيف. ويقوم مواطنو هذه الدول بكل أنواع المهام. هم غالباً أول من يستقبل زوار السفارات عند المداخل، وآخر من يودعوهم. وقد يكون هـؤلاء مترجمون أو سائقون وطباخون. كما يمكن أن يكون هؤلاء محللين في الاقتصاد والسياسة، والشؤون الثقافية، ومهنيين متطورين.

توتر
ويشير كوك لتعمد الحكومة التركية رفع حدة التوتر مع واشنطن بعد اعتقال توبوز. فقد فتش رجال شرطة، في بداية أكتوبر( تشرين الأول)، منزل تركي آخر، ميت كانتورك، يعمل في القنصلية التركية في استانبول، واحتجزوا زوجته وابنته لمدة قصيرة. ورغم عدم اعتقال كانتورك، يزعم مسؤولون أتراك بأنه من أنصار فتح الله غولن، رجل الدين التركي المتهم بتدبير المحاولة الانقلابية الفاشلة، في صيف العام الماضي.
وقد اتهم توبوز وموظف تركي آخر يعمل في القنصلية الأمريكية في أضنة، بالتعاون مع منظمة فتح الله غولن، وبالمساعدة على تدبير الانقلاب. ولكن رغم عدم معرفة ما إذا كان الرجلان مذنبين حقاً، لم يثبت المحققون ما يدعو لاعتقالهما.

مقايضة
وبحسب الباحث، يبدو أن حكومة أنقرة عازمة على عدم الكشف عن أسباب اعتقالها لعاملين أتراك في سفارة وقنصليات أمريكا في تركيا، بسبب إحباطها من رفض واشنطن تسليم غولن. وهناك سبب آخر يدعو أنقرة لابتزاز الحكومة الأمريكية من أجل التوقف عن محاكمة رضا زاراب، رجل أعمال إيراني تركي، عمل على خرق عقوبات مفروضة على إيران عبر المتاجرة بالذهب في اسطنبول لصالح طهران. وقد استفاد في عملياته التجارية من بنك هالكبانك، المملوك للحكومة التركية.