العلم الإيراني ومجسم لصاروخ.(أرشيف)
العلم الإيراني ومجسم لصاروخ.(أرشيف)
الخميس 16 نوفمبر 2017 / 15:04

تقويض النظام الإيراني يتطلب استراتيجية دولية

في 13 أكتوبر ( تشرين الأول) اتضح أن الرئيس الأمريكي ترامب، عندما وضع استراتيجية دولية لتقويض النظام في إيران، لم يركز على برنامجها النووي وحسب، بل أعلن عن التزام الولايات المتحدة بمحاربة نشاط إيران المزعزع لاستقرار المنطقة، ولتمويلها الإرهاب، وبرنامجها للصواريخ الباليستية.

من شأن حملة دولية ضد إيران أن تؤدي لإضعاف المتشددين، ولتمكين أبناء الشعب الإيراني

وكما كتب آدم إيريلي، سفير أمريكي سابق لدى البحرين، ونائب المتحدث باسم وزارة الخارجية في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش، في موقع "ذا هيل"، تحدث ترامب أيضاً بقناعة عن معاناة الشعب الإيراني على أيدي نظام ديني وحشي. وأعطى خطاب الرئيس الأمريكي أول مؤشر، وللمرة الأولى، منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران في 1979، أن الولايات المتحدة تبنت نهجاً شاملاً لمحاربة النفوذ الإيراني الخبيث.

عمل فعال
ويعتقد إيريلي أن التحدي الذي تواجهه أمريكا حالياً يكمن في ترجمة تصريحات الرئيس ترامب إلى عمل فعال وحاسم، وخصوصاً أن إيران تشن حرباً هجينة بوسائل تقليدية وغير تقليدية. إنها تجمع ما بين المرونة التكتيكية والاتساق الاستراتيجي، وتشمل هجمات الكترونية وعمليات اغتيال سياسي وتخريب ورشى وفساد وإرهاب وحرب بالوكالة.

عدة جبهات
وبحسب الكاتب، يجب أن تشن الولايات المتحدة حملة شاملة منسقة ومستدامة على عدة جبهات إذا شاءت إنجاح استراتيجية ترامب. وهناك أعمال أحادية الجانب اتخذها الجانب الأمريكي، كالعقوبات، وهي رغم أهميتها، ليست كافية وحدها، برأي إيريلي، الذي يدعو لعزل النظام الإيراني سياسياً، ومواجهته عسكرياً، ودعم وتمكين الشعب الإيراني، والحصول على دعم قوى أوروبية، لأنها تحقق أهداف استراتيجية، ويفترض أن تتم جميع تلك الخطوات في آن معاَ، وبطريقة متكاملة.

قانون العقوبات
ويلفت إيريلي لكون أحجار الأساس لهذه الحملة قد وضعت في 14 سبتمبر ( أيلول)، عندما حددت وزارة الخزانة الأمريكية أسماء 11 كياناَ وشخصيات إيرانية لانخراطهم في نشاطات تدعم الحرس الثوري الإيراني، وبرنامج الصواريخ الباليستية، وللعمل مع شبكات إيرانية مسؤولة عن هجمات الكترونية خبيثة ضد النظام المالي الأمريكي.
وفي 25 أكتوبر ( تشرين الأول)، وافق مجلس النواب الأمريكي على قانون يسمح بفرض عقوبات ضد أفراد إيرانيين وشركات أجنبية وبنوك وأشخاص يدعمون برامج الأسلحة الإيرانية السرية. كما يسعى الكونغرس لإدخال تعديلات على الاتفاق النووي مع إيران، والتي من شأنها محو فقرات مقلقة بشأن تحديد أجل الاتفاق.

مسعى جديد
ويشير الكاتب لمسعى جديد يعمل الكونغرس من خلاله على إصدار تشريع يدعو دولاً أوروبية لاعتبار حزب الله منظمة إرهابية دولية، ما من شأنه إقفال مصدر دعم هام لهذا الذراع التابع للنظام الإيراني. كما دعا بعض أعضاء الكونغرس لإدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية الدولية.

ويقول أيريلي: "ما لم يتم استهداف أذرع الدولة الإيرانية ومن يتعاونون معها، بدءاً بالحرس الثوري الإيراني، فإن إيران ستواصل شن الحروب ضدنا وضد حلفائنا".

دور رئيسي
وبحسب الكاتب، لا يفترض بأمريكا ولا بحلفائها نسيان الدور الرئيسي الذي يلعبه الشعب الإيراني في تقرير مصيره. ومن شأن حملة دولية ضد إيران أن تؤدي لإضعاف المتشددين، ولتمكين أبناء الشعب الإيراني. ويحسب للرئيس ترامب إشارته، ضمن خطبه الأخيرة، للشعب الإيراني ولكراهيته لحكومته، ولأهمية التعاون مع المغتربين الإيرانيين للتأسيس لنظام غربي ديموقراطي.