صورة جوية لقطر.(أرشيف)
صورة جوية لقطر.(أرشيف)
الجمعة 17 نوفمبر 2017 / 12:13

أزمة قطر فضحت الطموحات الإيرانية في المنطقة

في بداية نوفمبر ( تشرين الأول) الحالي، اعترضت قوات الجيش السعودي صاروخين باليستيين من طراز "برقان" استهدفا مطار الملك خالد الدولي في الرياض. واعترف الحوثيون في اليمن بأنهم هم من أطلقوا الصاروخين، ولكن بالنظر لمدى السيطرة الإيرانية على قوات الحوثيين، يتضح أن المسؤولية الحقيقة عن الهجوم تتحملها طهران.

لا بد من اتخاذ خطوة سريعة لإنهاء سياسة قطر الحالية، وخاصة بالنظر لتحرك السعودية، مدفوعة بقيادتها الشابة الديناميكية الجديدة، من أحل توحيد العالم الإسلامي حول موقف واحد لا هوادة فيه ضد جميع أشكال التطرف

ونظراً لأن المطار منشأة مدنية، وفي ظل القانون الإنساني الدولي، لا يمكن مهاجمته، تعد الضربة الإيرانية بمثابة جريمة حرب.

ذلك الهجوم الصاروخي يعتبر خطوة تصعيدية كبيرة، برأي الباحثين ديفيد ريفكين، عمل سابقاً في وزارات العدل والطاقة في إدارتي ريغان وبوش، ونواف عبيد، باحث زائر لدى مشاريع الدفاع والاستخبارات في مركز بلفر، التابع لجامعة هارفارد الأمريكية اللذين قالا في تقرير في مجلة "ناشونال إنترست"، أن الهجوم يعكس كلاً من شدة طموحات طهران للسيطرة على الخليج، وتجرؤها على مهاجمة حليف رئيسي لأمريكا في المنطقة.

تحركات منسقة
ويقول الباحثان إن كل ذلك ييرز أهمية مقاومة الطموحات الإيرانية في المنطقة، وهي مهمة تتطلب قيادة أمريكية قوية، وتحركات منسقة وجريئة من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية. وبأخذ ذلك بعين الاعتبار، لا بد للتحالف العربي أن يوحد جهوده لحل الوضع الراهن مع قطر.

ويلفت ريفيكن وعبيد لمرور أكثر من خمسة أشهر على قطع الإمارات والسعودية ومصر والبحرين علاقاتها مع قطر، وإصدارها ثلاثة عشر مطلباً لتلك الدولة الصغيرة. وكان مبعث تلك الأزمة يتركز في دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين ولحركات متطرفة أخرى في العالم العربي، وإنهاء دعمها لإيران. ولم تلب قطر بعد تلك المطالب، بزعم أنها بريئة من تلك التهم، وأن الإجراءات التي اتخذها التحالف بقيادة السعودية تضر بالحرب ضد داعش.

تحدي
ويقول الباحثان إن معظم الحكومات الغربية أخفقت في تقييم أسباب هذا التحدي، فضلاً عن اعتقاد القيادة القطرية بأنها منيعة ضد أي هجوم عسكري من قبل جيرانها المتضررين من سياساتها. وقد ثبت ذلك من خلال ما قاله أمير قطر لشارلي روز عند ظهوره الأخير في برنامج 60 دقيقة، وتوقعات بأن تقدم له الولايات المتحدة دعمها استناداً لوجود قاعدة العديد الجوية في قطر، وهي أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط.

حل سريع ومناسب
ويرى الباحثان أن حلاً سريعاً، ومناسباً، للمواجهة مع قطر يصب في المصلحة الأمريكية. وبالتوافق مع خطاب الرئيس ترامب في 20 مايو( أيار) في الرياض، وإعلانه الأخير عن خطة عمل ضد إيران، من شأن مثل ذلك الحل أن يشمل أيضاً توقف الدوحة عن تقديم جميع أشكال الدعم لحركات إسلامية متطرفة، وإنهاء مغازلتها لطهران.

تعاون مؤكد
ويقول ريفيكن وعبيد أن أحداثاً أخيرة أثبتت كيف تتعاون حركات إسلامية راديكالية، من شتى القطاعات، مع طهران في سعيها لتحدي المصالح الأمريكية والسعودية في الشرق الأوسط وما وراءه. فقد كشفت سي آي أي، قبل بضعة أيام، عن رزمة من الوثائق تم الحصول عليها خلال الغارة الأمريكية على معسكر أسامة بن لادن في آبوت أباد في 2011، والتي قتل فيها زعيم القاعدة السابق.

تفاصيل
ومن بين تلك الوثائق، برزت مذكرة من 17 صفحة، أعدها مساعد كبير لبن لادن، وتظهر تفاصيل حول تقديم طهران، على مدار سنين، مساعدات مالية ولوجيستية وعملاتية للقاعدة. وتوضح المذكرة أنه، وعلى الرغم من الخلافات العقائدية العميقة بين المتشددين السنة في القاعدة، وبين المتطرفين الشيعة في إيران، فقد اشتركا في مصلحة استراتيجية مركزية تقوم على مهاجمة المصالح الأمريكية والسعودية.
  
خطوة ضرورية
ولذا يرى الباحثان أنه لا بد من اتخاذ خطوة سريعة لإنهاء سياسة قطر الحالية، وخاصة بالنظر لتحرك السعودية، مدفوعة بقيادتها الشابة الديناميكية الجديدة، من أحل توحيد العالم الإسلامي حول موقف واحد لا هوادة فيه ضد جميع أشكال التطرف.