مقاتلون من داعش في الرقة قبل تحريرها.(أرشيف)
مقاتلون من داعش في الرقة قبل تحريرها.(أرشيف)
الجمعة 17 نوفمبر 2017 / 11:34

داعش بين تنظيم إرهابي وعصابات إجرامية

24- زياد الأشقر

في ذروة صعوده عام 2014، كان داعش تنظيماً بيروقراطياً (من دون سلطة قانونية) ينتشرعلى مساحة 35 ألف ميل مربع. وهذا يعادل مساحة ولاية إنديانا. ولكن التنظيم تعرض مذذاك لهزائم عسكرية أكثر من مرة، وخسر تقريباً كل أراضيه في كلٍ من العراق وسوريا.

مثل العصابات الإجرامية، يستغل داعش النساء، من طريق الاعتداء الجنسي العام أو من خلال "تزويجهن " لمقاتلين لاستخدامهم كرقيق وخدم في المنازل. وفي هذا المجال يرتكب داعش عنفاً واستغلالاً جنسياً أكثر تطرفاً من العصابات الإجرامية

 ومع ذلك، كتب ماثيو فيليبس وماثيو فالاسيك في صحيفة "واشنطن بوست" أن التنظيم لا يزال يشكل تهديداً إرهابياً بارزاً، كما رأينا في 31 أكتوبر (أكتوبر)، عندما اجتاحت شاحنة ممراً للدراجات في مدينة نيويورك، في هجوم أوقع ثمانية قتلى.

وقالا إن الخبراء لاحظوا إن داعش قد أظهر قدرة على التكيف مع ظروف مختلفة مما يجعله فريداً من نوعه في أوساط التنظيمات الإرهابية. لكن الخبراء في مكافحة الإرهاب يمكن أن يتعرفوا من خلال المرونة وتطور الجماعة، على نوع آخر من الجماعات الإرهابية هو العصابات الإجرامية.

33 ألف عصابة

وأضافا أن 33 ألف عصابة رصدت في الولايات المتحدة. ودرس الخبراء في العصابات قابلية العصابات الإجرامية على التكيف على رغم الجهود المتواصلة لأجهزة إنفاذ القانون لقمعها. وفي أحيان كثيرة تكون قادرة على النمو في اتجاهات متعددة، بحسب المكونات والفرص المناسبة. وأشارا إلى أن هذا البحث الذي يقومان به يكشف كيف أن مئة عام من دراسة العصابات تساعدنا على معرفة أعمق بداعش.
    
أولاً: كل من داعش وعصابات الشوارع لديه الهيكلية البيروقراطية للإنتشار. يدرك الخبراء في مكافحة الإرهاب أن داعش يختلف في الشكل والوظيفة عن تنظيم القاعدة. فداعش يتبنى هيكلية بيروقراطية للحكم في ما يطلق عليه اسم أرض الخلافة. لكن مع وجود هذه الهرمية الأفقية المتكاملة، يبقى لا مركزياً من حيث الإدارة، يوزع السلطة عبر مجالس عسكرية وقانونية ومالية، وعبر شبكة واسعة من الإداريين المحليين. وعلى رغم أن القيادة المركزية كانت تزعم السيطرة المباشرة على كل مقاتل، فإنه من الناحية العملية، كان الحكام المحليون يديرون داعش في الأقاليم.

الشباب المهمش    
ثانياً، كل من داعش وعصابات الشوارع يستقطبون الشباب المهمش الساعي إلى الإنتماء. ويستخدم داعش الهوية والإيديولوجية لجذب الفتيان السنّة المحرومين. إن أعضاءه الناشطين هم في غالبيتهم من الذكور في أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينات، ممن ولدوا خارج الأراضي التي يقاتلون عليها. والقادة الأصليون الذين أتوا من القوات المسلحة العراقية والسورية وجورجيا قتل معظمهم، تاركين خلفهم مقاتلين أجانب من أنحاء المنطقة. إن المجندين ينضمون إلى داعش للأسباب نفسها التي تحمل أشخاصاً على الإنضمام إلى عصابات الشوارع: الهوية الاجتماعية، والحماية، والمكانة والإثارة والإمتلاء العاطفي.

العنف
ثالثاً، داعش وعصابات الشوارع يمارسون العنف والإجرام على نطاق واسع. وعلى غرار عصابات الشوارع، ينشر داعش أعمال العنف المتطرف من أجل تعزيز سمعة الجماعة، واستعراض الهيمنة على الخصوم، وترهيب السكان المحليين والحفاظ على حدود الأقاليم. وتمشياً مع ممارسات العصابات الإجرامية الموجهة نحو الربح، يستخدم داعش أيضاً العنف لتعليق موارده المدرة للدخل مثل حقول النفط والخطف مقابل الفدية والإتجار بالبشر.

رابعاً، إستغلال النساء. مثل العصابات الإجرامية، يستغل داعش النساء، من طريق الاعتداء الجنسي العام أو من خلال "تزويجهن " لمقاتلين لاستخدامهم كرقيق وخدم في المنازل. وفي هذا المجال يرتكب داعش عنفاً واستغلالاً جنسياً أكثر تطرفاً من العصابات الإجرامية.

وأقر الباحثون وصانعو القرار والقائمون على إنفاذ القانون بوجود صلة بين الإرهاب بدافع المثل الدينية أو السياسية والجريمة التي يحفزها الربح.