الجمعة 17 نوفمبر 2017 / 10:56

صحف عربية: مساع دولية لتحجيم حزب الله

24 - معتز أحمد إبراهيم

أثار قرار السعودية تجميد حسابات المتهمين بالفساد ردود فعل واسعة على الساحة السياسية، فيما كشفت مصادر سياسية لبناينة أن الرئيس ميشيل عون اعتبر أن الأزمة التي ولدتها استقالة سعد الحريري بطريقها إلى الحل.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، تجري الرياض مشاورات دولية لتحجيم حزب الله، فيما أظهر إخوان الجزائر رغبة في استنساخ نموذج أردوغان السياسي.

السعودية واتهامات الفساد
وفي التفاصيل، جمدت الحكومة السعودية حسابات التداول في سوق الأسهم الخاصة بالأشخاص الذين تم احتجازهم، أو التحقيق معهم بعد اتهامهم في حملة مكافحة الفساد. وأشارت مصادر إعلامية لصحيفة الحياة إلى أن الهيئة السعودية لسوق المال طلبت تعليق حسابات أمراء ورجال أعمال، ما جعلهم غير قادرين على شراء الأسهم أو بيعها أو التداول فيها.

وقالت الصحيفة إن مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما)، جمدت الأسبوع الماضي الحسابات الشخصية للموقوفين، وليس حسابات الشركات التي يملكونها أو يديرونها.

ونقلت الحياة تحذير النيابة العامة السعودية من "المتاجرة بالوظيفة العامة" واستغلال النفوذ والمنصب الوظيفي لتحقيق مكاسب شخصية، متوعدة بملاحقة الراشين والمرتشين المسيئين لاستخدام السلطات الإدارية والوظيفية. وأشارت الصحيفة إلى سلسلة تغريدات بثتها النيابة السعودية في حسابها على تويتر، من التورط بجرائم الوساطة أو الرشوة والمتاجرة بالوظائف العامة.

الأزمة اللبنانية
من جانب آخر، أكدت مصادر قصر بعبدا في تصريحات خاصة لصحيفة "المستقبل" اللبنانية أن "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يعتبر أن "الأزمة التي ولّدتها استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من السعودية، في بداية طريقها إلى الحل، بعد أن تمّ الاعلان بأن الحريري سيزور قريباً فرنسا ومن بعدها يعود إلى لبنان". وقالت الصحيفة إن ما وصفته بالظرف الغامض والملتبس الذي كان يعيش فيه الحريري خلال الأيام الماضية، بدأ في طريق الانجلاء.
 
وأشارت المصادر إلى أن "هذا الانجلاء بات يحصل تيجة التحرك الداخلي والديبلوماسي الذي قام به لبنان وتوّج بدعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحريري إلى زيارة باريس، وتحرّك وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان تجاه الأزمة".

كما لفتت المصادر في حديثها للصحيفة إلى أن "عون رأى أن الكرة بعد عودة الحريري ستكون في ملعبه لجهة تقديم إستقالته رسمياً أو العودة عنها، وفي ضوء ما سيبادر إليه سيكون لقصر بعبدا موقف وخطوات لإبقاء الاستقرار الداخلي، لكن المشكلة بالنسبة الى الرئيس عون هي عدم التواصل مع الحريري".

تحجيم حزب الله
من جهة أخرى، أبرزت صحيفة الشرق الأوسط إعلان مصادر فرنسية مسؤولة أن رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري سيكون في باريس، غداً. وكشف الصحيفة أن الرئيس الفرنسي سيستقبل الحريري في قصر الإليزيه. بدوره كشف وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير عن مشاورات دولية لتحجيم دور حزب الله في لبنان، وشدد على ضرورة نزع سلاح الحزب من أجل استقرار لبنان.

ونقلت الصحيفة عن الجبير قوله إن هناك "مشاورات وتنسيقاً دولياً من شأنه أن يعيد للبنان سيادته، ويحجم الدور السلبي الذي يقوم به (حزب الله)".

وأشارت الشرق الأوسط إلى دقة المشهد السياسي في لبنان ورفض الغرب السياسات التي تنتهجها إيران، مستشدة بالتصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الفرنسي والذي كشف في تصريحات نقلتها الصحيفة إنه بحث مع نظيره السعودي السلوك والتصرفات الإيرانية التي تدعو للقلق، خصوصاً تدخلاتها الإقليمية ونزعتها للهيمنة.

إخوان الجزائر
وعلى صعيد آخر، أشارت صحيفة العرب في تقرير إلى ارتباط جماعة الإخوان في الجزائر بالنظام السياسي في تركيا. وقالت الصحيفة إن القيادات الإخوانية الجزائرية تتعلق بالتجربة الأردوغانية في تركيا، وتعتبرها بمثابة النموذج الناجح، الذي يتوجب انتهاجه في برامجهم السياسية والانتخابية. وأشارت العرب إلى أن السياسات التي تنتهجها جماعة الإخوان في الجزائر تطرح مسألة الولاء في الجزائر، وهل هو للمرجعية الوطنية، أم للمراكز الراعية لجماعة الإخوان مثل تركيا وقطر.

وكشف الصحيفة عن وجود دلائل تتمثل في صور وتسجيلات، نقلت من أحد التجمعات الانتخابية الجزائرية الإخوانية تظهر تأثر حمس بالنموذج الإخواني في تركيا. ولفتت العرب إلى أن التجمع الشعبي المذكور حمل شعارات ورايات غير جزائرية، تضمنت صوراً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في سابقة هي الأولى من نوعها في مسار الحركة الإخوانية الجزائرية.

ونقلت العرب عن مراقبين للشأن الجزائري قولهم أن ازدواج الخطاب السياسي، يعتبر أحد مقومات نهج التيار الإخواني في الجزائر، لأن القفز من قارب الموالاة السياسية الداعمة للسلطة في 2011، لم يكن وليد قناعات حول قطيعة مع السلطة بسبب تنافر سياسي، بل كان من أجل ترصّد فرصة ممكنة قد تتيحها لهم موجة الربيع العربي في الجزائر. وقالت الصحيفة أن هذا يحصل أسوة بما حصل في تونس ومصر، وهو ما لم يتحقق.