جندي يحمل صاروخاً على كتفه. (أرشيف)
جندي يحمل صاروخاً على كتفه. (أرشيف)
الأحد 19 نوفمبر 2017 / 13:34

الصاروخ الحوثي...لماذا تخاطر طهران بمواجهة مباشرة مع الرياض؟

تعتقد الحكومة السعودية والبنتاغون أن إيران كانت وراء إطلاق صاروخ على مطار الرياض الدولي، رغم نفي بعض المسؤولين الإيرانيين تورطهم فيه.

أجندة التوسع الإيراني بقيادة الجناح المتشدد ضمن الحكومة الإيرانية، قد تعززت بعد نجاح إيران في إبقاء الرئيس السوري في السلطة، وفي تعميق نفوذها في إيران بفضل قوات الحرس الثوري الإيراني

 وبرأي جنييف عبدو، باحثة مقيمة لدى "مركز أتلانتيك"، ومؤلفة كتاب" الطائفية الجديدة: الانتفاضات العربية وانبعاث جديد للانقسام الشيعي – السني"، يتركز معظم النقاش عن دعم طهران للهجوم الصاروخي الذي شنه الحوثيون نحو الرياض، قبل أسبوع، على رد عسكري انتقامي محتمل من قبل السعودية.

ولكن بحسب عبدو، يتم تجاهل سؤال واضح يتعلق بسبب إقدام طهران، الداعم السياسي والعسكري الرئيسي للحوثيين، على المخاطرة بمواجهة مباشرة مع عدوها الرئيسي، من أجل الحصول على مكسب استراتيجي في اليمن.

وقد أدلى الجنرال جيفري هاريغان، وهو يشرف على القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية في قطر، ضمن مؤتمر صحفي عقده في دبي، إن تحقيقاً يجري الآن لمعرفة كيف تم تهريب الصاروخ إلى اليمن. ومضى وزير الخارجية السعودي، عبد الله الجبير، أبعد من ذلك ليصف انطلاق الصاروخ بمثابة "عمل من أعمال الحرب".

توسيع المساعدة
وتلفت الباحثة إلى توسيع طهران مدى دعمها العسكري والسياسي للحوثيين في اليمن منذ 2015، عندما انقلبوا على حكومة الرئيس عبد منصور هادي. ومن الناحية الظاهرية، يبدو لا أهمية لذلك الدعم، لأنه، على خلاف مأموري إيران في الشرق الأوسط، وخاصة حزب الله في لبنان، يوفر اليمن القليل من المكاسب لطهران. إذن لم تقبل الحكومة الإيرانية وجهازها العسكري على تلك المقامرة؟

أجندة عسكرية
وتقول عبدو إنه بالرغم من تأسيس السياسة الخارجية لإيران، منذ الثورة الإسلامية في 1979، على توسيع نفوذها في العالم العربي، لم يكن اليمن تاريخياً جزءاً من تلك الأجندة العسكرية، رغم استخدام القوة الناعمة على أراضيه. ومن ثم ساعدت طهران الحوثيين على قلب حكومة الرئيس هادي في 2015، لأن الفرصة سنحت لها.

عوامل أخرى

ولكن، بحسب الباحثة، ثمة عوامل أخرى من وراء التخندق الإيراني في اليمن. فإن أجندة التوسع الإيراني بقيادة الجناح المتشدد ضمن الحكومة الإيرانية، قد تعززت بعد نجاح إيران في إبقاء الرئيس السوري في السلطة، وفي تعميق نفوذها في إيران بفضل قوات الحرس الثوري الإيراني.

وجاء أوضح دليل على دعم إيران للحوثيين في اليمن عبر ما قاله أخيراً علي أكبر ولايتي، مستشار مقرب من المرشد الأعلى في إيران، آية الله علي خامنئي. فقد اعتبر ولايتي أن" الحوثيين يقودون حركة مباركة لتحرير أرضهم من معتدين خارجيين، كما فعل حزب الله في لبنان".

وتوقعت صحيفة "كيهان" المتشددة، والتي تعكس وجهات نظر خامنئي، أن الهدف الثاني للحوثيين سيكون في الإمارات العربية المتحدة. وجاء عنوان الصحيفة الإيرانية: "صاروخ أنصار الله يضرب الرياض، والهدف الثاني، دبي".

تأكيد ثانٍ
وتلفت الباحثة لما نشرته صحيفة "الأخبار" اللبنانية، بقلم كاتبها الأبرز إبراهيم الأمين، والذي تربطه علاقات قوية بحزب الله أن" الحوثيين لا ينكرون صلاتهم بإيران".

ومن جانب آخر، لم تعد إيران تخفي أجندتها الساعية لتوسيع المد الشيعي عشية حركات الربيع العربي. وعلاوة عليه، يرى مسؤولو الحرس الثوري الإيراني، أن واجبهم الديني يحتم عليهم مقاومة ما يسمونه "التكفيريين"، وهو تعبير يستخدم لوصف إيديولوجية تنظيمات جهادية.

ولكن، كما تشير عبدو، أثبتت وثائق خاصة بزعيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، ونشرتها مؤخراً سي آي أي، علاقة طهران الوثيقة بالقاعدة، وتقديم كل أشكال الدعم للتنظيم المتطرف لكي يستهدف السعودية ومصالح أمريكية.