الإثنين 20 نوفمبر 2017 / 08:32

رسالة عربية واضحة لإيران

افتتاحية الخليج

الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي عقد في القاهرة، أمس، كان ضرورياً من أجل وضع الدول العربية أمام مسؤولياتها الوطنية والقومية، بعدما بلغ التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية حدوداً لم يعد بالإمكان السكوت، أو التغاضي عنها، حيث أخذ هذا التدخل يضرب في صميم أمن الدول العربية، خصوصاً أمن دول الخليج العربي. وكان ذروة ذلك إطلاق صاروخ بالستي حوثي - إيراني على مدينة الرياض السعودية قبل أيام، ثم تبعه تفجير أنبوب نفط في البحرين.

الكلام الذي قاله وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ومن بعده وزير خارجية البحرين، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب، يؤكد مدى الخطر الذي يشكله النظام الإيراني، وأذرعه العسكرية في المنطقة، من ميليشيات، وأحزاب، وجماعات مسلحة، ويعكس حرص دول الخليج على العمل العربي الجماعي لمواجهة هذا الخطر، لما يشكله من تهديد للأمن القومي العربي، بعدما بات يدق أبواب أكثر من عاصمة عربية، ويهدد أمنها، واستقرارها، وسيادتها.

البيان الختامي للاجتماع أكد الموقف الجماعي العربي بالتضامن الكامل مع السعودية وتأييد كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها القومي، كما حذر إيران من مغبة استمرارها في التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وذلك تفاعلاً مع وزير خارجية السعودية عادل الجبير الذي رفع الصوت عالياً داعياً للوقوف بجدية ضد الممارسات الإيرانية، لأن السكوت عن هذه الممارسات سوف يشجع طهران على المضي في سلوكها العدواني، ولن يجعل أية عاصمة عربية بمنأى عن صواريخها، فهو أراد أن يضع كل العرب أمام مسؤوليتهم التاريخية، لأن الصمت، أو التنديد، والاستنكار، ليست الوسيلة المجدية التي تضع حداً للتدخلات الإيرانية، وبالتالي لا بد من عمل جدي جماعي يوقف إيران عند حدها، كما يوقف غطرستها المتمادية، إذ لا بد أن تدرك أنها لن تكون بمأمن من العقاب، وأن أذرعها التي تعمل تخريباً في الليل والنهار سوف تلقى المصير نفسه، لأن المنطقة لا تستطيع تحمل تهديد وجودي صار واقعاً. لذلك كان البيان واضحاً في دعوة طهران لوقف دعم ميليشيات الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان، والتوقف عن إثارة القلاقل في البحرين والالتزام بتطبيق سياسة حسن الجوار.

ولعل تأكيد البيان على تكليف المجموعة العربية في الأمم المتحدة بإجراء الاتصالات اللازمة لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التهديدات الإيرانية لدول المنطقة بداية تحرك عربي جاد لمحاصرة إيران سياسياً وعزلها مجدداً عن العالم لأن تجاوزاتها تمثل خروجاً على أسس العلاقات الدولية.

اجتماع وزراء الخارجية العرب اختبار للجدية، واستعادة للوعي العربي في مواجهة المخاطر التي تهدد أمنهم، ويشكل مضمون البيان رسالة واضحة لإيران لعلها ترعوي وتتراجع وتعيد حساباتها.