المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي في حفل تخريج طلاب.(أرشيف)
المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي في حفل تخريج طلاب.(أرشيف)
الإثنين 20 نوفمبر 2017 / 13:17

بغضّ النظر عن الثرثرة ... إيران تهرب من مواجهة أمريكا

تطرّق الكاتب في موقع "إيران نيوز أبدايت" بورانغ نوفاك إلى الخطابات السياسية والإعلامية في إيران والتي تتوجّه بالتهديدات إلى الأمريكيين. على هذه الظاهرة، يعلّق نوفاك كاتباً أنّ إيران كانت دوماً مليئة بالثرثرة في ما يتعلّق ببياناتها ضدّ الولايات المتحدة. لكن على الرغم من ذلك، إذا تعمّق المراقبون في البحث بغض النظر عمّا يقال، فسيجدون أنّ إيران لا تريد مواجهة عسكريّة مع الأمريكيين وهي ترغب في تفادي ذلك بأي كلفة ممكنة.

ثمة رأي آخر يقول إنّ النظام في إيران يريد البدء باتخاذ خطوات تبعده عن نشاطات مستفزّة قد تؤدي إلى المواجهة

 وبما أنّ التوتر بين الولايات المتحدة وإيران يتزايد، يبدو أن التدخل العسكري الأمريكي يمكن أن يكون حقيقة فعليّة. لقد أبرز المرشد الإيراني علي خامنئي هذا التوجه في خطابات حديثة وتمّ تبني سياسات لا تؤدي في نهاية المطاف إلى إطلاق شرارة الحرب مع واشنطن. كان هنالك حديث حول إعادة فرض الولايات المتحدة عقوبات قاسية على الاقتصاد الإيراني، بينما نصح كثر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بألّا يفعل ذلك لأنّ فرض العقوبات كان سيطلق الحرب. وبما أنّ تطوير الإيرانيين لبرنامج الصواريخ البالستية كان مستمرّاً، فإنّ فرص اندلاع الحرب ستزداد. من جهة ثانية، كان يمكن أيضاً للإيرانيين أن يسرّعوا هذا البرنامج لو أعيد فرض العقوبات عليهم.

خامنئي لا يصعّد
يشير نوفاك إلى أنّه منتصف الشهر الماضي، أعلن ترامب أنّ استراتيجيته الجديدة تجاه إيران ستعتمد المواجهة بينما ردّ المرشد الإيراني بأنّ المواجهة لن تحصل. وأضاف خامنئي أنّه يمكن أن ينتج عن كلام ترامب بعض المسائل، من هنا، يجب على إيران أن تكون "حذرة". لقد بدا المرشد الإيراني متأكداً من أنّ الحرب لن تقع. يُحتمل أن يكون هذا مبنياً على معرفته بأنّ ذلك سيكون مكلفاً جداً بالنسبة إلى الولايات المتحدة. لكنّ الكاتب يلفت النظر إلى رأي آخر يقول إنّ النظام في إيران يريد البدء باتخاذ خطوات تبعده عن نشاطات مستفزّة قد تؤدي إلى المواجهة.

جعفري ملتزم بتوجيهات خامنئي

يكتب نوفاك عن أنّ الرأي الأخير قد يكون السبب الحقيقي وراء كلام خامنئي. فقائد الحرس الثوري محمّد علي جعفري قال منذ بضعة أسابيع إنّ صواريخ إيران البالستية ستكون محدودة ضمن مدى 2000 كيلومتر. وأكّد جعفري أنّ هذا كان قرار خامنئي مشيراً إلى أنّه على الرغم من احتمال توسيع هذا المدى في المستقبل، تبقى مسافة 2000 كيلومتر كافية "إلى الآن". والبرنامج الصاروخي الإيراني هو واحد من أكبر المشاكل بالنسبة للولايات المتحدة مع طهران. لكن إذا التزمت إيران بكلامها الأخير فهذا يعني أنّ هنالك نقطة توتر أقل بين الدولتين.

ماذا عن الأوروبيين؟
يضيف الكاتب مسألة أخرى تتعلق بمصلحة إيران في الابتعاد عن التصعيد في وقت بدأ المسؤولون في الاتحاد الأوروبي يتشدّدون في خطاباتهم ضد البرنامج البالستي الإيراني، إذ كان هنالك احتمال جدّيّ لاعتماد أوروبا مقاربة أكثر عدائيّة بكثير تجاه هذا الملف. من هنا، يمكن للموقف الإيراني المهادن أن يوقف الاتحاد عن فرض عقوبات على إيران بسبب البرنامج الصاروخي. من ناحية ثانية، يقدّم المسؤولون الأوروبيون حوافز اقتصادية إيجابية على مستوى التجارة، لذلك، سيكون مهمّاً لإيران ألّا تخسر هذه الحوافز.

التلميح الأمريكي حول الانتقال السياسي

يتابع الكاتب مشيراً إلى أنّ ترامب تحدّث عن شعب إيران الذي يعاني جداً تحت حكم النظام. وفي 2009، كان هذا النظام على وشك السقوط تحت ضغط الشعب الذي شارك في المظاهرات ضدّه، وما زال خطر اندلاع مظاهرات شبيهة قائماً. ولمّحت إدارة ترامب إلى الانتقال السلمي في القيادة داخل إيران، لذلك، إذا دعمت الإدارة الشعب الإيراني فسيسقط النظام بشكل نهائي.