الثلاثاء 21 نوفمبر 2017 / 10:20

الشرق الأوسط ومستنقع الإرهاب

سلطان حميد الجسمي - الخليج

بفضل قوى الشر الإقليمية والعالمية يعيش الشرق الأوسط في مستنقع عارم، وخطير من الإرهاب، وللأسف، فإن بعض الدول العربية على قائمة الدول التي تنتشر فيها المنظمات الإرهابية، مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن، والتي هي الضحية الكبرى لطغيان قوى الشر.

حصيلة سوريا من هذا الإرهاب هو أكثر من 15 مليون سوري نتيجة الصراع القائم منذ سبع سنوات، من قتلى، وجرحى، ونازحين، ولاجئين، ومهاجرين، جعلت من سوريا مستنقعاً للإرهاب، ووكراً للمنظمات الإرهابية، ومرتعاً لولادة المنظمات الإرهابية، وملجأ لكل مجرم وإرهابي خارج عن القانون، وفارّ من وطنه، ويعود كل ذلك إلى النزاع الدموي غير الإنساني الذي يطحن سوريا طحناً.

للأسف، أصبحت سوريا بعد تطور الأمور فيها إلى نزاع بين أطراف مشاركة في الحرب محوراً لتلاقي كل قوى الشر والاستخبارات في العالم، ومنظمات إرهابية تشارك في عمليات إرهابية داخل سوريا، وخارجها، للسيطرة على بوابة الشرق الأوسط، وخدمة مشاريع قوى إقليمية تسعى للهيمنة على الدول العربية.

ومن سوريا، إلى مهد العروبة، اليمن الشقيقة التي لها حصيلة من مستنقع الإرهاب الذي تبنته إيران والحوثي والمخلوع صالح و"حزب الله"، وقوى الشر، فما كان منهم إلا أن ضربوا عسكرياً حدود السعودية من نجران، واستشهد من نجران مدنيون، وبعدها انقلبوا على الشرعية، واستحوذوا على مؤسسات الدولة، ونهبوا الثروات، وقتلوا الشعب اليمني الشقيق، إلا أن السعودية، ودول التحالف لم تسمح باستمرار ذلك، فأعادت للشعب اليمني شرعيته وكرامته كبقية شعوب العالم، إلا أن التصعيد الإيراني والحوثي يؤجج الحرب، ويقف أمام عملية السلام في اليمن.

وفي بلاد الفرات، تم غزو العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل، ووعود الديمقراطية الزائفة، وبعد الاحتلال الأمريكي تحول العراق إلى مستنقع ملطخ بالإرهاب، بكل أساليبه، وأصبح محرقة لقتل العراقيين منذ 2003 إلى يومنا هذا، إذ لا يمر يوم إلا ويستشهد فيه عراقي جراء السيارات المفخخة، أو التفجيرات، وعانى العراق من منظمات إرهابية، وتدخلات دول كإيران، جعلت من نفسها دولة داخل دولة، وبنت قواعد، وأقامت وجوداً عسكرياً، إضافة إلى استخبارات الدول الغربية، وتم نهب الثروات النفطية للشعب العراقي، وتشريد وقتل المدنيين، وزرع الخوف والذعر بينهم، ودفعت مليارات الدولارات لتدمير العراق من قبل قوى الشر.

وفي ليبيا، أرض الأحرار، حولتها المنظمات الإرهابية وقوى الشر إلى ساحة قتال وتصفية حسابات، ووكر للاستخبارات الأجنبية، حيث لم تشهد ليبيا الأمن والأمان منذ اشتعال الصراع فيها، وفي سياق خطر آخر أصبحت ليبيا قاعدة إرهابية لضرب جيرانها، مثل مصر، بواسطة المنظمات الإرهابية، وقوى الشر، وأصبح اللاجئون الليبيون يواجهون الموت كل يوم وهم يبحرون في البحر المتوسط في زوارق الموت، ليهربوا، ويهاجروا إلى أوروبا حيث لا يصل البعض إلا ميتاً، أو يلحق بهم خفر السواحل ويعيدوهم إلى بلادهم بعد رحلة عناء، وقهر، وحرمان.

تشهد منطقة الشرق الأوسط بفضل قوى الشر والدول الغاشمة التي احتضنت الإرهاب، مثل إيران و"إسرائيل"، إرهاباً يمارس كل أشكال التدمير. وإذا شاهدنا خريطة الشرق الأوسط والحروب والنزاعات نجد أن «إسرائيل» وإيران متواجدتين فيها بكل قوة.

"حزب الله" واحد من أخطر المنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط، وقد قام ليعمل لحساب إيران من خلال تأجيج الحروب والصراعات وتدمير الاستقرار في سوريا، واليمن، ودول عربية أخرى، والقيام بالتفجيرات وإنشاء الخلايا الإرهابية، وإطلاق الصواريخ العدوانية على الدول، ومنذ سنين وهذه الميليشيا الإرهابية تتحدى المجتمع الدولي، وتمارس إرهابها العابر للحدود على مرأى من العالم، وآن اليوم أوان التصدي لها كي يهنأ الشرق الأوسط بالاستقرار.

على المجتمع الدولي العمل بجدية مع الدول التي تتصدى للإرهاب، وهي المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات، ومصر، والبحرين، ودول التحالف الإسلامي، والعمل على قطع كل وسائل دعم المنظمات الإرهابية، لأنها الخطر الأكبر الذي يتهدد الشرق الأوسط، من خلال نشر الفوضى وفرض الهيمنة، اليوم الشرق الأوسط في خطر، والإرهاب الذي سوف يخرج غداً من الشرق الأوسط إلى العالم سوف يكون أشد خطراً.

على دول العالم الوقوف كرجل واحد لمحاربة الإرهاب، وقطع دابره، وتحويل الشرق الأوسط من مستنقع إرهابي إلى واحات للخير والعطاء، يستطيع أن يعيش الإنسان فيه بكرامة، وحرية، وسعادة، واستقرار.