الرئيس الإيراني حسن روحاني.(أرشيف)
الرئيس الإيراني حسن روحاني.(أرشيف)
الثلاثاء 21 نوفمبر 2017 / 12:38

معتدلو إيران غير المعتدلين.. روحاني لم يحدث أي تغيير

أشار سوهراب أحمري، كاتب رفيع في مجلة "كومنتري" الأمريكية، إلى أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمضى أكثر من أربع سنوات في السلطة دون أن يحقق إصلاحات داخلية وعد بها، وانتخب على أساسها في عام 2013، ومن ثم أعيد انتخابه، في بداية العام الجاري.

ليس هناك داخل النظام الإيراني، ليبراليون ولا أصدقاء للغرب

ويقول أحمري أن تلك التعهدات أكسبته تأييد الطبقة العلمانية المتوسطة من الإيرانيين، فضلاً عن استحسان الغرب. ولكن الإيرانيين ليسوا أكثر حرية مما كانوا عليه قبل أربع سنوات، وما زالت الجمهورية الإسلامية هي الدولة الأمنية نفسها التي كانت عليها دوماً.

وتبعاً له، كان فوز روحاني، عبر صناديق الانتخاب، كافياً لمنح النظام الإيراني سمعة مقبولة نوعا ما، ولتخفيف حدة السخط المتنامي، ولكنها لم تكن كافية لإحداث أي تغيير ذي معنى.

تضارب
وبحسب الكاتب، قدم المدافعون نظرية جديدة لتفسير هذا التضارب بين الخطاب والواقع. وتقول تلك النظرية إنه تحت الضغط من قبل بعض حلفائه، حاول روحاني إبعاد نفسه عن الإصلاحيين داخل النظام فيما سعى لاسترضاء فصيل المتشددين فيه. وبحسب وجهة النظر هذه، تأتي" نقلة روحاني نحو اليمين"، رغم ميوله الإصلاحية. ولكن تلك النقلة تهدف، حسب زعم حلفاء الرئيس الإيراني، لخلق وسط جديد معتدل، ومحافظ أيضاً، في السياسات الإيرانية.

ترجمة
وقدم الصحفي الإيراني سيد جعفري، يوم الإثنين الأخير، ترجمة لهذه الفكرة عبر المونيتور، موقع إلكتروني يحاول تمويه تعاطفه مع طهران. كتب أن الإصلاحيين غير سعداء بسبب" عدم إيفاء روحاني بوعوده، كتعهده بمنح النساء دوراً أبرز في المشهد السياسي الإيراني، و"للتخلص من الجو الأمني المهيمن على الجامعات الإيرانية، وخلق بيئة أكثر انفتاحاً".

ونقل جعفري عن وزير سابق في حكومة خاتمي ( 2005-1997)، قوله إن "روحاني أذكى من أن ينتقل إلى اليمين، لأنه يعرف أنه إن فعل ذلك، فهو لن يكسب شيئاً. وعوضاً عنه، سيفقد شعبيته، ويفترض بروحاني توخي الحذر".

نقاش داخلي
ولكن، بحسب أحمري، انتصرت أصوات أخرى، قادها محمود فائزي، رئيس هيئة موظفي روحاني، وسيطرت على النقاش الداخلي، وأقنعت الرئيس برفض الإصلاحات.

وكما قال بايام فازلينجاد، إيديولوجي بارز مع الفصيل المتشدد في النظام، وباحث لدى صحيفة كيهان (والتي يمثل مدير تحريرها ممثل المرشد الأعلى في الإعلام الإيراني): "روحاني شخصية محافظة، وهو، في الواقع، من مؤسسي التيار المحافظ في إيران". وأضاف فائزي: "تبعاً له، روحاني أقرب من الجناح اليميني والتيارات المحافظة في إيران، وهو مسبب رئيسي لسيطرة المحافظين على السياسات الإيرانية".

إدراك حقائق
ويقول الكاتب إن ما بات يعرف عن ميل روحاني للمحافظين في النظام الإيراني، يعني أن الولايات المتحدة وحلفاءها يجب أن يدركوا ماهية  الجمهورية الإسلامية، وليس كما يتمنون لها أن تكون. وبعد مرور أربعين عاماً على تأسيس النظام الإيراني، يبدو اليوم أكثر تماسكاً فكرياً وتوحداً، مما يوحيه مظهر التناحر بين نخبه الحاكمة. فليس هناك داخل النظام الإيراني، ليبراليون ولا أصدقاء للغرب.

ولكن برأي الكاتب، من المؤسف أن الآمال لا زالت كبيرة، في واشنطن وأكثر في بروكسل، بنجاح الإصلاحيين في إيران بتحقيق أهدافهم في تعديل سياسات داخلية وخارجية تصب في صالح الشعب الإيراني والعالم.