سد النهضة.(أرشيف)
سد النهضة.(أرشيف)
الثلاثاء 21 نوفمبر 2017 / 15:04

قطر تموّل السد الأثيوبي لتأجيج التوتر مع مصر

24- زياد الأشقر

كتب محمد عسال في موقع "تسفا نيو" الأريتري أن الحكومة القطرية تواصل دورها البغيض في تمويل وتحريض أثيوبيا والسودان على تصعيد الأزمة مع مصر عن طريق عقد اجتماعات مع رئيس الوزراء الأثيوبي ووزير الدفاع، وكذلك مع الرئيس السوداني والمسؤولين السودانيين، بالتزامن مع اجتماع اللجنة الوطنية الثلاثية في القاهرة الأحد.

وقلق المصريون التأثير السلبي للسد على حصتهم التاريخية من مياه النيل التي تصل إلى 55.5 مليار متر مكعب وفقاً لاتفاقهم التاريخي مع السودان عام 1959

وقال إن رئيس الوزراء الأثيوبي هيلا مريام ديسالينغه توجه إلى الدوحة الإثنين مباشرة بعدما أخفقت اللجنة الوطنية الثلاثية خلال اجتماع القاهرة في الموافقة على تقرير الدراسات الأولية حول التأثير الإقليمي لسد النهضة الكبير في أثيوبيا. وقد دعا أمير قطر تميم بن حمد رئيس الوزراء الأثيوبي لمناقشة وسائل تعزيز العلاقات الثنائية وتوطيدها بين البلدين في محاولة لإقناع أثيوبيا بتصعيد الأزمة مع مصر.

تمويل النهضة

وأضاف أن الزيارة تأتي في سياق متابعة قطر أجنداتها السياسية لتقويض الأمن والاستقرار المصريين. وكشف مصدر قطري معارض لصحيفة "المصري اليوم"، أن النقاش تناول خلال الزيارة قضية تمويل سد النهضة. وفي الوقت نفسه، استقبل الرئيس السوداني وزير المال القطري علي شريف العمادي والسفير القطري في السودان رشيد بن حميد النعيمي لمناقشة تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين.
     
وإلى ذلك، اجتمع وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية مع نظيره الأثيوبي سيراج فيغيسا، لمناقشة المجالات الدفاعية والعسكرية ووسائل تعزيزها وتطويرها، فضلاً عن تبادل الخبرات والتدريب العسكري. واستضافت القاهرة الجولة ال17 من اجتماعات اللجنة الثلاثية الوطنية الأحد، التي حضرها وزراء الري لدول حوض النيل الثلاث. وتهدف اللجنة إلى التوصل إلى توافق حول التقرير التمهيدي الذي أعدته شركتان فرنسيتان هما "بي آر إل" و"آرترليا" في شأن دراستهما الفنية حول تأثير السد المحتمل على مصر والسودان وفقاً لما ذكره وزير الري المصري محمد عبد العاطي. وكان من المقرر أن تبدأ الدراسات في آواخر 2016، لكن ذلك يتطلب توافقاً بين الدول الثلاث قبل ذلك. وقال عبد العاطي إن مصر تقبل نتائج التقرير، لكن الأثيوبيين والسودانيين لم يقبلوا به وطالبوا بإجراء تعديلات. وأوقفت مصر كل المفاوضات وقالت إن كل القرارات المستقبلية ستكون بين يدي الحكومة.

السودان  
وأشار إلى أن السودان عارض أول الأمر بناء السد لكنه بدا في الفترة الأخيرة وكأنه قد عدل عن هذه الفكرة. وربما حصل ذلك لأن السودان وافق على شراء الكهرباء من السد، بينما أعلن البلدان أنهما اتفقا على التعاون على إقامة منطقة للتجارة الحرة. وقال رئيس دائرة المصادر الطبيعية في مركز الدراسات الأفريقية في جامعة القاهرة عباس شكري في مقابلة الإثنين، إنه كان يتعين على مصر، رفع اعتراضاتها إلى الأمم المتحدة لا سيما أن أعمال البناء كانت قد بدأت بالفعل. وأضاف أن ذلك لن يعرقل المفاوضات مع أثيوبيا. ولفت إلى أن أثيوبيا لم تتبنَ دراسات صحيحة عندما بنت السد، وأن فرص انهياره قائمة مما سيغرق السودان. وسبق لمصر أن أبدت القلق حول التأخيرات الجارية في قبول الدراسات الفنية، إذا أخذنا في الاعتبار أن أثيوبيا تواصل بناء السد. ويقلق المصريون التأثير السلبي للسد على حصتهم التاريخية من مياه النيل التي تصل إلى 55.5 مليار متر مكعب وفقاً لاتفاقهم التاريخي مع السودان عام 1959. وفي نيسان (أبريل) 2011 بدأت أثيوبيا بناء سد النهضة على النيل الأزرق، أحد المصادر الرئيسية لدلتا النيل في مصر.