تعبيرية (ذي دايلي بيست"
تعبيرية (ذي دايلي بيست"
الثلاثاء 21 نوفمبر 2017 / 14:56

عراقيون زرعوا مواداً إباحية بين الدواعش ثم ضللوهم على الطريقة الروسية

24 - إعداد: محمود غزيّل

ارتأت مجموعة من القراصنة العراقيين أن بامكانهم النجاح بالمعارك الإلكترونية ضد تنظيم داعش والتسبب بأضرار بالغة أكبر مما يمكن أن تقوم به الأجهزة الحكومية، وبحسب المعلومات المتوفرة، يبدو أنهم في نجاح مستمر.

هذا ما عسكته تقارير صحافية أجنبية عن عمل المجموعة العراقية التي تطلق على نفسها اسم "داعشغرام"، مزجاُ ما بين كلمتي داعش وإنستغرام.

فبحسب تقرير نشره موقع "ذي دايلي بيست" الإلكتروني اليوم الثلاثاء، فإن هذه المجموعة المؤلفة من 6 أشخاص تستخدم القوانين الروسية، التي اشتهرت في الفترة الأخيرة في عدد من البلدان الأوروبية، ولكن هذه المرة ضد تنظيم داعش من دون أي مساعدة من موسكو أو غيرها من الدول، إذ لجأوا إلى الحسابات المزيفة على منصات التواصل الإجتماعي من أجل نشر وبث الأخبار الملفقة من أجل هز عرش الخلافة المزعومة وفي نهاية الأمر تدمير كل ما يعتمد عليه الدواعش على الإنترنت.



وبحسب تفاصيل المعطاة، فإن 4 أشخاص من أصل 6 في المجموعة يعملون في مجال تقنية المعلومات والحماية الرقمية، فيما الخامس يعمل في مجال الهندسة والسادس طالب، وجميعهم يعملون في العراق ولكن "هوايتهم" في محاربة داعش لا تزال مخفية عن أفراد عائلاتهم وأصدقائهم.

ومع استمرار تراجع نفوذ التنظيم وخسارة مقاتليه الأراضي التي كان يحتلها، لم يتبق للدواعش سوى منصات التواصل من أجل التحرك من خلالها وشحذ الهمم، فلم ير ندى وأحمد وباقي أفراد المجموعة سوى التغلغل بين الدواعش لنشر الفوضى وجعلهم يتخبطون بما يحصلون عليه من أنباء.



ومع تكاتف الدول الغربية للضغط على منصات تبادل المعلومات مثل فيس بوك وتويتر ويوتيوب من أجل إزالة المحتوى المتطرف، اختار الدواعش استغلال القنوات التي من شأنها حماية المستخدمين من أجل تبادل المعلومات المتطرفة والمخططات الإرهابية، ووجدوا ملاذاً واحداً من أشهر تطبيقات المحادثات المشفرة "تيليغرام".

وتقول ندى إن المجموعة التي تشكلت العام الماضي، وجدت أن الطريقة الأمثل ستكون باختراق المجموعات المتواجدة على التطبيق "بدأنا بمراقبة المحادثات وتبادل الرسائل على أساس أننا أعضاء من التنظيم.. درسنا سلوك الأعضاء واستخدمنا اللغة والتعابير المستخدمة كما استخلصنا بعض قواعد العمل داخل تلك المجموعات".



ويفيد أحمد بأن هناك دائماً خطراً يترصد حياتهم، على الأقل من جهتين، الأولى وتظهر بالتهديدات التي يتلقونها من قبل الدواعش والخطر الثاني يكمن بقيام السلطات العراقية أو أي جهاز أمني رسمي باعتقالهم أو إدانتهم على أنهم من الدواعش "نحن نتشبه بهم.. نتحدث بلغتهم.. فليس غريباً الاعتقاد بأننا من الجهاديين" ولكنه يعود ويؤكد أن المجموعة اتخذت الحماية المطلوبة على شبكة الانترنت.



وعسكت جهود "داعشغرام" في بدايتها ردود أفعال غاضبة مع قيامهم بنشر تصميمات لصور إباحية تعلن إقامة ولاية إعلامية جديدة في "الدولة الإسلامية" وتدعى "ولاية الخير"، ويقوم هذا الجهاز على فكرة نشر تصميم لصور مشابهة تلك التي يقوم داعش بنشرها بين مناصريه وبنفس الجودة العالية، وتلفت ندى "أردنا أن نخلق مواداً بصرية لأخبار مزيفة، لن يشكك الدواعش بها وسيقومون بإعادة نشرها وتعميمها بين المناصرين".

ويزعم أعضاء المجموعة أنهم استطاعوا إيهام العديد من المناصرين والمتابعين لأخبار التنظيم عن تعرض موقع "أعماق"، الذراع الإعلامية للتظيم، للقرصنة من قبل مجموعة مجهولة، الأمر الذي أربك عدد كبير من المتابعين. وهذا لم يحصل سوى عن طريق نشر فيديو، تم تصميمه بعناية وتقنية متقدمة، جعل القائمين على المنتديات والمجموعات على تلغرام يشككون بكل ما يصدر من "أعماق" خلال الأيام التي تلت هذه الحادثة.



ومع نجاح هذه العملية، باتت شغل "داعشغرام" الأكبر، هو إعادة تصميم المواد البصرية والصور والإعلانات ولكن بإضافة معلومات مضللة وغير صحيحة بحيث يصبح من المستحيل الشك بأن ما ينتشر على منصات التواصل الإجتماعي هو مزيف ولا يمت للحقيقة بصلة.

وفي خضم الحرب الضخمة ضد الخلافة المزعومة، فإن أي انتصار في المعارك على داعش يساهم بالقضاء النهائي على الجسم الإرهابي المتطرف.