الثلاثاء 21 نوفمبر 2017 / 17:23

الحمادي: الحروب والنزاعات في المنطقة ألقت بظلالها على الأمن والاستقرار العالميين

قال وزير التربية والتعليم الإماراتي حسين إبراهيم الحمادي في كلمته الافتتاحية لقمة أقدر العالمية: "إننا نريد مجتمعات محبة للسلام، محبة للتعايش والتسامح، نتطلع لحياة أفضل للجميع أساسها المودة والاحترام، رسالة الإمارات إنسانية استثنائية ملهمة في معانيها والتزامها ودعوتها بالتطلع إلى غد عنوانه التفاؤل والأمل والسعادة، كما أرادها ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في رسالته هذه عميقة الدلالات والمعاني والرؤية".

وأضاف "منذ أيام وجهت دولة الإمارات وتحديداً من عاصمتها أبوظبي من خلال معلم إنساني عالمي "اللوفر أبوظبي" ومن تحت قبة من النور، رسالة مهمة تدعو فيها إلى بناء جسور من التواصل بين شعوب العالم، وتعزيز دور الثقافة لتكون منبراً يوحد الجميع على الخير ونشر السلام والتسامح عبر تدشين صرح إنساني هدفه تلاقي العقول وبناء حصون المعرفة للعبور إلى عالم يتسم بالإيجابية والقيم الداعية إلى نبذ التطرف وتقويض قوى الشر الهدامة تحقيقاً لأمن وسلامة المجتمعات".

وأردف الوزير الحمادي "هذا حالنا وهذا نهجنا ومسلكنا في دولة الإمارات الذي رسمته القيادة الرشيدة وهي تستشرف المستقبل، وتعتبر الأخلاق والقيم والانفتاح الإنساني وتقارب المجتمعاتعماداً للأسس والعلاقات الإنسانية القوية ومبدأ أصيلاً ومفتاحاً للتنمية والرخاء والنهضة التي نتطلع إليها".

القيم المثلى
وأشار وزير التربية والتعليم الإماراتي، إلى أن مؤتمر قمة أقدر العالمية في دورته الأولى الذي ينظمه برنامج خليفة لتمكين الطلاب (أقدر) تحت شعار "تنمية العقول لازدهار الأوطان" بعنوان "دور التربية الأخلاقية في المؤسسات التعليمية إقليمياً ودولياً لمواجهة التحديات العالمية – التطرف الفكري والانحراف الأخلاقي نموذجاً"، تتجدد الرسالة التي لطالما نادت بها دولة الإمارات وعملت بموجبها على تعزيز الأسس التي عبرها نستطيع تنشئة أجيال مدركة لمسؤولياتها وتمتلك الحس الوطني وتتخذ من القيم المثلى أسلوب حياة وتعامل مع الآخرين.

ثم تقدم الوزير حسين الحمادي بالشكر إلى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الإماراتية الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، على رعايته لهذا الحدث المهم ودعمه المتواصل، كما قدم الشكر العميق إلى هيئة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والإقليمية والوطنية التي تشاركنا اليوم هذا الحدث، متطلعاً معها إلى تحقيق أهداف المؤتمر وتعزيز نواتجه في نفوس الجميع.

التربية الأخلاقية
وتابع "المؤتمر يناقش قضية مهمة وهي التربية الأخلاقية، وهنا نتساءل لماذا تشكل التربية الأخلاقية هاجساً عالمياً؟ ولماذا هذا الاهتمام المتنامي بها؟ وبكل تأكيد إن الظروف المحيطة بنا وما نتج عنها من نزاعات واشتعال نار الحروب وتفكك المجتمعات في المنطقة ألقى بظلاله على الأمن والاستقرار العالميين، ولا يخفى على أحد أن وراء ذلك أيادي خفية عابثة تسعى إلى دمار الدول وإلحاق الضرر بشعوبها حتى تسود وتحقق أطماعها ومآربها الخبيثة، لذا، فإن دورنا يكمن في أهمية مجابهة هذه المحاولات الهدامة بعقلانية ومسؤولية والتزام مجتمعي عالمي يشكل رادعاً لقوى الشر عبر التسلل بحكمة إلى عقول الشباب وتوعيتهم بالمخاطر المحيطة بهم وتهيئتهم للمستقبل كقيادات تمتلك زمام المبادرة وتصنع الفارق بمهارتها وإبداعاتها وتفكيرها الناقد".

وأضاف "نحن في دولة الإمارات، بادرنا بدورنا عبر توجيهات قيادتنا الرشيدة إلى تكريس القيم والأخلاق التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من قيم البيت الإماراتي المتأصلة فيه والذي تربى جميع أفراده عليها، فهي ليست بالشيء الغريب، ولكن إدراكاً من أهمية تعزيز السلوكيات والمنهج القويم في النشء في عالم متسارع التطور والتغير والتأثر والتأثير، وجهت القيادة الرشيدة، ممثلة بولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بأن تكون التربية الأخلاقية منهجاً دراسياً لحماية لحمة نسيجنا القائم على الدين الحنيف، وعروبتنا، وجذورنا الإماراتية".

المدرسة حاضنة الطلاب
وذكر وزير التربية والتعليم الإماراتي حسين الحمادي، أن المدرسة اليوم أصبحت الحاضنة الأساسية للطالب، فهي بمثابة المكان الذي يستوعب الطالب، ويدعمه ويعزز سلوكه السوي، ويقدمه للمجتمع بصور ناصعة، ذلك الطالب الأصيل المثالي الناضج فكرياً المعتز بهويته وانتمائه لوطنه ولقيادته، المنفتح على العالم بكل جديده النافع، ومن هذه الاعتبارات جعلنا المدرسة الإماراتية بفكرها وما تحمله من مضامين تربوية تسمو بالفكر الإنساني في مناهجها الدراسية رافداً أساسياً للطالب بالعلم والمعرفة والأخلاق الرفيعة.

تعزيز المناعة الذاتية
ونوه إلى أن قمة أقدر العالمية تجمع صفوة من أصحاب القرار التربوي والخبراء والمختصين في شؤون التعليم والمعرفة من مختلف الجهات المحلية والإقليمية والدولية، لتبادل الرؤى والخبرات وطرح التجارب الناجحة والقيمة التي تتناول قضية مهمة ترتبط بمجال الوقاية من التطرف الفكري والأخلاقي، ضمن مجموعة من المحاور والجلسات النقاشية التي تشمل الأبعاد الأمنية والتربوية والصحية، بهدف غرس القيم الفاضلة في نفوس النشء والشباب وتحصينهم وتثقيفهم لتجنب الوقوع في مصيدة الإغراءات التي تعوق تقدمهم وتهدم ذواتهم لتجعلهم متخبطين منغمسين في صراعات مع النفس والمجتمع، مضيفاً "ونحن هنا جميعاً ومن خلال هذا المحفل نسعى إلى تعزيز المناعة الذاتية لديهم لمواجهة كافة العوامل والدوافع المؤثرة على قدرات وتوجهات وميول أبنائنا".

مبادرات استثنائية
واختتم الحمادي كلمته قائلاً: "اسمحوا لي أن أعبر عن بالغ شكري لحضوركم ومساهماتكم وآرائكم النيرة عبر هذا التحالف الفكري العميق لمختصين وخبراء من جهات مختلفة جاءت إلى هنا لتضع بصمتها، وتقدم الإضافة، همها بناء جدار عالمي يتسم بالإيجابية، وينبذ ويحارب المقوضات المتمثلة في الشرارة التي يطلقها أصحاب الفكر الضآل التي تستهدف حياتنا الآمنة والمستقرة، والشكر موصول لبرنامج برنامج خليفة لتمكين الطلاب (أقدر) على إقامة هذا الحدث العالمي، ودوره الدائم عبر طرح مبادرات طموحة واستثنائية تسهم في تعزيز الأطر الأخلاقية والقيمية التي ترقى بشبابنا ومجتمعاتنا".