الأربعاء 22 نوفمبر 2017 / 09:14

تحدي الأمية

افتتاحية الخليج

بمناسبة افتتاح قمة المعرفة في دورتها الرابعة بدبي، والتي تنظمها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أطلق الزعيم العروبي الرائد والقائد العالمي الاستثنائي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مبادرة عربية حضارية جديدة لخدمة الشباب العربي من المحيط إلى الخليج، عنوانها "تحدي الأمية"، تستهدف 30 مليون شاب وطفل عربي حتى عام 2030، بالتعاون بين المؤسسة ومنظمة "اليونسكو" وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

والمبادرة كما يرجوها نائب رئيس الدولة، ستعمل على توفير مقومات التعليم لملايين الأطفال والشباب العرب، في الدول العربية، بما تتضمنه من بنى تحتية وعناصر أساسية ضرورية لانطلاق العملية التعليمية واستمراريتها، وبما يكفل تمكنها من تحقيق نتائج نوعية، ومخرجات منسجمة مع متطلبات سوق العمل، تنهض بالوضع التعليمي العربي، وبما ينعكس بطبيعة الحال على القدرة الإنتاجية في كل بلد، فبالمعرفة ترتقي الأمم وتنهض من كبوتها.

ومجدداً، يؤكد تحمله لهموم أمته، وسعيه الجاد والدؤوب إلى خلاصها من رقادها الطويل، عبر استئناف الحضارة، وتحدي القراءة العربي، ومليون مبرمج عربي، وغيرها من المبادرات المتعلقة بالصحة والعطش وإن كانت عالمية النطاق، فإن الوطن العربي يكون له نصيب فيها بطبيعة الحال، والمعونات الإنسانية التي تكفل سد احتياجات حياتية ضرورية لفئات اجتماعية عريضة، ودعم خطط التنمية في الدول محدودة الدخل، وجميعها خطوات أبسط ما يقال إنها صادرة عن زعيم مهموم بقضايا أمته، عاقد العزم على تحويل حياتها من واقع البؤس إلى حياة أكثر إنسانية، تلبي المتطلبات الضرورية للحياة.

هذه المبادرة وما سبقتها واللاحقة لها، يجب أن يكون لها صدى إيجابي ووقع مهم لدى السلطات التعليمية في الدول العربية، التي يجب أن تتلقفها بكل الحرص، وتتفاعل معها بإيجابية لأنها المستفيد الأول من نتائج التطبيق إن أخلص المسؤولون العرب النوايا، وعملوا بجدية على تسهيل تطبيق هذه المبادرات التي ستحدث ثورة حقيقية في واقع التعليم العربي، ومستويات تعليم الأطفال والشباب العرب، وترتفع بقدراتهم على التأثير في عمليات التنمية والبناء في دولهم.

ويجب أن تبادر المؤسسات الخاصة على مستوى الوطن العربي، وتدعم هذه المبادرات الخلاقة بسخاء يوازي استفادتها من نهضة مجتمعاتها، وتطورها اقتصادياً، ونشاط أسواقها وحركة التجارة الداخلية والخارجية فيها، فالمعرفة، ولغة العصر التكنولوجية، والقراءة بلا حدود ، هي سبيل الخلاص من أصفاد التخلف والجهل والمرض والعوز، وكل محبطات التطور والانطلاق إلى الآفاق الرحبة والعيش الكريم.

إن مبادرات الشيخ محمد بن راشد تنسجم على الدوام مع توجهات دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادة وحكومة ومؤسسات شعبية، لتحقيق التنمية المستدامة، عبر ترسيخ مفهوم المعرفة، ونشرها في كل المجالات، وتطبيق اقتصاد المعرفة، والتحول إلى حكومة ذكية، ومؤسسات ذكية، تخدم الشعب وتحقق له مقومات العيش الحضاري الكريم الذي ينشده ويتمناه. إنها وأخواتها مبادرات عربية في خدمة الوطن العربي الكبير والإنسانية جمعاء، تخدم العلم والمعرفة، وتستهدف إسعاد البشرية.