أمير قطر الشيخ تميم والرئيس اللبناني عون (أرشيف)
أمير قطر الشيخ تميم والرئيس اللبناني عون (أرشيف)
الخميس 23 نوفمبر 2017 / 11:27

قطر تدعم حزب الله وعون مالياً لمناهضة السعودية

كشف مصدر عن وصول دعم قطري مالي كبير لميليشيا حزب الله الإرهابية بشكل غير مباشر عن طريق حلفائه بلبنان ومن خلال جمعيات ومخيمات في الداخل اللبناني، مشيراً إلى أن رئيس الجمهورية ميشال عون تسلم قبل أسبوعين في القصر الجمهوري دعماً مالياً ضخماً مقداره 75.2 مليون ريال (20 مليون دولار)، كصفقة تتضمن توافق توجهاته مع سياسات قطر، ومناهضة السياسة الخارجية السعودية وإشعال الداخل السني في لبنان.

وقال المصدر في تصريحات إلى صحيفة "الوطن" السعودية، إن "هذا المبلغ تم تقديمه للرئيس عون كهدية ومنحة وتكريم له من جانب النظام القطري، وذلك نظير مواقفه ضد السعودية"، مبيناً أن عون لديه قناعة بأن ميليشيا حزب الله هي حزب مناهض للتيار السعودي، وأنه مع المشروع الإيراني، لافتاً إلى أن هذه العوامل باتت أبرز أسباب استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري.

وأوضح المصدر أن المبلغ المالي القطري وصل قبل أسبوعين إلى ميشال عون، عبر مندوب قطري وقام بإيصال الحقيبة التي تحوي المبالغ إلى القصر الجمهوري وتم تسليمها لعون مناولة، مضيفاً أنه بعد وصول هذا المبلغ حرض عون مباشرة على الطائفة السنية والشارع اللبناني ضد السعودية، متهماً إياها بأنها تعتقل الرئيس الحريري وأنه رهن الإقامة الجبرية.
  
وأضاف أن ميشال عون هو حليف استراتيجي لميليشيا حزب الله، وأن قطر تريد بهذه الأموال دعم الحزب بطريقة غير مباشرة، في محاولة للتضليل والبعد عن الضغوطات التي تتعرض لها بتهم تمويل الإرهاب، مبيناً أن الأموال القطرية تشمل جانبين الأول: دعم مباشر لميشال عون، والثاني دعم الحزب.

ونوه المصدر إلى أن هناك جمعيات خيرية قطرية داخل لبنان تدعمها الدوحة وتقوم بتمويل تنظيمات إرهابية تابعة للحزب، مبيناً أن من أبرز تلك الجمعيات التي تتعاون مع قطر في دعم الإرهاب بلبنان هي جمعية قطر الخيرية، ومؤسسة عيد الخيرية ومؤسسات أخرى، إضافة إلى وجود تمويل شخصي من تحت الطاولة تمارسه قطر.

وأكد المصدر أن التمويل الإيراني لميليشيا حزب الله خلال الفترة الأخيرة يعاني شحاً شديداً، بسبب العقوبات الاقتصادية على إيران، ولذا فقد اكتفت الأخيرة بدعم قطر للجهات التي تريد دعمها وتحقق توجهاتها، لافتاً إلى أن الدوحة باتت الذراع الاقتصادي لطهران بعد أن تسبب الدعم الإيراني للانقلابيين في اليمن في انهيار كبير في الاقتصاد الإيراني، موضحاً أن طهران بحاجة حالياً إلى حلفاء اقتصاديين أكثر من أي حلفاء عسكريين.

وقال المصدر إن "إيران لا تزال تواصل دعمها بالصواريخ والأسلحة لليمن رغم ظروفها الاقتصادية"، لافتاً إلى أن الحرب ليست حرباً عسكرية فقط، حيث إن هناك حرباً إعلامية وأخرى اقتصادية، فيما تقوم قطر بالدعم في كافة المجالات.

وأشار المصدر إلى أن هناك مخيمات فلسطينية تابعة لميليشيا حزب الله تضم تنظيمات مسلحة أبرزها مخيم الجبهة الشعبية التابع لقوات أبوعلي مصطفى والقيادة العامة التابعة لأحمد جبريل والانتفاضة التابعة لأبي موسى، ولذا فإن الحزب لديه مراكز عسكرية في مواقع استراتيجية، من بينها القيادة العامة التي لديها مركز عسكري ضخم بالناعمي يمتلك القدرة على استهداف مطار بيروت، كذلك هناك مجمع عسكري ضخم بالبقاع، كما توجد تشكيلات عسكرية تعاني نقصاً في العتاد والعسكر، ولذا فقد لجأت ميليشيا حزب الله إلى إيجاد موارد بشرية أخرى لسد العجز عن طريق التمويل القطري.

وذكر المصدر أن أبرز الشركاء للحزب هم، التيار الوطني الحر وحركة أمل، وأيضاً الحزب القومي السوري في لبنان، مبيناً أنه بدون هؤلاء فإن الحزب لا يمكن أن توجد له مقاعد بالبرلمان.

وبين المصدر أن قطر تقوم بإرسال الأموال إلى لبنان من خلال حقائب كبيرة وليس تحويلات بنكية، موضحاً أنه يوجد بين قطر وميليشيا حزب الله حلقة وصل عبر النواب التابعين للحزب، والتيار الحر بشكل رسمي، لافتاً إلى أن الأموال تنقل بحقائب دبلوماسية يدوية وتنزل بها في مطار بيروت طائرات خاصة. وقال المصدر إن الدولة حاليا بيد التيار الوطني الحر، ولذا فمن السهل دخول الأموال وتحريكها بالشكل المراد لها، لا سيما أن وزارة الخارجية القطرية تقوم بالتنسيق في هذا الجانب.