صورة رمزية.(أرشيف)
صورة رمزية.(أرشيف)
الخميس 23 نوفمبر 2017 / 14:14

العنف ضد النساء...حملة دولية بمشاركة الرجال لمناهضته

جلست هونوروتا، امرأة كونغولية اختطفها متمردون واستعبدت جنسياً عاماً كاملاً أمام راشيل فوغليستان، زميلة مركز دوغلاس ديلون للأبحاث، ومديرة برنامج النساء والسياسة الخارجية لدي مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، متحدثة عن معاناتها، وقالت: "بداية، بدأت في إحصاء عدد المغتصبات، لكن عندما بلغ عددهن عشرين، قررت التوقف عن إحصائهن، وكرهت حياتي".

من شأن تعلم كيفية كسب المال، وتلقي راتب شهري، والادخار، أن يمنح المرأة القدرة على توفير حاجات أسرتها، والاستثمار في مستقبل جديد

وتقول فوغليستان إن رواية هونوروتا ليست فريدة، ما يدعو للأسف الشديد، لأنه، وعلى المستوى العالمي، تشير تقديرات لتعرض 35٪ من النساء لعنف جسدي في فترة ما من حياتهن. وذلك يعني أن امرأة واحدة من بين كل ثلاث نساء في العالم تتعرض للأذى. وفي مناطق تشهد صراعات، غالباً ما تكون تلك النسبة من المعنفات أعلى بكثير.

وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، بلد نكب بحرب أهلية وصراعات لعشرات السنين، أظهرت دراسات أن 40٪ من النساء هناك واجهن عنفاً جنسياً في حياتهن. وقد وصل الأمر لدرجة وصف الكونغو بأنها "عاصمة الاغتصاب في العالم"، حيث تعرضت 1,152 امرأة يومياً للاغتصاب، أي بمعدل 48 حالة في كل ساعة.

عقبة كبرى
وتلفت الكاتبة لكون ذلك العنف القائم على نوع الجنس يعد خرقاً شاملاً لحقوق الإنسان، وهو يمنع نساء وفتيات من تحقيق إمكاناتهن الكاملة. كما يمثل ذلك عقبة أمام قدرة النساء على أن يعشن حياة كريمة لا خوف فيها. كما، وفي زمن الحروب والفوضى، يمكن أن يشكل ذلك تحديات أمنية كبرى. وذلك يعود لأن يصبح العنف الجسدي والجنسي حالة طبيعية، وغالباً ما يستخدم لمعاقبة وترهيب سكان، والتسبب بحالات تشرد وتقويض النسيج الاجتماعي.

لفت انتباه
وتقول فوغليستان إن الأمم المتحدة ومنظمات دولية تابعة لها، وحكومات حول العالم، تسعى دوماً للفت الانتباه للعنف القائم على نوع الجنس، وذلك خلال 16 يوماً من النشاطات التي تبدأ مع اليوم العالمي للقضاء على العنف الجنسي ضد النساء في 25 نوفمبر ( تشرين الثاني) من كل عام.

وتلفت الكاتبة إلى أنه، في هذا العام، وعند بداية الـ 16 يوماً من النشاطات الهادفة للقضاء على العنف ضد النساء، يستطيع أفراد من شتى أنحاء العالم الانضمام لعضوات منظمة "نساء من أجل نساء العالم"، وسواهن، في الوقوف بجانب ناجيات من حروب والمطالبة بالقيام بجهد دول لإنهاء العنف ضد النساء.

تواصل
وفي معرض إشارتها لواقع مرير تعاني منه ناجيات من عنف جنسي وجسدي، حيث يصبحن منبوذات داخل مجتمعاتهن، بسبب عنف تعرضن له. ولذا تعمل منظمة نساء من أجل نساء العالم على توفير ملاذ آمن لناجيات، بحيث يستطعن العمل معاً لتشكيل هيئات دعم ومساعدة، ومن ثم يتمكن من التغلب على الخوف وانعدام الأمن والعنف الذي هددهن سابقاً. وعن طريق تقاسم تجاربهن، وبناء شبكات عمل مع بعضهن الآخر، يستطعن المضي قدماً نحو مستقبل أقوى وأفضل.
  
تمكين
وتقول فوغليستان إن الناجيات من العنف غالباً ما يواجهن صعوبات في الحصول على موارد ضرورية من أجل إعادة الاندماج في المجتمع. ومن شأن تعلم كيفية كسب المال، وتلقي راتب شهري، والادخار، أن يمنح المرأة القدرة على توفير حاجات أسرتها، والاستثمار في مستقبل جديد. وقد ساعدت برامج نظمتها جمعية نساء من أجل نساء العالم في توفير برامج تعليمية وتثقيفية ساعدت العديد من النساء على العيش بأمان، وعلى كسب احترام مجتمعاتهن. كما أصبحن عضوات نشطات ومساهمات في بناء المجتمع.

إشراك الرجال
ومن ثم، تقول الكاتبة، يستطيع الرجال لعب دور أساسي من أجل دعم وتمكين النساء. وعلى سبيل المثال، يمنح "برنامج مشاركة الرجال"، الذي تنظمه جمعية نساء من أجل نساء العالم، مشاركين ذكوراً المعرفة والأدوات المناسبة لكي يطلعوا على الفوائد الاجتماعية لتعزيز المساواة بين الجنسين، ووضع نهاية للعنف ضد النساء. كما لمشاركة الرجال دورها في تغيير أعراف اجتماعية وثقافية تقيد من استقلالية المرأة وحقها في اتخاذ قرارات تخصها في وقت السلم، كما هو في زمن الحروب.