مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق مايكل فلين.(أرشيف)
مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق مايكل فلين.(أرشيف)
الإثنين 27 نوفمبر 2017 / 15:22

صفقة عجيبة بين أنقرة ومايكل فلين

كتبت ضيا ويسي، صحفية مستقلة تعمل من إسطنبول، عن تعاون مايكيل فلين، مستشار الأمن القومي السابق في الإدارة الأمريكية، والحكومة التركية، وسعيه لتسليمها الداعية فتح الله غولن، لقاء رشوة مالية كبيرة، لافتة إلى أنه لو كان فلين مواطناً تركياً، لكان حالياً خلف القضبان على الأرجح، بانتظار محاكمته بتهم الإرهاب.

كان لافتاً تقديم فلين الدعم لأردوغان ذي الجذور في الإسلام السياسي، الإيديولوجية التي يعتقد فلين أنها تمثل خطراً كبيراً

وفي يوليو ( تموز) 2016، قبل وقت قصير من اختياره مستشاراً للأمن القومي لإدارة ترامب، ألقى فلين خطاباً في كليفلاند في نفس الوقت الذي كان فيه جنود وضباط أتراك يستولون على جسور ومطارات في اسطنبول، وقال: "يحصل الآن انقلاب في تركيا. كان الجيش التركي مؤسسة علمانية، ولكنه بدأ يميل نحو الإسلام" في قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان. وعندما صفق له الحضور قال: "نعم إنه أمر جدير بالتصفيق".

ولكن، وكما تشير الصحفية، في صباح اليوم التالي، وبعد فشل الانقلاب، سارعت الحكومة التركية إلى اعتقال كل من هلل للانقلاب أو رحب به.

والغريب أن الصحافة الموالية للحكومة التركية انتقدت وهاجمت أي مسؤول أجنبي أيد الانقلاب، وإن ضمنياً، إلا فلين. إذ في الوقت الذي نشر فيه ذلك الفيديو، كان فلين قد أجرى تحولاً كبيراً، وأخذ في الترويج لحكومة أردوغان، ومهاجمة فتح الله غولن الذي تحمله أنقرة مسؤولية التدبير للانقلاب الفاشل، والمقيم طوعاً في ولاية بنسلفانبا الأمريكية.

لقاءات
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، التقى فلين في سبتمبر وديسمبر ( أيلول وكانون الأول) من العام الماضي، مسؤولين أتراكاً بارزين، منهم بيرات البيرق، صهر أردوغان، من أجل بحث كيفية خطف غولن ونقله إلى تركيا. ويمثل ذلك الاتهام جزءاً من تحقيق يجريه المستشار الخاص روبرت مولر بشأن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، في العام الماضي. ويقال إن محامي فلين توقف عن تقاسم المعلومات مع فريق ترامب، ما يؤشر لاحتمال تعاونه مع التحقيق.

اتهامات بالخطف
وبرأي ويسي، عند وضع الاتهامات بالخطف جانباً، يعد فلين من بين بضعة مسؤولين غربيين رفيعي المستوى أعلنوا عن دعمهم لوجهة نظر أنقرة بأن غولن كان يشكل تهديداً للحكومة التركية.

واللافت، كما ترى الصحفية، تقديم فلين الدعم لأردوغان ذي الجذور في الإسلام السياسي، الإيديولوجية التي يعتقد فلين أنها تمثل خطراً كبيراً. وخلال عهده القصير كمستشار للأمن القومي، سعى إلى إدراج اسم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، والتي وجدت زعامتها ملاذاً آمناً في تركيا، ضمن قائمة المنظمات الإرهابية. كما وصف فلين الإسلام بأنه "سرطان" وسجل في تغريدة له على تويتر إن "الخوف من الإسلام شيء عقلاني".

معرفة
وتشير ويسي لعلم تركيا ومعرفتها الجيدة بمشاعر فلين المعادية للإسلام. فقد كتب هلال كابلان، كاتب عمود بارز في صحيفة "صباح" الموالية للحكومة التركية: "فلين يروج للإسلاموفوبيا". لكن بالنسبة لأنقرة، إن القبض على غولن هو الأهم.
وفي تركيا لا يمر يوم دون أن يذكر الرجل، وقد تعهد أردوغان بجلبه لكي يواجه العدالة، وهو يهاجمه يومياً في كلماته.

انقسامات
وبالرغم من انقسامات شديدة تشهدها تركيا حالياً، لكن غولن مكروه من مؤيدي الحكومة وخصومها على حد سواء، على حد سواء. ويعتقد معظم الأتراك أنه وأتباعه يجسدون خطراً مستداماً على أمنهم، ويخشون من احتمال تدبيره انقلاباً آخر.

ولذا كله، تخلص الصحفية إلى أن وجهات نظر فلين بشأن الإسلام السياسي، لم تمنع الحكومة التركية من العمل معه. في ذات السياق، قال أوزكور آنلوهيساجلي، مدير مكتب صندوق مارشال الفكري في أنقره: "مما فهمته، أبرمت الحكومة التركية صفقة مع فلين". وفيما يتعلق بقضية الخطف، أضاف: "كان كل هم المسؤولين الأتراك جلب غولن من أمريكا، وكانوا مستعدين للتعاون حتى مع فلين، الذي يكرهونه، لترتيب العملية".

واليوم يجري التحقيق مع فلين من أجل كشف الغموض عن تلك الفضيحة التي تورط بها مع الحكومة التركية.