وزير الخارجية الأمريكي ريك تيلرسون.(أرشيف)
وزير الخارجية الأمريكي ريك تيلرسون.(أرشيف)
الثلاثاء 28 نوفمبر 2017 / 13:38

خيبة كبيرة من تيلرسون في الخارجية الأمريكية

24- زياد الأشقر

كتب غاردنير هاريس في صحيفة "نيويورك تايمز" عن التغييرات الجارية في وزارة الخارجية الأمريكية، لافتاً إلى أن الاستياء من وزير الخارجية ريك تيلرسون لم يعد يقتصر على الأحاديث خلف الأبواب الموصدة لوزارة الخارجية، إنما خرج إلى العلن وسط امتعاض كبير من أدائه.

بالنسبة إلى الكثيرين في وزارة الخارجية، فإن تجربتهم في ولاية تيلرسون كانت صادمة بشكل خاص، لأن الآمال التي علقوها عليه كانت عالية جداً أول الأمر

وكان الجمهوريون انتقدوا وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون خلال حملتها للانتخابات الرئاسية بحجة عدم معرفتها بالأمن، وخصوصاً على خلفية الهجوم القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية. وحتى أن الكونغرس مرر تشريعاً يتضمن تفويضاً يسمح للمسؤول الأمني في الوزارة بوصول غير مقيد إلى وزير الخارجية. لكن تيلرسون في الأشهر التسعة الأولى من توليه منصبه رفض أكثر من مرة طلبات من رئيس موظفي الأمن بيل أز ميلر لمقابلته من أجل تقديم إيجاز له عن الوضع، وفق مسؤولين بارزين سابقين في مكتب الأمن الديبلوماسي.  

5 دقائق
ونقل عن مسؤولين اابقين أن ميلر حظي فقط بخمس دقائق من وقت تيلرسون. وبعد ذلك انضم هذا المسؤول المخضرم في مكتب الخدمة الخارجية، إلى موجة المطرودين على أساس التقاعد المبكر التي طاولت الموظفين الكبار في وزارة الخارجية.

مرحلة جديدة
ولفت هاريس إلى أن الرحيل عن الوزارة يشكل مرحلة جديدة في العلاقة المكسورة والتي تزداد تنافساً بين تيلرسون وفريق العمل في الوزارة. وفي الربيع الماضي، دلت مقابلات وقتذاك على أن التفاؤل الحذر الذي واجه وصول تيلرسون إلى الوزارة، قد تبدد لمصلحة القلق في صفوف الموظفين حيال تحفظه وفقدانه التواصل معهم. وبحلول الصيف، أدى تركيز الوزير على الفاعلية وإعادة التنظيم على حساب السياسة، إلى إثارة غضب ظل بعيداً عن الإعلام. أما الآن وبعدما بات النفور علنياً، فإن الديبلوماسيين يخرجون إلى العلن للإعراب عن مشاعرهم بينما تساءل أعضاء في الكونغرس عن التأثير الذي سيتركه رحيلهم. وفي رسالة إلى تيلرسون الأسبوع الماضي، تحدث الأعضاء الديمقراطيون في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب عن "هجرة أكثر من مئة موظف بارز من مكتب الخدمة الخارجية في وزارة الخارجية منذ يناير" وأعربوا عن قلقهم حيال "ما يبدو أنه عملية تفريغ متعمدة من صفوفنا الديبلوماسية العليا".

إضعاف أمريكا
وقال هاريس إن السناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا جون ماكين والسناتورة الديموقراطية عن ولاية نيوهامبشير جين شاهين، بعثا برسالة مماثلة أبلغا فيها تيلرسون أنه "يجري إضعاف قوة أمريكا الديبلوماسية في الداخل بينما تتعاظم الأزمات العالمية المعقدة في الخارج".

تضخم
ولفت الكاتب إلى أن تيلرسون، المدير التنفيذي السابق لشركة إكسون موبايل، لا يخفي سراً أنه يعتقد أن وزارة الخارجية تعاني تضخماً في موظفيها، وأن العمل اليومي الذي يتطلب موظفين على مستوى متدنٍ غير منتج. وحتى قبل أن يتم تثبيت تيلرسون في منصبه، فإن فريق العمل التابع له، طرد ستة موظفين كباراً في الوزارة، بينهم باتريك كينيدي الذي كان عينه في منصبه الرئيس السابق جورج دبليو بوش. وجرى بعد ذلك بأسابيع طرد القنصل في الوزارة كريستين كيني، واحدة من خمسة سفراء، تم إبعادهم.

وبالنسبة إلى الكثيرين في وزارة الخارجية، فإن تجربتهم في ولاية تيلرسون كانت صادمة بشكل خاص، لأن الآمال التي علقوها عليه كانت عالية جداً أول الأمر.