تلامذة إيرانيون  يرفعون أعلاماً إيرانية.(أرشيف)
تلامذة إيرانيون يرفعون أعلاماً إيرانية.(أرشيف)
الثلاثاء 28 نوفمبر 2017 / 13:07

تحييد الشعب الإيراني عن النظام.. خطوة أولى صحيحة

لطالما غاب صوت الشعب الإيراني عن النقاشات التي تدور ضمن الأوساط الغربية حيال الطبقة الدينية الحاكمة في إيران. وقالت سونا سامسامي، كاتبة رأي في موقع "ذا هيل" الإخباري والسياسي، إنه منذ الأيام الأولى للثورة الإيرانية، انتهجت الولايات المتحدة وحلفاؤها استراتيجية التواصل مع من يفترض بهم الاعتدال داخل النظام، مع التركيز على مجموعة صغيرة من القضايا، وذلك على حساب الحقوق الإنسانية ونضال الشعب الإيراني في سبيل الديمقراطية.

لا يمكن استمرار الأنظمة القمعية إلى الأبد، وهي ستختفي من الوجود عندما تقرر الشعوب مصيرها

ولكن، بحسب سامسامي، شكلت استراتيجية إدارة ترامب بشأن مواجهة التجاوزات الإيرانية تحولاً. فقد ركز الرئيس الأمريكي في خطابه الأخير وفي خطابات أخرى، على مأساة الشعب الإيراني، وكان محقاً عندما وصف الإيرانيين بأنهم الضحايا الرئيسيين للنظام الديني في طهران. ولعل عدد الذين يعدمون شنقاً كل سنة أكبر دليل على ذلك.

سبب للتفاؤل

وتقول الكاتبة إنه ليس معروفاً بعد إلى أي مدى سوف تحذو أوروبا حذو أمريكا، ولكن هناك ما يدعو للتفاؤل في حال استمر البيت الأبيض في التركيز على تطوير "استراتيجية متكاملة" من أجل التصدي لنشاطات إيران الخبيثة.

ولا ينكر أحد أهمية الملف الإيراني النووي، سواء أكانوا يدعمون الاتفاق الحالي أم يعارضونه. ولكن عدداً متزايداً من المسؤولين في واشنطن بدأوا بتبنون وجهة النظر القائلة إن الصفقة النووية ليست أهم قضية، وهي ليست القضية الوحيدة الجديرة بالاهتمام الدولي.

تمييز
وتشير سامسامي إلى أخذ مستشار الأمن القومي الأمريكي، ماكماستر، تلك النقطة بعين الاعتبار، عندما أكد على وجوب التمييز بين موقف الإدارة من النظام الإيراني عن ذلك الخاص بشعبه. إنه التوجه المناسب لأية استراتيجية أمريكية تتعلق بإيران، حيث تتم مواجهة طهران عبر وضعها الداخلي الهش.

وتقول الكاتبة إن الخطوة الثانية المهمة تتلخص في الاعتراف بحقيقة أن الشعب الإيراني ومعارضته المنظمة قادرون على لعب دور في تقويض ظالميهم. ومن الأفضل للقوى الديمقراطية في العالم أن تدعم هؤلاء للقيام بتلك المهمة.

جيل الشباب
وتلفت ساسامي لحالة من الحزن سيطرت، على مدار عقود، على الشعب الإيراني، وخاصة جيل الشباب، جراء السياسة الأمريكية في محاولة استرضاء حكامهم. ويمكن للنغمة الجديدة أن تمنحهم سبباً للتفاؤل، ما انعكس في صورة احتجاجات عمت جميع المدن الإيرانية خلال العام الحالي.

وبحسب الكاتبة، كان إدراج الإدارة الأمريكية للحرس الثوري الإسلامي على قائمة المنظمات الإرهابية، خطوة مهمة نحو تحرير الشعب الإيراني من قيود تمنعه من النهوض والمطالبة بنظام ديمقراطي وحريات مدنية.

أداة
وإلى جانب الهيمنة على قطاعات واسعة من الاقتصاد الإيراني، يعتبر الحرس الثوري الإيراني بمثابة أداة لقمع أي انشقاق داخلي، وخاصة منذ انتفاضة عام 2009، بالإضافة لمشاركته الأوسع في زعزعة الاستقرار الإقليمي، وإثارة الصراع الطائفي، وإنتاج الصواريخ الباليستية.

وكما تشير ساسامي، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، في الشهر الماضي، عقوبات ضد عدد من قادة الحرس الثوري الحرس الثوري ومنظمات تابعة له.

ولكن، برأي الكاتبة، لا تكفي العقوبات لوحدها، بل لا بد من دعم حركة المعارضة الإيرانية المنظمة، والتي تقود الجهود نحو قلب النظام الديني وإقامة حكم ديمقراطي حقيقي.

الشعوب تقرر مصيرها
وقد ألمح الرئيس الأمريكي لذلك الاحتمال في كلمته أمام الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول)، عندما قال: "لا يمكن استمرار الأنظمة القمعية إلى الأبد، وهي ستختفي  من الوجود عندما تقرر الشعوب مصيرها".

كذلك، أشار الجنرال ماكماستر، مستشار الأمن القومي الأمريكي، إلى أهمية تغيير النظام من قبل الشعب الإيراني، قائلاً: "ليس ثمة أفضل من قيام نظام إيراني غير عدواني ولا عدائي".