جمعية الإغاثة الإسلامية (أرشيف)
جمعية الإغاثة الإسلامية (أرشيف)
الأربعاء 29 نوفمبر 2017 / 15:15

الإغاثة الإسلامية الإخوانية.. حقيقة كارثية تجهلها سي أن أن

ردّت منسّقة مشروع "إيسلاميست ووتش" الذي يعنى بمراقبة الحركات الإسلاميّة سامانثا منديليز على ما "اكتشفه" موقع إخباري أمريكي من تقارير على شبكة سي أن أن الأمريكية تغطّي أخبار مجموعات مرتبطة بالإرهاب. ومن جملة "الاكتشافات"، كانت دعوة الشبكة في مناسبتين إلى التبرّع بالأموال لإحدى هذه المجموعات وهي الإغاثة الإسلاميّة في الولايات المتحدة.

لدى هذه المنظمة تاريخ طويل من تأمين منصّات لدعاة الكراهية ولتأمين شبكات التمويل لجمعيات خيرية تعمل كواجهات لحماس والإخوان المسلمين والقاعدة

شدّدت منديليز على أنّ إيسلاميست ووتش، وهو مشروع بحثي تابع لمنتدى الشرق الأوسط الأمريكي، كتب مراراً عن الإغاثة الإسلامية في أمريكا وتاريخها الطويل المرتبط بنشر التطرف في شمال أمريكا. وقد استخدمت الهيئة أموال دافعي الضرائب الأمريكيين لتصل إلى أهدافها.

سنوات من الخداع

نشأت الإغاثة الإسلاميّة العالميّة سنة 1984 في المملكة المتحدة وأمضت سنوات تخدع جمهوراً لم يكن على دراية بالطبيعة الحقيقية لنشاطات هذه المنظمة. وكما يظهر الأمر مع سي أن أن، يُنظر إلى فروع الإغاثة على أنّها مجموعات حقوقية مثيرة للإعجاب. لكنّ الحقيقة "أكثر تعقيداً – وأكثر كارثية".

إعجاب بحماس والبنّا وقطب والخلافة

تشير الباحثة إلى أنّ مؤسس هذه المنظمة هو ناشط إسلامي يُدعى هاني البنّا المعجب بتعاليم مؤسس تنظيم الإخوان المسلمين حسن البنّا، وبتعاليم أحد أبرز منظريه سيد قطب. ودافع الرجلان عن الجهاد العنيف وإقامة خلافة إسلامية. وكان مسؤولون آخرون في هيئة الإغاثة على نفس مستوى تطرف البنا وقطب، بمن فيهم أحد أمناء المنظمة العالمية أحمد الراوي الذي دعا المسلمين إلى الجهاد ضدّ الجيوش الغربية في العراق. وهنالك أيضاً يوسف عبدالله مدير نشاطاتها في الساحل الشرقي للولايات المتحدة الذي كتب شعارات لاسامية على مواقعه عبر وسائل التواصل الاجتماعي. رئيس مجلس إدارة المنظمة في أمريكا خالد لامادا أعرب علناً عن إعجابه بحركة حماس الإرهابية.

واجهات للإخوان ومنصّات للكراهية

الآن ومع جميع فروعها حول العالم، لدى هذه المنظمة تاريخ طويل من تأمين منصّات لدعاة الكراهية ولتأمين شبكات التمويل لجمعيات خيرية تعمل كواجهات لحماس والإخوان المسلمين والقاعدة. إنّ الإغاثة الإسلامية في الولايات المتحدة تعمل كذراع أمريكية للمنظمة الأم من أجل جمع التبرعات وترسل سنوياً حوالي 20% من مداخيلها إلى الهيئة العالمية. وتنقل الباحثة عن تقارير مالية صادرة عن المنظمة سنتي 2007 و 2009 لتشير إلى أنّها تلقت عشرات آلاف الجنيهات الاسترلينية من الجمعية الخيرية للرفاه الاجتماعي. وكان مؤسس الأخيرة، عبد المجيد الزنداني، مقرباً من أسامة بن لادن وقد وضعته وزارة الخزانة الأمريكية سنة 2004 على لائحة الإرهاب. بالإضافة إلى ذلك، تثبت تقارير صادرة سنتي 2010 و 2011 أنّ الإغاثة الإسلامية العالمية تلقت تبرعات بعشرات الآلاف من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وهي أحد أهمّ رعاة حركة حماس. وتطرقت منديليز إلى قيام الإمارات بتصنيف الإغاثة الإسلامية على لائحة الإرهاب سنة 2014.
  
على سي أن أن تأدية وظيفتها بشكل أفضل
إنّ تسويق سي أن أن للإغاثة الإسلامية لم يكن المرة الأولى التي تعمد فيها الشبكة إلى اتباع سياسات إعلامية تناسب الإسلاميين. ففي سنة 2011، صنّفت الشبكة مشتبهاً به كان يتّجه لتفجير أحد المساجد بأنّه يعاني من الإسلاموفوبيا (رهاب الإسلام) مع أنّ الإرهابيّ نفسه كان إسلامياً. كلّ هذه المؤشرات تناقض بقوة ادعاءات سي أن أن بأنها تدقق في جميع المنظمات التي يتم التسويق لها على صفحاتها بما فيها الإغاثة الإسلامية. وانطلاقاً من هنا، تسأل الباحثة عمّا إذا كان الموظفون في الشبكة يفتقدون للكفاءة إلى هذا الحد ، كما تسأل أيضاً إذا كان مسؤولو التحرير يتجاهلون، وعن قصد، الروابط التي تجمع بين أعضاء الشبكات الإرهابية. لكن في جميع الأحوال، وبغضّ النظر عن الإجابة، ترى منديليز أنّه يمكن للشبكة ويجب عليها أن تؤدّي وظيفتها الإعلاميّة بشكل أفضل.