مسجد الروضة بعد الهجوم الإرهابي عليه.(أرشيف)
مسجد الروضة بعد الهجوم الإرهابي عليه.(أرشيف)
الجمعة 1 ديسمبر 2017 / 12:14

مواساة الدول لمصر غير كافية.. تصنيف الإخوان كإرهابيين أوّلاً

رأت الكاتبة السياسيّة البريطانيّة ليندا هيرد أنّ زعماء العالم وجّهوا سريعاً رسائل تعاطف مع الحكومة المصرية عقب الهجوم الوحشي على مسجد في شمال العريش والذي حصد أكبر عدد من الضحايا في التاريخ المصري الحديث. وكتبت في صحيفة "غَلف نيوز" الإماراتية أنّ المراقبين السياسيين اتفقوا على أنّ الهجوم كان ذا هدف استرتيجي من خلال تأليب الرأي العام المصري ضدّ رئيس البلاد.

على الدول التي تقول إنّها تدعم مصر في محاربة الإرهاب إبداء جديتها أولاً من خلال تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي، كما فعلت مصر والسعودية والإمارات والبحرين

وتشير إلى أنّه لو صحّت تلك التحليلات فإنّ استراتيجية هؤلاء فشلت فشلاً ذريعاً بالنظر إلى الرسائل على وسائل التواصل الاجتماعي والاتصالات الهاتفية على القنوات المحلية. فهذه الأخيرة لم تؤكد دعم المصريين لحكومتهم وجيشهم فحسب، بل طالبت بإعدام الإرهابيين الذين يقبعون في السجون. إنّ مقدار التعاطف من القيادات الخارجية هو إيجابي بلا شك، لكن هنالك بعض البيانات المواسية التي صدرت عن دول تعمل خلف الكواليس مع المجموعات الإرهابية ومع منظمتها الأم: الإخوان الإرهابيين الذين يبتغون زعزعة استقرار الدولة المصرية.

تعزية منافقة
تضيف الكاتبة أنّ التعزية التي تقدم بها الأمير القطري تنضح نفاقاً. لقد أعطت قطر طوال سنوات، الملاذ وجوازات السفر لمجرمين من الإخوان مطلوبين من العدالة ولهم علاقات مع جماعات تكفيرية. كما أنّ شبكة الجزيرة القطرية هاجمت باستمرار مصر والسعودية والإمارات. من جهة ثانية، كان نائب رئيس الوزراء التركي يعرض على مصر التعاون في مكافحة الإرهاب. وهذا عرض مصمّم بوضوح للتأثير في المجتمع الدولي. فتركيا تحتضن وجوهاً إخوانية كما أنّها تشكّل وجهة أساسية لمحاضرات التنظيم ولوسائله الإعلامية.

الرئيس التركي والتحية الإخوانية
لقد قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنّه لا يعترف إلّا برئيس مصري واحد هو محمّد مرسي والتُقطت له صور تظهره مؤدياً التحية على الطريقة الإخوانيّة. وقبل أيام على الاعتداء الإرهابي أوقفت السلطات المصرية 29 فرداً كانوا يتجسسون لصالح المخابرات التركية في مخطط مع الإخوان الإرهابيين لتقويض وتعطيل مؤسسات الدولة المصرية. لقد تمّ اتهامهم بالانتماء إلى مجموعة إرهابية والتنصت غير الشرعي وتبييض الأموال.

قطب وتبرير قتل مخالفيه بدون تمييز
وتتذمّر هيرد من رسالة التعزية التي وجهها وزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون إلى نظيره المصري سامح شكري وخصوصاً لناحية التشديد على الالتزام البريطاني الكامل مع مصر لمحاربة الإرهاب. توضح الكاتبة أنّه على بريطانيا البدء بتصنيف الإخوان كمجموعة إرهابية بدلاً من توزيع الدعوات لهم على موقع وزارة الداخلية من أجل التقدّم بطلبات اللجوء السياسي. وتضيف أنّها حين كانت تكتب مقالها لم يكن أي تنظيم قد أعلن مسؤوليته عن الاعتداء. لكنّها أكدت حينها أنّه مهما تكن هوية هذه الجماعة، داعش ولاية سيناء (أنصار بيت المقدس) أو القاعدة أو أي مجموعة تحمل الأيديولوجيا السامة نفسها، فإنّ الإخوان الإرهابيين هم من مهّدوا الطريق إليها. لقد كان سيد قطب، العراب الروحي للتنظيم وأحد أبرز مؤسسيه، هو من برّر قتل الرجال والنساء والأطفال، من المسلمين وغير المسلمين، ممّن لم يتبعوا وصفته لقواعد السلوك في الحياة.

تسجيلات لحديث بين مرسي والظواهري
تذكّر الكاتبة بأنّ جميع زعماء القاعدة تقريباً كانوا أعضاء في تنظيم الإخوان الإرهابي. إضافة إلى ذلك، برزت تسجيلات عن محادثات بين محمّد مرسي وشقيق أيمن الظواهري على قنوات مصرية. وسُمع مرسي يوافق على إطلاق سراح مقاتلي القاعدة من سجون بلاده ودعوة آخرين لإقامة معسكرات في شمال سيناء. تؤكد هيرد أنّ الكاتبة سونيا فريد كانت محقة حين شددت في مقالها على موقع العربية أنّ تنظيم أنصار بيت المقدس ممول من الإخوان الإرهابيين من خلال صفقة أجراها خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان، وتوسّط فيها محمّد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة.

إيقاف الهجمات بشرط إعادة مرسي
وسُمع محمد البتاجي، قيادي إخواني آخر، على شبكة الجزيرة سنة 2013 يقول إنّه تمتع بالقدرة على التحكم عن بعد بإيقاف الهجمات بشرط إعادة مرسي إلى منصبه. لدى الإخوان الإرهابيين شبكات في حوالي 60 دولة من بينها العديد من الدول الديموقراطية. وفي مناسبات معينة، تم تكريمهم في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية إضافة إلى مجلس العموم في بريطانيا. إنّ الجهود المصرية في الطلب من البريطانيين تسليم قيادات مطلوبة من العدالة قد فشلت.

لمزيد من الجدّيّة
وتؤكد الكاتبة أنّه على الدول التي تقول إنّها تدعم مصر في محاربة الإرهاب إبداء جديتها أولاً من خلال تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي، كما فعلت مصر والسعودية والإمارات والبحرين. وفي خطوة ثانية، عليها أن تتقاسم المعلومات الاستخبارية والرقابة عبر الأقمار الاصطناعية وأي دعم يمكن أن يساعد بإزالة التهديد الإرهابي لمرة واحدة ونهائية قبل أن ينتشر كالورم ويتّجه إلى شوائطها الخاصة.