قاعدة العديد في قطر.(أرشيف)
قاعدة العديد في قطر.(أرشيف)
السبت 2 ديسمبر 2017 / 14:12

جنرال أمريكي: قاعدة العديد في قطر لا تقدم ولا تؤخر

شدّد الجنرال المتقاعد في القوات الجوية الأمريكية والنائب السابق لقائد الإمرة الأمريكية الأوروبية شارلز وولد على ضرورة إنهاء خرافة تسري في واشنطن مفادها لزوم توخّي الحذر في مواجهة قطر بسبب دعمها إيران وحماس ومجموعات إرهابية أخرى، خوفاً من خسارة قاعدة العديد الاستراتيجية.

خيّر الجنرال المتقاعد قطر بين أن تكون حليفاً لأمريكا يواجه جميع الإرهابيين والمتطرفين والانضمام إلى واشنطن ضدّ إيران ووكلائها، وبين الاستمرار في ازدواجية السياسة الخارجية

 ويكتب وولد في موقع قناة فوكس نيوز الأمريكية أنّه كان من بين الذين ساعدوا في إنشاء العمليات العسكرية الجوية الأمريكية في قطر عام 2001. ولهذا يقول إنه قادر على أن يقول أمرين بثقة كبيرة: أوّلاً: يمكن للجيش الأمريكي أن يغادر قطر بالسرعة نفسها التي جاء بها إلى العديد. وثانياً: إنّ قطر تحتاج إلى أمريكا أكثر بكثير من حاجة أمريكا إلى قطر.

"ما فعلناه مرة يمكننا فعله مرة أخرى"
في أقل من 48 ساعة على اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) الإرهابية، حطّ وولد في قطر لتأسيس مركز جديد للعمليات الجوية الأمريكية في قاعدة العديد لدعم الحرب على أفغانستان. ويضيف أنّ القطريين كانوا قد بنوا القاعدة في أواسط تسعينات القرن الماضي لقواتهم الخاصة وكانت عبارة عن بضعة عنابر مؤقتة للطائرات وإمدادات ثابتة للوقود. ومع ذلك، كان على الأمريكيين أن يستعدوا لتأسيس قاعدة تنطلق منها عمليات عسكرية على مدار الساعة. خلال 18 شهراً، وحين كانت الولايات المتحدة تستعد للحرب على العراق، سرّع البنتاغون في نقل مركز العمليات الجوية للتحالف الدولي من قاعدة الأمير سلطان في السعودية إلى العديد. من وجهة نظر وزارة الدفاع الأمريكية، لم تكن الخطوة صعبة التنفيذ ولم تكن مكلفة بالتحديد. "وإذا تمكنّا من فعلها مرّة، فيمكننا بالتأكيد فعلها مرّة أخرى".

العديد ليست أساسية للأمن القومي
اليوم، وفيما بدا صنّاع القرار في إدارة ترامب والكونغرس قلقين من السياسة الخارجية الشيزوفرينية لقطر، نسي البعض كيف وصل الأمريكيون إلى العديد. إنّ خوف هؤلاء من إمكانية أن ينتج الضغط على قطر خسارة لقوة لا يمكن الاستغناء عنها كما يفترضون، هو في غير محلّه كما يؤكد التاريخ. إنّ العديد ليست أساسية للأمن القومي الأمريكي. فالمنطقة يمكن أن تقدّم العديد من الخيارات المناسبة الأخرى. يمكن للولايات المتحدة أن توسّع وجودها في قاعدة الظفرة الإماراتية أو يمكنها أن تعود إلى قاعدة الأمير سلطان في السعودية. إضافة إلى ذلك، تتضمن موازنة البنتاغون 143 مليون دولار لتحديثات من أجل قاعدة جوية استراتيجية في الأردن.

إستثمار لا يعني غضّ الطرف

الولايات المتحدة لم تبنِ العديد، فهي بالكاد استثمرت في بنى تحتية إضافية في قاعدة عسكرية قطرية موجودة أساساً، كما يؤكد الجنرال المتقاعد. هذا الاستثمار لا يبرر غض الطرف عن دولة مضيفة تصطف إلى جانب إيران وحماس والمتطرفين في سوريا والإخوان المسلمين – خصوصاً حين تكون تلك البدائل موحودة في المنطقة. لدى قطر تاريخ طويل في تأمين الملاذ لقادة إرهابيين بمن فيهم العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) خالد شيخ محمّد. وفي مارس (آذار) 2014 صنّف مسؤول في وزارة الخزانة الأمريكية قطر ب "السلطة المتساهلة" في تمويل المجموعات الإرهابية في سوريا بما فيها داعش والنصرة.

قطر وإيران راعيان للقاعدة
منذ 2012، استضافت قطر قادة بارزين من حماس المصنفة على لوائح الإرهاب بمن فيهم مخططون إرهابيون مسؤولون عن قتل الأمريكيين. إنّ الكثير من الأنفاق والتكنولوجيا الصاروخية التي استخدمتها حماس في ثلاثة حروب مع إسرائيل خلال العقد الماضي، تمّ تمويلها وبناؤها بمساعدة من قطر. وأظهرت الوثائق التي نشرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي آي أي كيف كانت قطر متحالفة بقوة مع إيران لسنوات. ومن الواضح أنّ أسامة بن لادن رأى في قطر وإيران راعيين أساسيين للقاعدة.

الجزيرة فضحت الحروب القطرية بالوكالة
ويتابع وولد مقاله فيشير إلى أنّ قطر موّلت فروع الإخوان المسلمين وعزّزت التطرف من خلال الجزيرة ويوسف القرضاوي. وموّلت إيران العديد من فروع الإخوان نفسها ودعمتها بالكثير، بدءاً بالتدريب وصولاً إلى اللوجستيات، كما فعلت مع القاعدة. وتغطية الجزيرة كشفت المزيد من الأدلة على خوض قطر حروباً بالوكالة في المنطقة. ف "الانتفاضات" في البحرين حظيت بتغطية إعلامية واسعة من الشبكة القطرية. لكنّ الجزيرة أنكرت النفوذ الإيراني الواضح خلف تلك الانتفاضات المثيرة للريبة.

إيران تستنكر مقاطعة قطر
وحين أعلن الرباعي المناهض للإرهاب مقاطعته لقطر كانت إيران أول دولة تدين تلك الخطوة. كذلك، استنكر الحوثيون المدعومون من طهران ذلك التحرك. إنّ الولايات المتحدة تطلب من حلفائها مكافحة جميع أنواع الإرهاب بقوّة ومواجهة التمدد الإيراني العدائي. "كيف يمكننا أن نستمرّ بهذا الطلب إلى حلفائنا إذا غضّينا الطرف عن قطر؟" يسأل الجنرال المتقاعد. ويشدد على أنّ المنطقة تصل إلى لحظة تاريخية حيث تتعدل التحالفات والنزاعات وحيث مصير المنطقة يبقى مجهولاً. ويكتب أنّ التحالفات تتطور مع مرور الزمن، وعلى مصالح الأمن القومي أن تواكب هذا التطور. "ففي نهاية المطاف، ما نفع تحالف مع دولة ليست في الواقع حليفاً؟"

قرار قطر ومسؤولية واشنطن

وخيّر الجنرال المتقاعد قطر بين أن تكون حليفاً لأمريكا يواجه جميع الإرهابيين والمتطرفين والانضمام إلى واشنطن ضدّ إيران ووكلائها، وبين الاستمرار في ازدواجية السياسة الخارجية. لكن أياً يكن قرار قطر، على صنّاع القرار الأمريكيين تذكّر أنّ واشنطن لم تكن ولن تكون يوماً مقيّدة بوجود عسكري في العديد. وأضاف أنّه من الضروري إبلاغ حكّام قطر أنّهم إن لم يعدّلوا سلوكهم، فسيخرج الأمريكيون بسهولة من قاعدتهم.