مقاتلة من قوات سوريا الديمقراطية في الرقة.(أرشيف)
مقاتلة من قوات سوريا الديمقراطية في الرقة.(أرشيف)
الأحد 3 ديسمبر 2017 / 12:19

هل تخلت أمريكا عن المقاتلين الأكراد؟

كتب فلاديمير فان ويلغينبيرغ، صحفي حر يعمل من أربيل عاصمة كردستان العراق، ومحلل في السياسات الكردية لصالح مركز جيمس تاون عن التقارير التي تفيد أن الأمريكيين سوف يتوقفون عن تزويد وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا بالأسلحة الخفيفة منها والثقيلة، معتبراً أن خطوة كهذه تعني أن الولايات المتحدة قد تخلت عن أكفأ المقاتلين في محاربة داعش بعد طرده من الرقة ومدن سورية أخرى.

ولكن أحمد داديلي، ضابط كردي يعمل في سوريا بشكل وثيق مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، قال لـ ديلي بيست "من عادة أردوغان أن يتحدث باسم زعماء آخرين، وفي اليوم التالي يخرج هؤلاء الزعماء لنفي ما قاله أردوغان. الولايات المتحدة شريكتنا وهي تساعدنا وتدعمنا دولياً".

مرحلة الاستقرار
لكن قراءة لاحقة صدرت عن البيت الأبيض جاء فيها: "تماشياً مع سياستنا السابقة، أبلغ الرئيس دونالد ترامب الرئيس التركي أردوغان، تعليق ترتيبات بشأن دعم عسكري قدم لشركائنا على الأرض في سوريا. وحيث اكتملت الآن معركة الرقة، فإنا نعمل حالياً في إطار مرحلة الاستقرار، من أجل ضمان عدم عودة داعش". وقال داديلي بثقة: "نعم ترتيبات الدعم العسكري صحيحة، ولكن الدعم الأمريكي لن يتوقف".

واجب لا خيار

لكن، بحسب ويلغينبيرغ، لا يكف مسؤولون أتراك عن إلحاحهم على وجوب وقف الولايات المتحدة دعمها العسكري للأكراد في سوريا.
وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية التركي: "في كل مرة يخبرنا صديقنا وحليفنا الأمريكي بأن دعم الأكراد في الحرب على داعش ليس خياراً بل واجباً. ولطالما انتهى داعش، فإن ذلك الواجب سيزول تلقائياً".

تحالف متعدد العرق

ويلفت الصحفي لزعم يكرره مسؤولون أتراك من أنه لا فرق بين وحدات حماية الشعب الكردي السورية (واي بي جي) وبين مقاتلي حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) الذي صنفته أمريكا ضمن قائمة المنظمات الراعية للإرهاب، والذي يحارب الجيش التركي منذ أكثر من 30 عاماً. لكن مسؤولين أكراداً، ومعهم مسؤولون أمريكيون، يرفضون الربط بين واي بي جي وبي كي كي. ومنذ 2015، بدأت الولايات المتحدة بدعم قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، تحالف متعدد العرق يضم عرباً وأكراداً.

استمرار الشراكة
ويقول آرون شتاين، زميل في "أتلانتيك كاونسيل" في واشنطن: "حتى هذه اللحظة، ما زالت الشراكة بين أمريكا والأكراد قائمة. وتراجعت حدة القتال، ولكن القوات العسكرية باقية هناك. وألمح ترامب لعزمه على التوقف عن تزويد واي بي جي مباشرة بالأسلحة، ما يوحي بالعودة للحالة التي سبقت مايو (أيار) 2007، وحيث شاركت قوات أمريكية برية ومقاتلات في القتال ضد داعش، ولكن لم يقدم حينها دعم لواي بي جي أو قوات قسد".

التزام
وقال الناطق باسم التحالف الدولي، الكولونيل ريان ديلون إن التحالف ملتزم بالقضاء على داعش في سوريا، وضمان عدم عودته إلى مناطق محررة. وسوف نواصل شراكتنا مع قوات سوريا الديمقراطية لاستكمال تحرير ما تبقى من مناطق ما زالت تحت سيطرة التنظيم، كما سندعم عمليات أمنية لتأمين الاستقرار في تلك المناطق.

وأضاف ديلون "ما زالت 70 دولة وأربع منظمات غير حكومية ممن تشكل التحالف ملتزمين بتقديم المساعدة والمشورة والدعم لشريكنا القوات في سوريا ولضمان استدامة هزيمة داعش. وسنقف إلى جانب قوات قسد خلال مباحثات جنيف من أجل السلام في سوريا".