من احتفالات العيد الوطني في الإمارات.(أرشيف)
من احتفالات العيد الوطني في الإمارات.(أرشيف)
الأحد 3 ديسمبر 2017 / 19:58

ما الذي يحمله ديسمبر؟

احتفالات اليوم الوطني السادس والأربعون ارتبطت بالاحتفاء بعام زايد في مئويته الخصبة، هذا العام الذي سيكون الأفق الأرحب، والأرض الأخصب، لمبادرات وإنجازات ومشاريع تحمل الخير للإنسانية جمعاء

فكرة كانت في عقل زايد، فمشورة وتشاور مع راشد، ثم اتساع للفكرة يصل إمارات الساحل وينظمها سبع لآلئ في عقد يزين الخليج العربي، ويدعم الوحدة العربية، ويفيض نوره على العالم. هكذا بدأ الاتحاد، وهكذا كانت الرؤية في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) عام 1971.

وفي كل عام يأتي الثاني من ديسمبر ليحمل الفرح والفخر، ويرسخ الهوية والانتماء، ويقوي الأساس ويرفع البنيان. وفيه يتبادل الإماراتيون التهاني، وأجمل تهنئة تلقتها القلوب الإماراتية هذا العام هي مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي قال عن الثاني من ديسمبر: "يوم نعتز به ونفتخر، فيه تأسست أركان دولة عطاؤها الخير، ونهجها التسامح، وبناؤها اﻹنسان، كل عام واﻹمارات أقوى وأعز وأعلى مكانة". إن القيم التي يؤكدها سموه هي قيم متجذرة في الشخصية الإماراتية، وتزداد رسوخا مع الأيام، متحدية سهام الغدر، وتآمر الجار، وخطاب الخيانة والكراهية والتطرف.

في ديسمبر من كل عام، تسائل النفوس نفسها، وتخطط العقول لأيامها المقبلة، وتجرد المؤسسات أعمالها. أما الإمارات وطناً وقيادة وشعباً فإنها تفكر في ترسيخ الهوية الإماراتية الأصيلة، عازمة بجد على صناعة المصير الإنساني المشترك، ومجددة العزم على مشاركة شعوب الأرض مشاعر السعادة والتسامح والألفة والمحبة.

وفي هذا العام يبدو المستقبل الإماراتي أكثر إشراقاً، فقد بدا ديسمبر مليئاً بالحماس والزهو. فاحتفالات اليوم الوطني السادس والأربعون ارتبطت بالاحتفاء بعام زايد في مئويته الخصبة، هذا العام الذي سيكون الأفق الأرحب، والأرض الأخصب، لمبادرات وإنجازات ومشاريع تحمل الخير للإنسانية جمعاء.

كيف يحتفل الإماراتيون بالثاني من ديسمبر؟ أزعم أنه احتفال ليس كاحتفالات الشعوب الأخرى. وأزعم صادقاً أن ما أدعيه لا ينمّ عن حماسة مفرطة للوطن، ولكنه استقراء بعين من يحب أن يرى الفرحة في عيون الشعوب.

لست أتحدث عن موسوعة غينس التي صارت تعج بالعلم الأكبر، والمسيرة الأطول والكعكة الأضخم، فهذه على طرافتها وظرافتها تكون مجرد شكليات إذا ما تحدثنا عن تقليد بدأ ينتشر في العائلات الإماراتية في السنتين الأخيرتين إذ تجتمع العائلات الكبيرة في بيت كبير العائلة أو مزرعته للاحتفاء بالاتحاد في مظاهر تجمع بين تعليم الأحفاد موروثاً كاد يختفي وبين اجتماع حول أطباق شعبية وبأزياء تقليدية أو عسكرية ترسم البسمة على الوجوه.
هذا لأن الإمارات عائلة واحدة، ولأن البيت متوحد.