مؤتمر صحافي للإعلان عن تسليم شيشانيين إلى روسيا في القامشلي في نوفمبر الماضي.(أرشيف)
مؤتمر صحافي للإعلان عن تسليم شيشانيين إلى روسيا في القامشلي في نوفمبر الماضي.(أرشيف)
الإثنين 4 ديسمبر 2017 / 12:53

الشيشان تنافس اللاعبين الكبار على دور في سوريا

24- زياد الأشقر

أفاد موقع "سيريا ديبلي" أن اللاعبين الدوليين يعيدون تموضعهم لاستغلال وقائع جديدة في سوريا وتعزيز انخراطهم في اعادة بناء هذا البلد. ومن بين اللاعبين الدوليين، برزت جمهورية الشيشان الروسية، كمنافس جديد.

يتحرك قديروف منذ سنوات بما يتجاوز سيطرة الكرملين عليه. وهو عارض مؤخراً بشكل علني الموقف الروسي الرسمي بعدم التدخل في ميانمار، ونظم احتجاجات في غروزني وموسكو

فبينما يبدو غريباً وضع كيانٍ فيديرالي روسي على قدم المساواة مع دول مستقلة، فإن الانخراط الأخير للسلطات الشيشانية، يبدو غير مسبوق. وقد تزايد دور الشيشان وزعيمها رمضان قديروف في سوريا، بشكل لافت العام الماضي، إذ إن القوات المسلحة الشيشانية تلعب دوراً حاسماً في مناطق خفض التصعيد. وفيما تزعم موسكو أنها أقرت معظم هذا الانخراط، فإن المصلحة الشيشانية في سوريا تذهب أبعد من الكلام الرسمي للكرملين.


600 مقاتل شيشاني
فبالنسبة إلى الشيشان، تعتبر سوريا جزئياً معركة محلية بين القوات الحكومية والمتمردين. واعادة الغزو الروسي لجمهورية الشيشان المتمردة عام 2000 ، أطلقت تمرداً طويلاً ضد القوات المدعومة من روسيا، وقد انشق والد قديروف إلى الجانب الروسي (وهي خطوة كافأه عليها الكرملين بتوليته الرئاسة). ومع امتلاك القوات الحكومية اليد العليا في الداخل، فإن المقاتلين الإسلاميين الشيشانيين نقلوا المعركة إلى ميدان آخر. وسافر 600 متمرد شيشاني على الأقل عام 2014 إلى سوريا للمشاركة في القتال هناك إلى جانب مئات آخرين انضموا إليهم من أوروبا. وانضم الكثير منهم إلى داعش بينهم عمر الشيشاني "وزير الحرب" في هذا التنظيم.

ومع أن قديروف أعلن رغبته في قتل "هؤلاء الشياطين" في سوريا منذ أوائل أكتوبر(تشرين الأول) 2015، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يسمح له بنشر قوات في سوريا حتى الشتاء الماضي. (وفي هذه الأثناء، زعم داعش أنه أعدم العديد من الجواسيس الشيشانيين الذين كانوا يعملون لمصلحة قديروف).

انتشار القوات الشيشانية

وقال التقرير إن قوات الأمن الشيشانية انتشرت أول الأمر في سوريا أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2016. وبنهاية ذلك الشهر، تمركز نحو 500 جندي شيشاني في مدينة حلب، وعرض الإعلام الروسي صوراً لهم يشرفون على إجلاء مقاتلي المعارضة ويوزعون المساعدات الإنسانية. وفي فبراير (شباط) انضمت كتيبة من جمهورية أنغوشيا الروسية في شمال القوقاز التي تحاذي الشيشان، إلى هذه القوات. ومذذاك أتمت هذه الكتائب عدة تبديلات وانتشرت على خطوط جبهات أخرى. وأُرسل بعضها إلى منبج لنزع فتيل التوتر بين القوات الكردية المدعومة أمريكياً والقوات المدعومة من تركيا، بينما أشرفت كتائب أخرى على انسحاب مقاتلي المعارضة من حي الوعر المحاصر في حمص.

خفض التصعيد

وأوضح التقرير أن دور المقاتلين الشيشانيين وأعدادهم تزايد في مايو (أيار)، بعدما توصلت روسيا وتركيا وإيران إلى اتفاق خفض التصعيد في سوريا. ونشرت روسيا 400 عنصر من الشرطة العسكرية الشيشانية في درعا بجنوب سوريا، ولاحقاً أقامت نقاط تفتيش شيشانية في الغوطة الشرقية قرب دمشق وقرب الرستن بريف حمص الشمالي. وبنهاية يوليو (تموز) أرسلت روسيا أربع كتائب على الأقل من الشرطة العسكرية الشيشانية من شمال القوقاز إلى سوريا، وفق ما كان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلن عنه في يونيو (حزيران). كذلك أعلنت السلطات الشيشانية عن عزمها إعادة إعمار مساجد دمرتها الحرب.

سابقة غير محببة
وحتى الآن، لم تنزعج موسكو من خطوات قديروف المستقلة ذاتياً، لكنها قد ترسي سابقة غير محببة للكرملين في مناطق أخرى. ويتحرك قديروف منذ سنوات بما يتجاوز سيطرة الكرملين عليه. وهو عارض مؤخراً بشكل علني الموقف الروسي الرسمي بعدم التدخل في ميانمار، ونظم احتجاجات في غروزني وموسكو. وعلى الجبهة الداخلية، فإن رغبة قديروف المزدوجة في المعارضة وقربه من ألاف العناصر من قوات الأمن الحسنة التدريب، قد تتسبب قلق روسيا. ومع ذلك، فإنه طالما بقيت مصلحة قديروف وروسيا متقاطعة في سوريا، فإن الدور الشيشاني العسكري والسياسي والاقتصادي من المرجح أن يستمر في التعمق.