الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح (أرشيف)
الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح (أرشيف)
الإثنين 4 ديسمبر 2017 / 20:40

علي عبدالله صالح: رصاصة حوثية في الرأس أنهت مسيرة "المهندس" البارع

"ساعة الصفر قادمة.. لا بد من إنقاذ البلاد من حماقة جماعة الحوثي"، كانت هذه آخر تصريحات تداولتها وسائل إعلام للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، قبل أن يلقى حتفه على يد ميليشيات الحوثي الإيرانية اليوم الإثنين، بعد اقتحام منزله وسط العاصمة صنعاء.

وقالت مصادر يمنية إن علي عبدالله صالح، أعدم من قبل مليشيات الحوثي عقب تسليم نفسه صباح اليوم في صنعاء، حيث تخوض قواته قتالاً شرساً ضد مسلحي جماعة الحوثي، وقالت مصادر إعلامية في الجماعة إن صالح قتل في اشتباك مسلح خلال اقتحام منزله وسط صنعاء.

نبذة عن حياته
ولد الرئيس اليمني السابق في 21 من مارس (آذار) عام 1942، لأسرة فقيرة من قبيلة حاشد في قرية بيت الأحمر بمنطقة سنحان في العاصمة اليمنية صنعاء.

عمل صالح راعياً للأغنام وتلقى تعليمه في القرية إلا أنه غادرها للجيش عام 1958 وهو في سن السادسة عشر.

التحق علي عبدالله صالح بمدرسة ضباط القوات المسلحة عام 1960 حيث شارك بأحداث ثورة 1963، وفي عام 1975 أصبح القائد العسكري للواء تعز وقائد معسكر خالد بن الوليد ما أكسبه نفوذاً كبيراً وممثلاً لدولة اليمن في في عدة محافل خارج البلاد.

وفي 11 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1977 قتل إبراهيم بن محمد الحمدي في ظروف غامضة ثم خلفه أحمد الغشمي في رئاسة الجمهورية لأقل من سنة وقتل بدوره ليصبح علي عبد الله صالح عضو مجلس الرئاسة رئيساً للجمهورية اليمينة (اليمن الشمالي) منذ أغسطس (آب) عام 1978.

توحيد اليمن
أصبح علي عبدالله صالح رئيساً للجمهورية اليمنية بعد إعلان 22 مايو (أيار) عام 1990 قيام الوحدة اليمنية، وعين علي سالم البيض نائباً له.

وبعد أربع سنوات من إعلان الوحدة اليمنية، اندلع خلاف بين الرئيس ونائبه ما أدى إلى بقاء الأخير في عدن قبل اندلاع حرب شرسة بين قوات الشطرين الشمالي والجنوبي في صيف عام 1994، انتهت بانتصار قوات الشمال بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح.

وفي سبتمبر (أيلول) عام 1999 أجري اقتراع سياسي انتخب على إثره علي عبدالله صالح ليكون رئيساً لليمن.

لكن اليمن بقي لسنوات عديدة مسرحاً لتصارع عدة قوى أهمها الميليشيات الحوثية في الشمال، والجنوبيون الذين يعتبرون أن الوحدة تمت على حسابهم، وأيضاً تنظيم القاعدة الإرهابي ونشاطه في اليمن.

وبعد أن تعرضت سفارتا الولايات المتحدة في تنزانيا وكينيا إلى هجومين داميين، عام 1998، وفي أعقاب اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001، تمكن صالح من كسب الغرب إلى صفه، وكسب صداقة واشنطن من خلال جهوده لمقاومة وجود تنظيم القاعدة في بلاده.

صراعات مستمرة
ومنذ عام 2004 حتى 2010 دخل صالح في صراع مع الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وفي عام 2012 غادر علي عبدالله صالح الحكم وتحديداً في 27 فبراير (شباط) وذلك بعد أشهر من الاضطرابات وبعد أن أصيب بجروح خطيرة في هجوم نفذ في يونيو (حزيران) 2011، وأعلن الحزب الحاكم في اليمن موافقته على المبادرة التي طرحتها دول مجلس التعاون الخليجي لإنهاء الأزمة في اليمن.

ورغم تسليم صالح بقيت قواته التي كان يقودها نجله أحمد تدين بالولاء له في القتال مع الحوثيين، ورفضوا أوامر القادة العسكريين الموالين للرئيس اليمني الحالي عبد ربه منصور هادي حتى استطاع الحوثيون إسقاط صنعاء، فيما ذهب هادي إلى عدن.

وفي عام 2014، تحالف الرئيس اليمني السابق مع "أعداء الأمس" الحوثيين الذين استولوا على العاصمة صنعاء، ثم لفترة قصيرة على عدن التي سريعاُ ما استعادها التحالف العربي بقيادة السعودية، وهدد صالح بشن حرب على الرئيس هادي وعلى الجنوب وأعلن أنه لن يدع لهم مجالاً للهرب.

الخلاف مع الحوثي
وبقي تحالف صالح والحوثيين قرابة 3 أعوام، في الوقت الذي شهدت فيه اليمن اشتباكات عنيفة وقصف عشوائي خلف آلاف الضحايا.

إلا أنه مؤخراً تصاعدت حده الخلافات والتهديدات بين قوات المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده علي عبدالله صالح وميليشيات الحوثي الإيرانية إثر اتهام الأخير للرئيس اليمني السابق بـ"الاتفاق سراً" مع التحالف العربي بقيادة السعودية للانقلاب على الحوثيين وإدخال أنصاره القبليين إلى العاصمة صنعاء، فك الارتباط مع الجماعة.

وقبل يوم من اغتيال صالح، أعلن رسمياً أن حزبه قرر فض الشراكة مع ميليشيات الحوثي. وقال إن ذلك جاء بعد حماقات ارتكبتها جماعة الحوثي التي تسببت في تجويع الشعب من أجل مطامعها الشخصية ورؤيتها الضيقة التي رسمتها لها إيران.

صفحة جديدة.. وترحيب
وأشار صالح إلى أن "ساعة الصفر قادمة" على صعيد المعارك في صنعاء وسيهبّ الجيش والحرس الجمهوري للانضمام إلى الحرب، داعياً إلى انتظار الساعات القادمة، مشيراً إلى فتح صفحة جديدة مع دول الجوار.

بدوره، رحب التحالف بقيادة السعودية بعرض الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الحوار، وقال بيان للتحالف إن "قرار استعادة حزب المؤتمر الشعبي في اليمن زمام المبادرة وانحيازهم لشعبهم سيخلص اليمن من شرور الميليشيات الطائفية الإرهابية التابعة لإيران".

نهاية صالح
وأكد البيان "وقوف التحالف بكل قدراته في كافة المجالات مع مصالح الشعب اليمني للحفاظ على أرضه وهويته ووحدته ونسيجه الاجتماعي في إطار الأمن العربي والإقليمي والدولي".

إلا أنه فجر الإثنين، أعلن الحوثيون اغتيالهم للمغدور صالح، وأكدت عضو اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام فائقة السيد مقتل زعيم الحزب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على أيدي الميليشيات الحوثية.

وقالت: "استشهد الزعيم ودشّن معركة تحرير صنعاء من ميليشيات الحوثي".