شاب يوح بعلم المعارضة السورية.(أرشيف)
شاب يوح بعلم المعارضة السورية.(أرشيف)
الثلاثاء 5 ديسمبر 2017 / 14:10

تعاون قطر مع تركيا وإيران يشكل تحدياً لأمريكا في المنطقة

طوال شهر نوفمبر( تشرين الثاني) الأخير، بدا أن كلمة "استقرار" كانت أهم شيء بنظر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الحرب على داعش. وقد شملت تلك الكلمة العمليات في سوريا والعراق بعد تحرير الرقة من قبضة داعش في أكتوبر ( تشرين الأول)، مع آخر منطقة سكنية في العراق في منتصف نوفمبر( تشرين الثاني).

تخذت قطر موقفاً مستقلاً عن مجلس التعاون الخليجي، واصطدمت مع السعودية والإمارات بسبب دعمها لحماس والإخوان المسلمين، فضلاً عن تشغيلها لقناة الجزيرة

وورد في بيان صدر عن البيت الأبيض، في 24 من الشهر الأخير: "نقترب اليوم من مرحلة استقرار". ووردت تفاصيل حول محادثات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان.

ولكن برأي سيث فرانتزمان، صحفي مقيم في القدس، حائز على عدة جوائز دولية، فإن ما يعنيه الاستقرار بالتحديد لدى البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض، يعتمد على تقارير عدد من قادة قوة العمل المشتركة في عملية العزم الصلب. وما هو واضح بالتأكيد هو أن الولايات المتحدة، وبعد ثلاث سنوات من الحرب ضد داعش إلى جانب سبعين دولة، تمر اليوم بمرحلة انتقالية في الشرق الأوسط. وسوف يشمل ذلك مواصلة تدريب قوات أمنية عراقية، من بينها 124 ألف جندي دربتهم قوات التحالف، بحسب الكولونيل ريان ديلون، المتحدث باسم التحالف. كما سوف يشمل ذلك شكلاً من الشراكة مع قوات سوريا الديموقراطية ( قسد)، والتي كانت شريكاً فعالاً في الحرب ضد داعش.

حالة معقدة
وبرأي الكاتب، يمكن استخلاص درس من الحرب ضد داعش، وهو أن المنطقة تمر اليوم بحالة معقدة. فتركيا لها قوات في سوريا وكذلك قطر. وهناك قوات تحارب بالوكالة عن إيران، في العراق كالحشد الشعبي، وفي سوريا ممثلة بحزب الله، وفي اليمن ممثلة بالحوثيين. وما زال داعش نشطاً في سوريا والعراق ومصر وما وراءها. وعلاوة عليه، وقعت الولايات المتحدة مع روسيا والأردن اتفاق هدنة خاصاً بجنوب سوريا. ونتيجة لكل ذلك، يختفي داعش فيما تلوح في الأفق تحديات جديدة.

توترات
من التطورات الجديدة التي يشير إليها فرانتزمان، سعي إسرائيل لوضع خطوط حمراء في سوريا، محذرة إيران من وجوب الاحتفاظ بقواعدها في مكان بعيد عن هضبة الجولان. ولذا يجب أخذ التحذيرات الإسرائيلية في الاعتبار، خلال العام المقبل، لأن ضربة إسرائيلية في سوريا قد تقود لصراع مع حزب الله وإيران.

كما يلفت الكاتب لانتقاد السعودية لإيران بصورة متزايدة، خلال السنوات القليلة الماضية، وخاصة لجهة إرسالها نشطاء وأسلحة دعماً للحوثيين في اليمن.

تركيا وأمريكا وقسد
وبعدما تحدث ترامب مع أردوغان، في نهاية نوفمبر( تشرين الثاني) الأخير، نشرت تقارير أن الولايات المتحدة سوف توقف تزويد وحدات حماية الشعب الكردي( واي بي جي) بالأسلحة.

ولكن القراءة الحقيقية التي قدمتها السفارة الأمريكية في أنقرة لم تذكر بالاسم قوات واي بي جي. وعوضاً عنه قيل إنه "تم تعليق ترتيبات تتعلق بتقديم دعم عسكري لشركائنا على الأرض في سوريا".

غير مقبول
لكن، بحسب فرانتزمان، هذا أمر غير مقبول بالنسبة لتركيا. فأنقرة تعتبر واي بي جي فرعاً سورياً لحزب العمال الكردستاني، ولطالما عبرت عن غضبها حيال أية علاقات أمريكية مع واي بي جي.

من جهة أخرى، هناك بحسب الكاتب، صراع قادم بين أمريكا وتركيا حول شرق سوريا. فقد بدأت تركيا بالعمل بشكل وثيق مع روسيا وإيران، وخاصة منذ إجراء استفتاء على استقلال كردستان في شمال العراق.

محاولة
ويشير الكاتب لما يرمز إليه الحوار بين موسكو وأنقرة بوصفه محاولة لاستبعاد الولايات المتحدة من المعادلة في سوريا. وفعلاً لم تلعب أمريكا، منذ أكثر من عام، أي دور فعال في عملية جنيف للسلام، ولم تشارك بمحادثات أستانة، أو سوتشي. وذلك ما يغيب شركاء أمريكا في شرق سوريا عن أي اتفاق لاحق.

موقف مستقل
من جانب آخر، عارضت تركيا وإيران الاستفتاء على استقلال كردستان العراق الذي أجري في 25 سبتمبر( أيلول). واتخذت قطر موقفاً مستقلاً عن مجلس التعاون الخليجي، واصطدمت مع السعودية والإمارات بسبب دعمها لحماس والإخوان المسلمين، فضلاً عن تشغيلها لقناة الجزيرة. كما دعمت كل من تركيا وقطر حكومة الإخوان بقيادة محمد مرسي في مصر لحين خلعه في عام 2013. ودعمت أيضاً قطر وإيران حماس.

وأما تركيا التي أساءها دعم أمريكا لقوات قسد في سوريا، فقد شعرت بأن روسيا هي سبيلها للمشاركة في مفاوضات تتعلق بمستقبل سوريا.

وتمثل كل تلك التطورات، برأي الكاتب، قضية شائكة أمام إدارة ترامب الراغبة ببناء تحالف مضاد لإيران كان يفترض أن يضم تركيا والعراق.