الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.(أرشيف)
الخميس 7 ديسمبر 2017 / 13:24

تركيا دولة معزولة...موسكو منفذها الوحيد

حذر طه أكيول، كاتب سياسي، من أن تركيا لا تواجه مشاكل خطيرة مع الغرب وحسب، بل هي تزداد عزلة.

من الطبيعي، بحسب أكيول، أن تسعى تركيا لتحسين علاقاتها مع روسيا. ولأن موسكو لا تهتم بالديمقراطية ولا بحكم القانون، فإن وسائل إعلام روسية ومؤسساتها العامة لا تنتقد أنقرة

وأطلق رئيس الوزراء التركي، بينالي يلدريم، برنامجه الحكومي في 16 يونيو ( حزيران)، 2016، بعد وقت قصير من تسلمه منصبه. ولخص يومها رؤيته بأنها ستكون "سياسة خارجية تكثر من الأصدقاء، وتقلل من الخصوم في المنطقة وحول العالم".

تطور وحيد
وقال أكيول في مقال في صحيفة "حريت": "كانت تلك رؤية جيدة، وعززت آمال وتطلعات معظم الأتراك". ولكن بعد مضي 18 شهراً على إطلاقها، كان التطور الإيجابي الوحيد الذي شهدته تركيا، هو تحسن العلاقات بين تركيا وروسيا بعدما قام الرئيس رجب طيب أردوغان بزيارة إلى موسكو في 9 أغسطس ( آب). ولكن المشاكل مع أوروبا والولايات المتحدة ودول في الشرق الأوسط ازدادت.

حصار
ولذا يسأل الكاتب: "هل انقلب العالم ضدنا، وفرض حصاراً على تركيا؟ أم أصبحت تركيا دولة معزولة؟". ومن الطبيعي، بحسب أكيول، أن تسعى تركيا لتحسين علاقاتها مع روسيا. ولأن موسكو لا تهتم بالديمقراطية ولا بحكم القانون، فإن وسائل إعلام روسية ومؤسساتها العامة لا تنتقد أنقرة. كذلك، ترفض موسكو الاعتراف بحزب العمال الكردستاني ( بي كي كي) المحظور في تركيا بصفته تنظيماً إرهابياً.
  
تناقض
ويشير أكيول إلى أنه لو رأت دولة عضو في الاتحاد الأوروبي أن بي كي كي ليس تنظيماً إرهابياً، فإن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ستصدر أحكاماً بحق ذلك البلد. إذاً ما الذي يعنيه نفس الموقف بالنسبة لروسيا؟

وفي هذا السياق، يلفت الكاتب لصورة التقطت حديثاً للجنرال الروسي أليكس كيم بجانب ممثل وحدات حماية الشعب الكردي" واي بي جي" ( تتهمها تركيا بكونها فرعاً لبي كي كي) أمام علم روسيا وتحت راية للوحدات، في مدينة دير الزور السورية. وهناك، أصدر العسكريان بياناً مشتركاً.

ولم تكن تلك هي المناسبة الوحيدة بعد تحرير دير الزور من داعش، التي أكدت التعاون بين روسيا وميلشيات كردية في سوريا.

اتهامات
ويقول الكاتب إن جميع الأتراك يتذكرون الضربة الموجعة التي وجهها الرئيس الروسي بوتين لتركيا، في نوفمبر ( تشرين الثاني) 2015، بعدما أسقطت تركيا مقاتلة روسية. يومها اتهم بوتين أنقرة "بدعم منظمات إسلامية متطرفة"، ما أضر بقطاع السياحة والصادرات التركية.

وفي 28 سبتمبر (أيلول)، 2015، قال بوتين في الأمم المتحدة: "باستثناء حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وميلشيات كردية، لا أحد يقاتل داعش، بالمعنى الحقيقي". وهكذا استهل بوتين استراتيجيته لتشريع دور واي بي جي في الحرب ضد داعش.

واتهم بوتين الحكومة التركية "بدعم متطرفين والمتاجرة بالنفط مع داعش"، خلال منتديات رفيعة المستوى، كقمة مجموعة العشرين.

اقتناص فرصة
ويلفت أكيول لاستغلال وحدات واي بي جي الفرصة، عندما نشرت تلك التصريحات في وسائل إعلام غربية، لكي تقدم نفسها كوكيلة لكل من روسيا وأمريكا، في الحرب ضد داعش في سوريا.

وبدأت الولايات المتحدة في تسليح واي بي جي، وفي نفس الوقت، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رسمياً، عن تقديم أسلحة" للأكراد في سوريا، بحجة "مشاركتهم في القتال ضد منظمات إسلامية متطرفة".

عبرة تاريخية
ويقول الكاتب إنه فيما تقوم الولايات المتحدة حالياً بتسليح واي بي جي، يسعى الروس لفتح مجال ديبلوماسي لهذا الحزب عبر قناة "المؤتمر الوطني السوري".

وبرأي أكيول، يركز هذا الوضع المقلق الضوء على درسين هامين: أولهما وجوب أن تكون توجهات السياسة الخارجية هادئة وعقلانية، ومنفصلة تماماً عن الشؤون الداخلية. وثانيهما، أن تؤدي جهود ديبلوماسية لهز تحالفات أساسية.

وبحسب الكاتب، يتوجب على أنقرة طرح استراتيجية ديبلوماسية قوية لإصلاح علاقاتها مع الغرب، ولتحسين علاقاتها مع موسكو. كما يحتاج الاقتصاد التركي "لجو مماثل من الثقة". ففي جميع الأحوال، التاريخ حافل بدروس تؤكد "خطر العزلة في هذه المنطقة".