زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن (أرشيف)
زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن (أرشيف)
الإثنين 11 ديسمبر 2017 / 14:56

العلاقة الخطيرة بين إيران والقاعدة... مستمرة

في نوفمبر (تشرين الثاني)، نشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وثائق تتحدث عن العلاقة التي تربط إيران بتنظيم القاعدة، ما أثار موجة من القلق، علماً أن الأمريكيين اكتشفوا هذه العلاقة السرية، وتكتموا عليها منذ 2 مايو (أيار) سنة 2011، وتحديداً إبان إعلان مقتل أسامة بن لادن في باكستان.

إحدى الوثائق الأمريكية تبين أن الاستخبارات الإيرانية عرضت على مقاتلي تنظيم القاعدة المستقرين في إيران مدّهم بكل ما يحتاجون إليه، من أموال وسلاح، ومعلومات تتعلق بالحليف اللبناني، حزب الله، شرط أن يوجه التنظيم ضربات تستهدف المصالح الأمريكية في السعودية وباقي دول الخليج

ونقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية مايك بومبيو أن ثمة فعلاً علاقات مشتركة بين الطرفين، حيث تعاونت إيران -وما زالت- مع تنظيم القاعدة، في حين تربطهما العديد من الاتفاقيات، على غرار اتفاق "عدم اعتداء".

وأضافت الصحيفة أن بعض هذه الوثائق، التي رفعت عنها السرية، تتحدث عن حمزة، الابن المفضل لأسامة بن لادن. وضمن هذه الوثائق، هناك مقطع فيديو يعرض حفلة زواج حمزة بن لادن في سنة 2007 في إيران. وهو صار الناطق الرسمي الثاني باسم تنظيم القاعدة بعد زعيم التنظيم، أيمن الظواهري.

موجة من المقاتلين
وبينت إحدى الوثائق توافد موجة من المقاتلين الفارين من أفغانستان إلى إيران؛ هرباً من القوات الأمريكية، بين سنتي 2001 و2002. وقد استقر هؤلاء المقاتلون التابعون لتنظيم القاعدة بسهولة في إيران، تحت مرأى أجهزة الاستخبارات الإيرانية.

وأوضحت الصحيفة أن إحدى الوثائق الأمريكية تبين أن الاستخبارات الإيرانية عرضت على مقاتلي تنظيم القاعدة المستقرين في إيران مدّهم بكل ما يحتاجون إليه، من أموال وسلاح، ومعلومات تتعلق بالحليف اللبناني، حزب الله، شرط أن يوجه التنظيم ضربات تستهدف المصالح الأمريكية في السعودية وباقي دول الخليج.

خطوط تواصل
وإلى نية إيران استخدام مقاتلي تنظيم القاعدة أداة لخدمة مصالحها، كشفت الوثائق أيضا أن واشنطن بدورها عملت على فتح خطوط تواصل مع المسلحين السنة، الذين ينحدرون من محافظة سيستان وبلوشستان، الواقعة جنوبي شرق إيران، تحديداً على الحدود مع باكستان وأفغانستان. وكان الأمريكيون يسعون من خلال ذلك، حسب الوثائق، إلى زعزعة الاستقرار في الدولة الشيعية.

أبو حفص الموريتاني

وأفادت الصحيفة أن إيران كانت على صلة بأحد رموز تنظيم القاعدة، أبو حفص الموريتاني، الذي غادر الجزائر منذ التسعينات متجهاً إلى أفغانستان. وقد كان الموريتاني، الذي يعد أحد المقربين من بن لادن، من بين أهم المطلوبين من واشنطن، قبل أن يلجأ إلى إيران، حيث تولى مهمة المتحدث باسم تنظيم القاعدة، في حين عمل على التواصل مع الأجهزة الاستخباراتية الإيرانية خلال شهر ديسمبر سنة 2001.

ووفقاً للوثائق الأمريكية، اتفق الموريتاني مع الإيرانيين على نقل مقاتلين ينتمون إلى القاعدة إلى إيران بصفة سرية في ظل عمليات التعقب الأمريكية اللصيقة. وفي عام 2002، التحق بهؤلاء المقاتلين مدبر هجمات السفارات الأمريكية في تنزانيا وكينيا، المصري سيف العدل، إضافة إلى ذراع بن لادن الأيمن، أبو محمد المصري.

الزرقاوي

أكدت الوثائق أيضاً أن طهران غضت الطرف عن تنقل مقاتلين لتنظيم القاعدة عبر أراضيها نحو العراق إبان الغزو الأمريكي لبلاد الرافدين سنة 2003. وقد عمد هؤلاء المقاتلون إلى تعزيز صفوف أحد رموز الجهاد ضد الأمريكيين في ذلك الوقت، أبو مصعب الزرقاوي.