الرئيس اليمي الراحل علي عبدالله صالح(أرشيف)
الرئيس اليمي الراحل علي عبدالله صالح(أرشيف)
الإثنين 11 ديسمبر 2017 / 14:53

الحوثيّون قتلوا صالح ... لكن ماذا عن داعميهم الإيرانيين؟

في حين كان الإعلام العالميّ يركّز على الحوثيّين في عملية اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، أكد الباحث السياسيّ الأمريكي من أصل إيراني الدكتور مجيد رافي زاده وجوب تركيز الإعلام أيضاً على الدور الإيراني المحتمل في تلك العملية. زاده الذي يرأس المجلس الأمريكي الدولي، كتب في صحيفة "ذي اراب نيوز" السعودية أنّه من المهم الإشارة إلى وجوب أخذ الميليشيات المدعومة من إيران الموافقة المسبقة من المرشد علي خامنئي قبل المباشرة بأي خطوة سياسية أو عسكرية بارزة.

لولا الدعم الذي قدّمه النظام الإيراني على أصعدة عديدة مثل المخابرات العسكريّة، التدريب، المساعدات المالية واللوجستية والاستشارية، لما كان بإمكان الحوثيين أن يكونوا أقوياء إلى هذه الدرجة

وإلى جانب المرشد الإيراني، يمكن أن يكون القادة الكبار في الحرس الثوري مثل محمّد علي جعفري أو الجنرالات البارزين في فيلق القدس مثل قاسم سليماني في موقع إعطاء الموافقة المسبقة على هذه العمليّات كما يكتب زاده.

يضيف الباحث أنّه لولا الدعم الذي قدّمه النظام الإيراني على أصعدة عديدة مثل المخابرات العسكريّة، التدريب، المساعدات المالية واللوجستية والاستشارية، لما كان بإمكان الحوثيين أن يكونوا أقوياء إلى هذه الدرجة. واستمرّ النظام الإيراني في مدّ الحوثيّين بالأسلحة والذخيرة في النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات في اليمن. وتقوم طهران بشحن الأسلحة والتكنولوجيا غير المشروعة إلى اليمن فيما تتحدث التقارير عن أنّ الحرس الثوري يستخدم طريقاً جديداً عبر الخليج لتمرير شحنات الأسلحة السرية إلى الحوثيين.

أربع ركائز للميلشيات الإيرانية

ويتطرق زاده إلى الإطار الأعم حيث يقدّم المشهد اليمني نظرة إلى التكتيكات والاستراتيجيات الطويلة المدى التي تتّبعها الميليشيات الإيرانية في المنطقة على امتداد الشرق الأوسط والتي تستند إلى أربع ركائز: زعزعة الاستقرار، إثارة النزاعات، الاغتيال، ورفض أي حل يحظى بشرعية دولية. إنّ النظام الإيراني يرتاح ويزداد إتقاناً في تبنّي مقاربات استراتيجية بعيدة المدى مبنية على الغموض وإنكار تورّطه في مشاكل المنطقة. فمن خلال نشر الميليشيات والعملاء وتنظيم العمليات السرية، يصبح صعباً على المجتمع الدولي أن يوجّه أصابع الاتهام إلى طهران.

العالم يعتاد على إرهاب إيران

بعد فترة من الزمن، يجعل النظام الإيراني المجتمع الدولي معتاداً على إرهابه وخروقاته للمجتمع الدولي ونشاطاته غير الشرعية إضافة إلى أعمال العنف المتورط فيها. إنّ لدى طهران تاريخ طويل في استخدام أطراف ثالثة لإسكات أعدائها الأجانب وتوجيه تهديدات إلى المعارضين الإيرانيين الذين يعيشون في الخارج أو حتى قتلهم. يذكّر زاده بتقديم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لاستقالته مؤخراً بعد اعتراض على تدخل إيران في الشؤون اللبنانية من خلال حزب الله معلناً عن وجود تهديد باغتياله كما حصل مع والده منذ 12 سنة.

162 عملية اغتيال في 19 دولة
وفقاً لمركز توثيق حقوق الإنسان في إيران، إنّ قادة النظام الإيراني تورطوا في 162 عملية اغتيال لأشخاص محسوبين على المعارضة وذلك منذ تأسيس ذلك النظام. هذه الاغتيالات حصلت في 19 دولة عبر العالم. ويشير التقرير المفصّل الذي أصدره المركز أنّ الدليل يوضح موافقة الحكام الإيرانيين على عمليات الاغتيال في الخارج وعلى تكريم منفّذيها ومكافأتهم. لكن ليس هذا وحسب، بل يوضح أيضاً قيامهم بأنفسهم بالتخطيط لهذه العمليات ضدّ المعارضين غير المرغوب بهم ومن أجل غايات سياسية بحتة تتمحور حول رغبتهم بالمحافظة على السلطة.

ليست الحلقة الأخيرة
في النهاية، يشترك الحوثيون والنظام الإيراني الأيديولوجيا الخطيرة نفسها والتي يجب على العالم أن يأخذها بجدّية من اليوم وصاعداً، لأنّ هذه المشاهد من الاغتيالات كالتي حصلت مع صالح لن تكون حلقتهم الأخيرة. وطالب الباحث السياسي في نهاية مقاله المجتمع الدولي إلى تحميل منفّذي الجرائم ضدّ الإنسانية مسؤولية أفعالهم من خلال محاسبتهم وسوقهم إلى العدالة.