جانب من اجتماع قادة العالم في قمة باريس (أ ف ب)
جانب من اجتماع قادة العالم في قمة باريس (أ ف ب)
الأربعاء 13 ديسمبر 2017 / 12:04

باريس: قادة العالم في قمة لتمويل محاربة الاحتباس الحراري

اجتمع نحو 60 من قادة العالم ومئات الوزراء ورؤساء الشركات والناشطين الثلاثاء في باريس، في مسعىً لتمويل تحول الاقتصاد العالمي نحو الطاقة النظيفة، بعد عامين من توقيع اتفاق دولي لتجنب أسوأ سيناريو للاحتباس الحراري.

وحذر خبراء عشية انعقاد "قمة العالم الواحد" من أن هدف الاتفاق المتمثل بإبقاء الاحتباس الحراري أقل من درجتين مئويتين سيظل حلماً، ما لم تستثمر ترليونات الدولارات في تكنولوجيا الطاقة النظيفة.

وقال رئيس وزراء فيجي فرانك بانيماراما الذي ترأس محادثات الأمم المتحدة حول المناخ التي جرت في بون الشهر الماضي: "فيما التحدي ضخم، علينا القيام بكل ما في وسعنا لمواجهته، ندرك أن ذلك يعني الفرق بين الحياة والموت بالنسبة لملايين الناس المعرضين للخطر حول العالم".

وأضاف: "هناك ترليونات الدولارات المخزنة في المؤسسات الاستثمارية الخاصة، علينا فك القفل عن هذا التمويل".

ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القمة جزئيا ًرداً على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يونيو (حزيران) انسحاب واشنطن من الاتفاقية التي تفاوضت عليها 20 دولة أكثر من عقدين.

من جهته، أعلن البنك الدولي أنه سيتوقف عن تمويل مشاريع التنقيب عن النفط والغاز واستخراجهما بدايةً من 2019.

وفي الأثناء، تجمع نحو م200 متظاهر في شوارع باريس مطالبين فرنسا بالتوقف عن دفع "أي يورو إضافي للطاقة الوقود الأحفوري".

وتتحمل البشرية بحرقها الكثيف للنفط والفحم والغاز الطبيعي مسؤولية الغازات السامة التي ترفع درجة حرارة الأرض وتسببت بارتفاع معدلات درجات الحرارة حول العالم بنحو درجة مئوية حتى الآن.

ويحذر خبراء من أنه بالوتيرة الحالية لانبعاثات الغازات السامة، بات العالم في طريقه نحو ارتفاع من 3 درجات في المعدل، ما قد ينتج عنه عواصف مدمرة وارتفاع منسوب مياه البحار وفيضانات وجفاف.

وسحبت إدارة ترامب الذي وصف التغير المناخي بالـ"خدعة"، تمويلات بمليارات الدولارات للمناخ، بما في ذلك مليارين من 3 مليارات دولار تعهدت واشنطن بالمساهمة بها، في "صندوق المناخ الأخضر".

ودعا ماكرون الثلاثاء باقي الشركاء إلى "تعبئة أقوى بكثير".

وقال لصحيفة لو موند: "نحن بعيدون جداً عن هدف اتفاقية باريس بالحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى ما دون درجتين مئويتين".

وقالت الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ باتريسيا إسبينوزا إن التحرك السياسي "لن يكون كافياً إذا لم نحدِّث ونعيد إطلاق البنية المالية العالمية ونجعل جميع أشكال التنمية منخفضة الانبعاثات ومرنة ومستدامة".

وفي غياب أوباما، المدافع الأبرز عن قضايا المناخ والذي لعب دورا أساسيا في ابرام اتفاقية باريس، سيتولى المهمة رجال الأعمال والقادة الحكوميون على مستوى الولايات والمناطق، ومثلهم في باريس حاكم نيويورك مايكل بلومبرغ ومحافظ كاليفورنيا السابق أرنولد شوارزنيغر، ومؤسس شركة مايكروسوفت بيل غايتس.

وقال شوارزنيغر في باريس: "لا يهم إذا انسحب دونالد ترامب من اتفاقية باريس، لأن القطاعين الخاص والعام والجامعات لم يتخلوا عنها، لم يتخل أحد عنها".

ومن القادة الذين حضروا قمة الثلاثاء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم، والرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ورئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي.

ولم يُدعَ ترامب اجتماع الثلاثاء، ومُثلت الولايات المتحدة أكبر ملوث عالمي، بمسؤول من السفارة في باريس.

وتغيب عن القمة كذلك زعماء أبرز الدول المتسببة بالتلوث وهي الصين، والهند، والبرازيل، وروسيا، وكندا، إضافةً إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.

وأكد المفاوض الصيني الرئيسي في ملف المناخ شي شينخوا على التزام بكين بالتحول إلى الطاقة النظيفة، عارضاً تفاصيل المشاريع الوطنية الجارية في هذا المجال.

وقال "في ما يتعلق بمكافحة التغير المناخي، حققت الصين أموراً عديدة، كانت ضرورية لنموها المستدام".

وتعهدت الدول الغنية عام 2009 بجمع 100 مليار دولار كل عام كتمويل مرتبط بالمناخ مخصص للدول النامية اعتباراً من العام 2020.