وزير الدفاع الأمريكي الأسبق روبرت غيتس.(أرشيف)
وزير الدفاع الأمريكي الأسبق روبرت غيتس.(أرشيف)
الأربعاء 13 ديسمبر 2017 / 15:06

أمريكا والرباعي.. المشكلة مع قطر هي نفسها اليوم كما بالأمس

أجرت شبكة "سي أن بي سي" الأمريكية مقابلة يوم أمس الثلاثاء مع وزير الدفاع الأمريكي الأسبق روبرت غيتس الذي تحدّث عن مقاطعة دول الرباعي لقطر.

روبرت غيتس: حتى منذ عقد مضى، كانت لدينا مشاكل مع ما كانوا يبثّونه على الجزيرة – لقد كانوا يقدّمون فرصة إلى هؤلاء الذين كنّا نحاربهم في العراق، لنشر حملاتهم الدعائية عبر الجزيرة

وقال غيتس إنّ المشاكل التي يواجهها اليوم جيران الدوحة هي نفسها التي واجهتها الولايات المتحدة منذ عقد مضى. وأوضحت مراسلة الشبكة هولي إليات أنّ أقوى الدول في الخليج العربي بدأت مقاطعة اقتصادية لقطر بعدما اتّهمتها برعاية الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة في يونيو (حزيران) الماضي.

وقال غيتس إنّ إدارة الرئيس جورج بوش الابن واجهت من قبل مشاكل مع قناة الجزيرة التي تملكها الحكومة القطرية على مستوى ما كانت تبثّه تلك القناة. "واحدة من أوائل السفرات التي طلب مني جورج بوش الابن أن أقوم بها حين أصبحت وزيراً (للدفاع) منذ أكثر من عقد، كانت التوجه إلى قطر، التوجه إلى الدوحة والتحدث مع الأمير حول جميع المشاكل التي كانت لدينا مع قطر".

الجزيرة: فرصة دعائية للإرهابيين
"حتى منذ عقد مضى، كانت لدينا مشاكل مع ما كانوا يبثّونه على الجزيرة – لقد كانوا يقدّمون فرصة إلى هؤلاء الذين كنّا نحاربهم في العراق، لنشر حملاتهم الدعائية عبر الجزيرة، لقد كانوا ينشرون الجنود الأمريكيين وهم يُقتلون، لقد كانت هنالك مشكلة مع تمويل الإرهاب"، قال غيتس للشبكة. وأضاف: "العديد من المخاوف نفسها التي ترفعها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة اليوم كانت مشكلة بالفعل منذ أكثر من عشر سنوات خلت".

التعاطف مع الإخوان
أتت تعليقات غيتس وسط مقاطعة تشمل مجالي الاقتصاد والنقل، أطلقتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر. وقطعت دول الرباعي أيضاً علاقاتها الديبلوماسيّة مع قطر متهمة إياها بدعم المجموعات الإسلامية وزعزعة استقرار المنطقة.

وتتابع المراسلة فتشير إلى أنّ واحداً من المطالب التي توجّهت بها دول الرباعي إلى قطر هي إغلاق الجزيرة، وهي شبكة إعلامية تركز على مسائل الشرق الأوسط. وتتهم هذه الدول الجزيرة بالتعاطف مع المجموعات الإسلامية المتطرفة مثل الإخوان المسلمين.

لا جواب من الجزيرة
وكتبت إليات أنّ الجزيرة ردت على الاتهامات بالإصرار على أنّ لديها سياسة تحريرية مستقلة. وقال مسؤولون من الجزيرة لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي في وقت سابق خلال هذه السنة إنّ شبكتهم لا تتأثر بأي "مجموعة أو عقيدة معينين".

وتشرح إليات أنّ سي أن بي سي اتصلت بالجزيرة للرد على تعليقات غيتس حول مشكلتها في تمويل الإرهاب، لكنها لم تحصل على جواب.

وذكرت إليات أنّ قطر نفت بشدة سابقاً دعمها للإرهاب وأنّ الدوحة ترى الحصار المفروض عليها كطريقة لوضعها تحت نفوذ السعودية.

كما ذكرت أنّ نائب رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني دافع عن سجل بلاده في هذا الإطار أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي قائلاً في مؤتمر لمكافحة الإرهاب أقيم في لندن إنّ قطر كانت "ملتزمة بتدمير الإرهاب".

إثارة تيلرسون للمزيد من الالتباس
وتطرقت إليات إلى التناقض في الإدارة الأمريكية الذي ظهر في الرسائل المتباينة إلى قطر. ففي يونيو، دعم الرئيس الأمريكي السعودية في قرارها بالمقاطعة وانتقد الدوحة لتمويلها الإرهاب على مستوى عالٍ.

 لكن من ناحية أخرى، دعا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيليرسون السعودية وحلفاءها إلى إنهاء المقاطعة. وبشكل يثير مزيداً من الالتباس، ووقّع وزيرا الخارجيتين اتفاقاً في يوليو (تموز) الماضي حول مكافحة تمويل الإرهاب.

 إضافة إلى ذلك، تستضيف قطر قاعدة العديد العسكريّة التي تدير القيادة المركزية الأمريكية عملياتها العسكرية في الشرق الأوسط عبرها.

فلتحدد خيارها
يرى غيتس أنّه في الوقت الذي "تقدّر الولايات المتحدة كثيراً شراكتنا العسكريّة معهم"، يجب على قطر أن تتّخذ قرارها حول "كيفية رؤيتها لدورها في هذه المنطقة".

وأوضح الموقف الأمريكي قائلاً: "بصراحة، نحبّ نحن في أمريكا أن نرى هذا الخلاف قد تمّ حلّه كي يتوحد مجلس التعاون الخليجي في التعامل مع إيران وتحديات أخرى، لكن على قطر أن تحدّد خيارها".